الشارقة:أوميد عبدالكريم إبراهيم استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول الثلاثاء، الدكتور يوسف حطيني، في أمسية ثقافية افتراضية بعنوان: «القصيدة القصيرة جداً وآفاق المستقبل»، أدارتها الإعلامية مريم علاي، وحضرها الدكتور محمد بن جرش، الأمين العام للاتحاد، وتناولت الأمسية العديد من المحاور المتعلقة بكتابة القصيدة القصيرة جداً، حيث أكد حطيني أن الإيقاع هو جوهر هذا النوع من القصائد، وشرط لازم فيها، ولكنه غير كافٍ لإنتاج قصيدة، فلا بدَّ من توفر الوحدة الموضوعية.وحول دلالة هذه التسمية، قال الدكتور يوسف حطيني، الحائز على درجة الدكتوراه في النقد العربي الحديث، والأستاذ المحاضر في جامعة الإمارات العربية المتحدة، إن القصيدة القصيرة جداً تتألف من مقطعين؛ المقطع الأول يعني أن تكون شعراً في الأساس، والثاني أن تمتاز بالقصر الشديد، كما أن هناك صفات يجب أن تتوفر في المقطعين، فالقصيدة لا بد من توفر شيء أساسي فيها، وهو الإيقاع، والقصيرة جداً أي أن تمتاز بالتكثيف، فالقصيدة شعرٌ، وعليه فإنها تمتاز بوجود الإيقاع الناظم الذي تعارفنا عليه بمختلف أشكاله، ويجب أن تتصف هذه القصيدة بالتكثيف الشديد كأحد أهم أركانها، كما أن هناك ما يمكن أن نسميها «التقنيات»، مثل الصورة، المجاز، الرمز، وغيرها، ومدى إمكانية استخدامها في سياق القصيدة القصيرة جداً.وتحدث حطيني عن نقاط الالتقاء بين القصيدة القصيرة جداً، والقصة القصيرة جداً، وقال إن الركن الأساسي في القصة القصيرة جداً هو «الحكائية»، فكل قصة قصيرة جداً لا بدَّ أن تكون فيها حكاية، كما يجب أن تتوفر فيها الوحدة الموضوعية، والتكثيف، ووجود الشخصيات، وهي التقنيات ذاتها التي يمكن استخدامها في القصيدة القصيرة جداً، مثل الرمز، الأسطورة، الصورة البيانية، الانزياح اللغوي، وغيرها.وفيما إذا كانت هناك علاقة بين القصيدة القصيرة جداً من جهة، وعصر السرعة من جهة أخرى، وما إذا كان من الممكن أن تحلَّ مكان القصيدة التقليدية بكل أركانها، أكد حطيني أنه ليس هناك جنس أدبي يحلّ مكان آخر، وتابع قائلاً: لا أعتقد أن تكون هناك أي علاقة بين عصر السرعة، وبين كتابة القصة القصيرة جداً، فلا يوجد تنافس بين الأجناس الأدبية بالأساس، فبإمكان أي كاتب أن يبدأ بكتابة قصة، أو رواية، أو غير ذلك، كما أن هناك الكثير من الأعمال الأدبية المهمة التي أُنجزت في عصر السرعة، ولكن يمكن القول إن النص القصير جداً يناسب الذين يستسهلون الكتابة، وبالتالي يُقبل عليه من يكتب، ومن لا يكتب، وهو من أسباب كثرة انتشار القصة القصيرة جداً، والقصيدة القصيرة جداً أيضاً، وهذا القِصر يشجع المبتدئين في الكتابة على أن يصبحوا كُتّاباً بسرعة عبر «الفضاء الأزرق».ولفت حطيني إلى أنه في كلّ عصر يمكن أن نجد الأدعياء، فحتى في عصر امرئ القيس، والمتنبي، وغيرهما، كان هناك آلاف الشعراء، ولكن الزمن هو الذي يصطفي الأسماء، وبالتالي فإن جميع العصور كان فيها كُتّاب جيدون، وآخرون فاشلون، ولكن من يصل إلى العصور اللاحقة هو من سينتفع به الناس، وقد يستلذ القارئ بالقصيدة القصيرة جداً، ويحبها إذا كانت جيدة، وتوصل موسيقاها ودلالاتها بسرعة، ولكن يؤخذ عليها أنه قد يحدث اختلاط لدى القارئ بسبب قراءة أكثر من نص نظراً لقصر الوقت الذي يستغرقه في القراءة، وبالتالي قد يقرأ عدداً كبيراً من النصوص، ما قد يؤدي إلى اختلاط المشاعر والمزاج لدى القارئ بسبب تنقله بين المواضيع، وهو ما لا يمكن حدوثه في القصيدة الطويلة.
مشاركة :