د. ياسر السيد شحاتة يكتب: بناء الإنسان فى 6 أعوام

  • 6/14/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حرصت مصر على بناء إنسان ( تعليميا – صحيًا – وتكنولوجيًا) بالرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها مثل (الإرهاب، الفساد، الهجرة غيرالشرعية)، وغيرها من تلك التحديات التى تحرم أي دولة من إحداث تنمية حقيقية، ومع ذلك، تبني مشروعات، تتحول رقميًا، وتبني إنسانًا من أجل حياة جديدة. فالإنسان هو الكنز الحقيقي التى تستند إليه الدول لتحقيق التقدم والرقي، كما ذكر تقرير التنمية البشرية منذ عشرين عام مبشرًا بنهج إنمائي جديد فكريًا أن "الإنسان هو الثروة الحقيقية لأى أمة"، مؤكدًا علي دوره الفاعل فى مساعدة الدولة لإحداث تنمية شاملة. من هنا أدركت الدولة المصرية أهمية بناء الإنسان، فكان النهج الجديد فى الفكر المصري متجهًا نحو العنصر البشري باعتباره محور البناء الأول. فكانت الانطلاقة من خلال المبادرة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وهي " استراتيجية إعادة بناء الإنسان "، حيث أكد عليها فى أكثر من مناسبة، وكانت إشارة البدء بأن تضع الدولة بناء الإنسان على رأس أولوياتها، يقينًا بضرورة البناء على أسس متكاملة لإعادة الهوية المصرية تعريفها من جديد بعد محاولات العبث بها فى مرحلة فارقة فى تاريخ مصر. اعتمدت فى إعادة البناء بشكل أساسي على الكثير من النقاط منها تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة، والتأكيد علي المفاهيم الصحيحة من خلال الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي الذى يستهدف زيادة الوعي، ومن ثم زيادة الانتماء، فكان الاهتمام بالجوانب الاجتماعية، والذي ينصب حول الأسرة يستهدف رفع درجة الوعي بأن الأسرة هي النواة الحقيقية لخلق جو يتسم بالاستقرار، والذى ينعكس بدوره على نتاج لشباب قادر علي تحقيق أهداف الدولة والتى لا تختلف عن أهداف الشباب أنفسهم، فكان تمكين الشباب، وخلق حلقة تواصل بشكل دائم بين الدولة وشبابها، من خلال المؤتمرات الدورية، والتي أصبحت أحد الحلول للتواصل والتقارب فيما بينهما، وكانت التوصيات الخاصة بهذه المؤتمرات تمس الواقع العملي لما نعيشه، وكان الهدف هو إعداد كوادر شابه تستطيع تحمل المسئولية، ولم تنسي الدولة التركيزعلى الدورالمحوري الذى تلعبه المرأة المصرية فى دعم التنمية اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، فكان تمكين الحقيقي للمرأة، والتركيز علي الجوانب الاجتماعية والجوانب الثقافية معًا من خلال الرؤية المعتمدة على ترسيخ العادات والقيم السليمة مستلهمة فكرة الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، وذلك لإعادتها بصورتها الراقية. وبعد ذلك جاء دور البحث العلمي فى عملية البناء، فكان التحدي نحو الإنتقال من دورالمتلقي للتكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الدورالحقيقي التى تستحقه الدولة المصرية، فكان التحرك السريع للتأكيد علي الهوية العلمية كأحد محاورعملية البناء، احتلت مصر مركزًا متقدمًا على مستوي العالم فى أعلى معدلات نشر دولي من بين290 دولة، ولكن كان السؤال الذي يحتاج إلي وقفة وإجابة صادقة ...هل تلك الأبحاث نستطيع الإستفادة منها فى كافة القطاعات فى البيئة المصرية بشكل يساعد على مواكبة قطار التقدم ؟، فكانت الإجابة وكان التوجه صوب البحث العلمي فى إطار تطور رأسي محاولة لتحويل البحث العلمي من البحوث التطبيقية إلى مراكز البحوث والتطوير الفعلي داخل القطاعات، فاتجهت مصر لزيادة حجم الإنفاق على البحث والتطوير، وتم زيادة عدد الأبحاث العلمية المنشورة دوليًا. بالإضافة إلى توجه الدولة نحو توعية الشباب وتأهيلهم للتعامل الأمثل مع التكنولوجيا ولاسيما التقدم السريع نحو التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي الذى يضعنا أمام تحديات عديدة، فكان الإهتمام نحو التطور والتأهيل للعنصر البشري  في مجالات متعددة، ولقد أدركت الدولة أنها عندما تريد أن تبني حجرًا لابد من بناء البشر أولًا، فالذى يبني هو الإنسان شريطة أن يكون سليمًا قويًا . لذلك كان الاستهداف الحقيقي من الدولة لصحة الإنسان، وتقديم كل أوجه الرعاية الصحية للأسرالمصرية، فكان الإهتمام بالرعاية الصحية للإنسان المحور الثالث فى عملية البناء، فالإهتمام بالرعاية الصحية هى أحد أهم أفرع خطة الدولة في هذه المرحلة، والذى أصبح واقعًا فعليًا على أرض مصر من خلال المبادرات العديدة للإهتمام بالصحة منها (علاج فيروس C، الإهتمام بصحة المرأة، التأمين الصحي الشامل) وغيرها، كل ذلك يستهدف إعادة بناء انسانًا سليمًا متماسكًا لكي يستطيع أن يعيش حياة كريمة. كل ما سبق يؤكد حرص الدولة وإدراكها لبناء الإنسان لكى تستطيع تحقيق الاصلاح الاقتصادي الفعال الذي  يتطلب منها تنمية العنصرالبشري أولًا من خلال التحسين ( تعليميا – اجتماعيًا- صحيًا – وتكنولوجيًا)، وإكسابه المهارات والقدرات والإمكانات التى تستطيع مصر تحقيق تنمية شاملة من خلال جهود الإنسان لأنه المحرك الفعلي لكل الأصول المادية، والاستثمار فيه هو من أفضل الاستثمارت علي الإطلاق لتحقيق الهدف المنشود لمصرنا الغالية. حفظ الله مصر وشعبها القادرعلى العطاء والذي يمثل الرمز الحقيقي لسرعة الإنجاز.

مشاركة :