حلال الحكومة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أزعم أن الروتين أو بيروقراطية التعامل هو إرث وجدناه متوفراً فاستسهلنا العمل به بدلا من أن نصنع نظام تعامل خاصاً بنا، فتعابير البناء والتشييد ورثناها من العهد العثماني (كوشان مثلا) وعرضحال، والأخيرة عربية لكن الأتراك أخذوها وصاروا يستعملونها للتعبير عن (المعروض). بصمة: لفظ تركي أصله -باصماق- ومعناه أن يطأ الرجل بقدمه. عندما تظهر لي زاوية تشير إلى وجوب مجاراة الوقت، وروح العصر، تأتي عبر البريد الإلكتروني تعليقات من قرّاء تقول: - أنت وينك؟ لو بسطنا الاجراءات راحت «المهابة». ونسي أن عدم الاهتمام بالآليات والمعدات الحكومية يوصف ب(حلال الحكومة) أي لا تهتم عند استعماله. وأزعم أنه يقصد هيبة رؤساء الدوائر الكلاسيكيين، أو التقليديين الذين يرون في بطء سير المعاملة فرصة له، أو لهم للبروز وتقمّص عباءة المعروف، أو العطف أو الاستحسان.. أو طلب البديل. ويقودني هذا إلى الحديث عن مرئيات وفد غربي جاء إلى المملكة وأخذه مرافقوه إلى المجالس المفتوحة لولاة الأمر. وهي العادة المقبولة عند الناس منذ تأسيس المملكة. بعد الزيارة قال الغربي: هذا حسن.. هذا جيد.. ولا مثيل له عندنا في الغرب. لكن.. أرى - والرأي للزائر - أن المشكلات لو كانت سهلة الحل لما اضطر أولئك القوم للوقوف.. ثم الدخول على صاحب القرار. وشخصياً، أختلف مع الزائر في جزء من تفكيره. وهو أن نسبة كبيرة من الناس الذين يحضرون لمجالس ولاة الأمر، أو لأمراء المناطق ليسوا بالضرورة طالبي خدمة أو احسان. فيهم الكثير من جاء للسلام، أو لكي يقول لقومه «ما بيني وبين الوزير إلا اثنان» أي أن مجرد وجوده قرب الوزير مفخرة وموضع تألق. لكن الغربي لم يفهم عقلية الناس هنا فظن أن كل من حضر يتأبط ملف قضية.. وهذا غير صحيح. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :