الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وتمر الأزمات.. مرت 8 أسابيع على دخول فيروس كورونا إلى مصر والعدد لازال فى الإمكان علاجه والأمر حتى الآن تحت السيطرة بفضل الله وجهود القائمين على الأمر فى متابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمنع تفشى الوباء. ولكن مايثير العجب أن يصرخ الشعب من الإجراءات الاحترازية التى تقوم بها الدولة لحمايته من العدوى والحفاظ على حياته .والأعجب أن لايتعاون كثير من فئات الشعب مع هذه الإجراءات التى هى فى صالحه قبل أى شىء ولا ينفذها الا بالقوة . فنجد العائدين من الخارج يرفضون الحجر الصحى ويتجمهرون للاعتراض دون تقدير لخطورة الأمر على المجتمع بل على انفسهم وعلى أقرب الناس إليهم ..ونجد التجمعات السكنية والمدن التى ظهر فيها الوباء يرفضون العزل فى أماكنهم داخل البلاد حتى لايتفشى الوباء فيخرجون فى جماعات يهتفون ضد القرار .. ونرى آخرين يرفضون إجراءات الحظر لأنهم لايملكون قوت يومهم وقد يتضورون جوعا من الحظر فيتكدسون فى وسائل المواصلات سعيا وراء الرزق ..كذلك هدد رجال الأعمال بغلق النشاط وتسريح العمالة حتى تقل الخسائر فزاد سخط عمال القطاع الخاص خوفا على رزقهم .. وصرخ غيرهم ضجرا من الحبس حين تملكهم شعور بالملل فخرجوا وتزاحموا على الشواطئ وفى المنتزهات لقضاء الوقت .. وللأسف لم يختلف سلوك المتدينين كثيرا عن كل هؤلاء عندما دفعهم الشوق إلى بيوت الله للتكدس أمام المساجد المغلقة لأداء الصلوات . هكذا تعددت بؤر انتشار المرض وتعرض الشعب كله للخطر فوجب على أولى الأمر الضرب بيد من حديد على كل مخالف يسعى للفساد فى الوطن سواء حسنت نيته أو ساءت.. ولكن ليس الأمر بهين مع كل الفئات فإن استطعنا أن نضرب بيد من حديد على فئة العائدين من الخارج والمعزولين فى قراهم بالداخل وفئة المرفهين وفئة المتدينين كذلك ..فكيف الحل مع رجال الأعمال الذين يهددون الاقتصاد ويرفضون تحمل البلاد شهورا وهم من صنعوا ثرواتهم من خيرها وجهد رجالها سنوات وسنوات . فكيف نفعل مع من يتضور جوعا هو وأسرته من توقف العمل وزيادة ساعات الحظر . كيف نقنعه أن الحجر فى صالحه وهو يرى الموت من الجوع أقرب إليه من الموت بالكورونا .كم هو صعب أن يصرخ كل هؤلاء.. لابد من تحكيم العقل فعند نقطة ما ينتشر الوباء ويخرج الأمر عن السيطرة ويتضرر الجميع دون تمييز..لذا نرجو من فئة العائدين من الخارج والمعزولين بالداخل أن يحكموا العقل ويتذرعوا بالصبر حتى يمر الأمر بسلام على أهليهم ومجتمعهم ووطنهم .وندعو فئة الشعب المدلل أن يتقشف بعض الشىء ويحمد الله على نعمة التنفس الطبيعى وليلزم بيته خيرا من أن يلزم فراشه الأبيض فى مستشفى العزل وربما لايستطيع تنفس الهواء الذى يجحد نعمته اليوم فلا يناله إلا بجهاز تنفس صناعى كان غيره أولى به..ونهيب بفئة الشعب المتدين أن يفقه دينه ولايتسبب فى ضرر عام فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فى كل الديانات والله قريب مجيب.والإخلاص فى الدعاء والعبادة أقرب لله وأولى بالقبول من مكان العبادة ...كذلك رجال الأعمال يجب أن يغيروا موقفهم ويردوا الجميل للبلاد التى صنعتهم وللعمال التى رفعتهم فى مصاف الأثرياء. .فلا مشروعات بدون عمال مخلصين خبراء جادين هداكم الله . أما فئة الشعب الكادحة فلها الله ولكن بقدر المستطاع يجب عليهم اتخاذ مايمكن من الاحتراز بالابتعاد عن الزحام كلما أمكن ...أيها الناس..لن يطول الكرب . .تفاءلوا بالخير تجدوه وتضرعوا لله تزول الغمة ..وتنفرج الأزمة بإذن الله . قال تعالى "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) الأنعام فلنصبر لله ونحتسب الاجر من الله ولن تمضى إلا أيام قليلة وتعود الحياة كما كانت مليئة بالحركة والإنتاج بإذن الله ..فلنتوسل إلي الله بأصدق أعمال الخير التى فعلناها ابتغاء مرضاته سرا أو علنا ولكن دون رياء ..دون ملل دون عناء .ولنعاهده سبحانه أن نصلح أنفسنا لننال رضاه ونمحو غضبه ونفوز بالجنة إن شاء الله.
مشاركة :