د. ضحى بركات تكتب: لا تغضب.. كلنا لصوص

  • 6/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله  على شفاء مصابى كورونا ونرجو الله ان ينعم بالشفاء عل جميع المصابين  ويحفظ الجميع من هذا الوباء بفضله وقدرته.لقد قرأت ما توالى من نقد للمتعافين من كورونا عندما قرروا المتاجرة بدمائهم بعد ثبوت فعالية بلازما المتعافين فى علاج المصابين بالفيروس ..وفى الواقع تألمت لما فعله المتعافين وكان أولى بهم أن يسارعوا لإنقاذ أرواح تتعرض لما تعرضوا له من آلام عل الله يكتب لهم الشفاء ويكونوا هم أحد أسباب النجاة. فمما لاشك فيه  أن المجهودات التى بذلت على نفقة الدولة  من أجل هؤلاء المتعافين من رعاية طبية وأماكن للعزل آتت  ثمارها ومن الله عليهم بفضله وشفوا من موت مؤكد وهلاك محقق ....ولكنى عندما تأملت مواقف كثيرة نتعرض لها كل يوم وجدت أن مافعله هؤلاء لا يختلف كثيرا عما نفعله فيما بيننا منذ عقود..كم من  معلم يخسف درجات الطالب ليجبره على الذهاب إليه للدرس الخاص ..أو يدخل الفصل فلايؤدى واجبه ويترك الطالب يبحث عن طريق للفهم ليكتب له النجاح ولو غلى الثمن  ...أو طبيب يتقاضى ثمن العمل فى مستشفى الدولة فلايسمح بدخول المريض وعلاجه أو عمل عملية له إلا بعد دفع الثمن. .ومحامى ينصر الظالم الذى يملك على المظلوم المعدم وقاضى يحكم ببراءة لصوص الشعب وهو يعلم ان الورق ملفق والظلم بين والخداع  بين ..والخلاص ملفق. وهنا لابد أن نعترف جميعا دون غضب أننا كلنا لصوص ..لقد زرعنا الظلم وعلمنا  الاستغلال لأجيال وأجيال فكيف نلوم على  اتجاه بعض المتعافين من  الناس لبيع البلازما ب 20 ألف جنيه  ..هل اختلف مافعلوه عن من باع دمه أو عضو من أعضائه .لاتقل أننا فى جائحة والامر يختلف. ولا يجب عليهم ان يسلكوا هذا السلوك المستغل فى ذلك الظرف العصيب .. والجواب بسؤال يقول  ...هل  اختلف المتعافون عن من باع الكمامات ورفع سعرها من ٥٠ جنيها للعلبة إلى مئات الجنيهات ...أم اختلفوا عمن تسارعوا لتخزين الادوية التى من المحتمل أن  تكون علاجا للفيروس حتى ارتفع سعرها أضعافا فلم يستطع كثير من المرضى شراءها  ...بل وصل الجشع لإخفاء الأدوية المهمة  البلاكونيل و البانادول و حتى فيتامين سي ليزداد الإقبال ويرضى المواطن بأى سعر يقال ..كذلك وصل سعر الأكوزيمتر  والتاميفلو ألفى جنيه.ولم نفق من ذلك فإذا المستشفيات الخاصة تعلن قائمة الأسعار للرعاية الطبية لمرضى الكورونا فيصل  سعر الغرفة  إلى  آلاف الجنيهات لليلة للسرير العادي بدون عناية اما استخدام  جهاز الأكسجين أو جهاز  التنفس الصناعي فحدث ولارقابة ...حتى  البرتقال والليمون وكل نبات او غذاء يثبت فعاليته ضد كورونا أصبح سعره خياليا ..عزيزى لاتغضب فكلنا لصوص تعلمنا الدرس من الكبار وتجرعنا القسوة من حكومات لا تدري بحال الشعب ولا تلقى للفقير بالا وكأنها تقول ليتك تموت ربما يزيد العمار ويعلو الازدهار ..كلنا لصوص ..لا مبادىء ولا ضمائر...لقد كشفت الأزمة عن الوجوة القبيحة التى تختفى وراء الألسنة الرقيقة والكلمات الزائفة. .أيها الناس كفانا نفاقا ..فلم نجنى إلا مازرعناه ولن نلقى إلا ما فعلناه ..الذنب لايبلى والديان لايموت كما ندين ندان  .. ..كورونا ..لقد كشفت عورات كم اخفيناها ..وها أن وضعتنا أمام مرايا نظهر فيها فى أقبح صورة ..ياللى مرارة الواقع ..ياللى سوء السريرة ..ياللى غضب الرب ...كورونا وحده لا يكفى نحن نستحق ملايين الفيروسات لتقضى علينا عل النبت القادم يكون أكثر طهرا وأنفع بذلا ....فهل من مصلح لنفسه عائد لربه نادم على فعله .

مشاركة :