الظاهري: التجريب كسر الحدود بين الأجناس الأدبية

  • 8/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الكاتب والشاعر حارب الظاهري أحد الأسماء البارزة على الساحة الثقافية الإمارتية، وأحد القلائل الذين طرق منجزهم الإبداعي أبواب الأجناس الأدبية المختلفة، فكان الشعر هو المكون الحقيقي الذي انطلق منه إلى عوالم القصة والرواية، وشكل المنصة الجمالية التي استند إليها الظاهري طوال مسيرته الأدبية. ولحارب الظاهري عدة مجموعات قصصية هي مندلين عام 1997م تمت ترجمة بعض نصوصها إلى الفرنسية الإنجليزية الإسبانية، وقبلة على خد القمر مجموعة شعرية 1999، وشمس شفتيك مجموعة شعرية 2002، وترجمت إلى الفرنسية، ونبض الروح مجموعة نثرية/ شعرية، وليل الدمى مجموعة قصصية 2005 وترجم بعضها إلى الإنجليزية. وأخيراً صدرت روايته الأولى تحت عنوان الصعود إلى السماء. * الصعود إلى السماء باكورة إنتاجك الروائي، حدثنا عن هذه الرواية؟ - شكلت كتابة هذه الرواية متعة بالنسبة لي، وما يميزها رؤاها التاريخية والثقافية، فهي تخاطب الإنسان في أي مكان. وكعادتي في كتابة القصة القصيرة أيضا اتجهت إلى الإنسان كونه مركز الكون، وإن اختلفت الطرق والمسارات إلى السماء فالحياة لا تخلو من هذا الصعود الروحي، فالكل يتوق إلى السماء بما في ذلك الحجر والشجر، وتتلخص فلسفة الرواية بأننا نحن من يخلق الحياة لأنفسنا، وأن موروثنا الحياتي والثقافي والديني يلعب دوراً في هذا الاتجاه. وبهذه الرؤية أعتبر نفسي وضعت خطوطي الأولى نحو هذا النوع من الكتابة التي تأخذ بعداً فلسفياً، ورغم أن هناك محاولات روائية لي سبقت هذه الرواية، إلا أنني أجلت طرحها، لاعتقادي أن الصعود إلى السماء هو الأجدر في مخاطبة الحياة الآنية، حيث إنها تشرع في لم الخطوط التاريخية والثقافية المعاصرة تجاه ما يحدث بسبب التراكمات الزمنية. * لماذا الرواية بعد تجارب قصصية وشعرية؟ الانحياز إلى الرواية يعتبر امتداداً طبيعياً بعد تجارب في الأجناس الأدبية المختلفة، التي تعزز الكتابة الروائية من خلال المجال الواسع والتبصر الذي تمنحه للمبدع، فتجعله أكثر عمقاً في طرحه ومعالجته للقضايا والأحداث التي تحضنها روايته. وعندما ينحو الكاتب إلى عالم التجريب تصبح الأجناس الأدبية مجرد حدود واهية أمام عالم الكتابة الواسع، المتصل بالخيال والروح والمتشبع بالثقافة، فالمهم هو القيمة المبتكرة لحضور الكاتب ورسالته الحرة الخالدة. * كيف ترى القصة القصيرة ومستقبلها؟ لا خوف على القصة القصيرة أو غيرها من الأجناس الأدبية، لأن الكتابة خالدة، ولأن الثقافة تنبض وتتأصل في الحياة، لذا لا يمكن لأي جنس أدبي أن يستقيل أو يُنحى، فالقصة والشعر وغيرها من الآداب تحمل قيما ترتقى بالإنسان ولا يمكن أن تنقرض. * ما بين الإصدار الأول والأخير كيف ترى إنتاجك الأدبي؟ شكلت مندلين مجموعتي القصصية الأولى، والتي أصدرتها في منتصف التسعينات علامة فارقة، فقد تجاوزت بشهادة النقاد النسق القصصي السائد، حيث إنها حملت روح الرواية وأنفاس الراوي، والآن وبعد هذا الحراك الأدبي والثقافي وبعد ما ترجم من تلك المجموعة إلى لغات عدة، أقف مسؤولاً أمام القارئ وما يمتلكه من ثقافة، فلا يمكن أن أجازف بعمل أقل جودة من إصداراتي السابقة، وأعتقد أن السمة الأبرز في كتابتي، هي التحرر من كل سائد ونمطي. * ما مرجعيات حارب الظاهري الجمالية في إنتاجه الإبداعي؟ أعتقد أنني أستمد الجمالية من لحظة الصفاء والهدوء والسفر والموسيقى والحب الحقيقي كل هذه العوامل تلج بي نحو الحضور الإبداعي. * هل تحضر لأعمال روائية أو شعرية جديدة؟ الرواية الأخيرة كان لها تبعات، حيث إنها لم تشبع حاجة الكتابة لدي بل على العكس زادتها، لذا هناك عمل روائي آخر بعد عامين من الآن، وربما عمل قصصي قريب جداً، فالكاتب لا يمكن أن ينحسر بعيداً عن الكتابة التي تشكل المفصل الرئيسي في حياته ورسالته للعالم.

مشاركة :