إن كل من يقرأ التاريخ يعلم علم اليقين ان انشاء سد النهضة ودعمه ما هو إلا مخطط صهيوني والمتعارف عليه ان اسرائيل تقوم بخطط طويلة المدي لتحقق ما تصبو إليه إن لم تصل لمبتغاها حتي وان كان علي حساب شعوب اخري لتحقق حلمها في التواجد في المنطقة... ففي بداية الامر بعد انتصار مصر في حرب اكتوبر.. قام الرئيس الاسبق محمد أنور السادات بعمل معاهدة كامب ديفيد في العام1978وابرم علي أثرها معاهدة السلام فقد كان وقتها يقوم السادات بتغيير وجه مصر ووجه المنطقة العربية. وبعد سقوط شاه ايران فقدت اسرائيل حوالي 40 في المائة من احتياجاتهم النفطية فأرادوا ان تعوضهم مصر عن هذه الحصة......فوافق السادات ثم تطورت الصفقة بإمداد الكيان الصهيوني بمياة النيل واسماه السادات في ذلك الوقت (مشروع مياة زمزم) في يناير 1979 وكان المشروع يهدف الي توصيل 150 متر مكعب من مياة النيل ، إلا ان الفكرة لم تجد لها استحسان بسبب اعتراض نائب الرئيس، حين ذاك وكان بطرس غالي، وأقر بإستحالة التنفيذ لسببين.*الاول بسبب عدم كفاية مياة النيل التي تصل الي مصر *والثاني اتفاق 1959بين مصر ودول حوض النيل الذي يقتضي بعدم بيع مياة النيل لطرف من خارج اي دولة من دول حوض النيل ، وما حدث ان لامر أدي الي اثارة حفيظة النظام الاثيوبي الذي هدد بمنع مصر من حقها في مياة النيل ، اذا أخلت بإتفاق 1959. وبعد اغتيال السادات اختفي ملف بيع مياة النيل للجانب الاسرائيلي واستمرت مصر في صفقة البترول والغاز، ومنذ ذلك الحين بدأ الالتفاف علي الامر بطريق أخر ، وبدأت اسرائيل بإرسال البعثات لتهويد الشعب الاثيوبي وقد نجح الامر حيث اننا نجد ان النسبة الاكبر تقريبا من الشعب الاثيوبي من اليهود ، واستطاعت مد جزورها داخل المؤسسات واستفادت اثيوبيا من تسليح الجيش وتدريبه وساعدتها اسرائيل علي مواجهة حركات المقاومة الاريترية والنيجيرية مع نجاج المخطط الاسرائيلي في تقسيم السودان ، مع ما يتردد حول توقيع اثيوبيا عدة اتفاقيات مع اسرائيل دون الاعلان عنها ، ومنها اتفاق تعاون بحري بين قطع اسطول البلدين في البحر الاحمر فمن قراءة التاريخ الذي ذكرناه من المعتقد ان التلويح بتعطيش مصر هو مناورة صهيونية وأداة ضغط علي مصر لاستئناف مشروع زمزم الساداتي وتوصيل مياة النيل الي الكيان الصهيوني والاطماع الصهيونية في مياة النيل تمتد جزورها في الاساطير اليهودية ، فيزعمون ان الرب قطع العهد لابراهيم واولاده بأن يأخذوا الارض الممتدة من نهر النيل الي الفرات ولم تتوقف المخططات حيث برز مشرع المهندس الاسرائيلي (اليشع كالي)١٩٧٤بطلب مياة النيل عبر أنابيب تمر أسفل قناة السويس بنسبة واحد في المائة ولكن تلك المخططات لم تجد صداها لدي الشعب المصري وقياداته ، فكان الاتجاه الي منابعة وهي اثيوبيا لتضييق الخناق علي مصر، بالاضافة الي المشروعات التي ستقام علي روافد نهر النيل ومنها حوالي 23 مشروعا لتوليد الكهرباء لتحرم مصر من حصتها بحوالي 20 في المائة وذلك بتمويل صهيوني امريكي ، حيث تري اسرائيل ان مياة النيل هي المخرج الرئيسي لمواجهة الشح المائي الذي تعانيه اسرائيل وسيتذايد عاما بعد عام ، وهذا ما يفسر بناء اسرائيل نظام صاروخي حول سد النهضة وتلويح اثيوبيا الدائم بالحرب لن يدفع مصر الي ما تريده ، ولكن مصر قادرة علي ان تحافظ علي حقوقها والشعب المصري يدعم قياداته ، (فلا تختبروا صبرنا حتي لاتروا بأسنا)قالها احد ضباط الجيش المصري وهو النقيب عبد الحي عقل، فكل ابناء مصر جنود ، فمصر أرض لا تموت وشعب لا يندثر.
مشاركة :