بيروت – تظاهر المئات في لبنان الأحد، في رابع يوم من الاحتجاجات التي شابتها أعمال عنف بسبب اختراق مجموعات تحسب على حزب الله وحركة أمل تعمدت استفزاز القوى الأمنية والجيش وتكسير واجهات المحلات لاسيما في وسط بيروت. وحملت تظاهرات الأمس عنوان “لبنانية ضد الطائفية” في احتجاج على المحاولات المستمرة لحرف الحراك عن أهدافه الرئيسية المتمثلة في وقف تدهور الوضع الاقتصادي ورحيل كل الطبقة السياسية عن السلطة. ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية ولافتات تدعو إلى “سقوط منظومة الفساد بكامل تفرعاتها وزواريبها”، وسط حضور كثيف للقوى الأمنية ومكافحة الشغب. ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، تتزامن مع نقص في السيولة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم، خاصة تلك المودعة بالدولار الأميركي. ويحمّل اللبنانيون السلطة السياسية مسؤولية الوضع غير المسبوق الذي يواجهه لبنان، بسبب استشراء الفساد والهدر والتهريب ومحاولات بعضهم جر لبنان لتخندقات إقليمية تكلفه الكثير. ويُتوقع أن تلامس نسبة التضخم في لبنان خلال العام الحالي نسبة 50 في المئة، بينما يعيش نحو 45 في المئة من سكانه تحت خط الفقر وتعاني أكثر من 35 في المئة من قوته العاملة من البطالة. ويقول نشطاء إن مظاهرات الأحد كانت رسالة لحزب الله بأن مشروع خلق فتنة طائفية في لبنان لن يمر، وأن المتظاهرين لن يتراجعوا هذه المرة قبل إسقاط كل الطبقة السياسية. واعترض متظاهرون في طرابلس (شمال)، في وقت سابق مسار شاحنات كانت متجهة إلى سوريا، اشتُبه في أنها تهرّب مواد غذائية. وأطلق عناصر من الجيش أعيرة مطاطية لإفساح المجال أمام عبور الشاحنات. وقال متظاهر في المدينة التي باتت تعرف بعروس الثورة “لست مضطراً لأن أموت جوعاً مقابل أن يأكل غيري”. وتثير أعمال التهريب بين لبنان وسوريا التي يشرف عليها حزب الله جدلا واسعا، إذ يعرب لبنانيون عن الاستياء إزاء قصور السلطات عن ضبط الحدود. وعلّق متظاهر آخر احتجاجا على تهريب المواد الأساسية لسوريا بأنّ “كيلوغراما واحدا من السكر يبلغ سعره أربعة آلاف ليرة”، قائلا إن “الشعب يموت جوعا”.
مشاركة :