إيران المأزومة تخشى من تداعيات عقوبات قيصر على دمشق | | صحيفة العرب

  • 6/19/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - نددت إيران التي تعاني وضعا اقتصاديا صعبا بالجولة الجديدة من العقوبات الأميركية على أشخاص وكيانات موالية لها في سوريا، حليفتها الإقليمية، ووصفتها بأنها غير إنسانية. وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوسائل إعلام رسمية الخميس، إن بلاده ستعزز روابطها التجارية مع دمشق، معتبرا أنه "في الوقت الذي يواجه فيه العالم جائحة فايروس كورونا، لن يؤدي فرض مثل هذه العقوبات غير الإنسانية إلا لتعميق معاناة الشعب السوري". وأضاف موسوي أن إيران "ستواصل تعاونها الاقتصادي مع الحكومة السورية، وعلى الرغم من هذه العقوبات سنعزز علاقاتنا الاقتصادية مع سوريا". وفرضت الولايات المتحدة الأربعاء أشد عقوبات لها حتى الآن على الرئيس السوري بشار الأسد بهدف حرمان حكومته من مصادر التمويل في محاولة لدفعها للعودة إلى المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد. وشملت العقوبات قائمة من 39 شخصا وكيانا من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء من ضمن عشرات الأشخاص والكيانات المرتبطة بالنظام، في حين تعهّدت أميركا بمواصلة حملتها الواسعة للضغط على دمشق مع دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ والذي هزّ اقتصاد سوريا حتى قبل بدء تطبيقه. ويرى مراقبون أنّ القائمة شملت بصورة خاصة الجهات المحسوبة في الداخل السوري على إيران، حيث تضمنت أسماء لقيادات من الفرقة الرابعة، وعلى رأسهم ماهر الأسد وبعض الميليشيات التابعة لطهران على غرار لواء فاطميون. وإيران، التي تواجه أيضا عقوبات أميركية قاسية، حليف مقرّب للأسد. وأرسلت طهران آلاف المقاتلين لدعم الحكومة السورية بما في ذلك جماعات شيعية مسلحة أفرادها من أفغانستان ودول أخرى دربتها إيران. تشبّث بالحقوق تشبّث بالحقوق وكانت الولايات المتحدة العقوبات قد شددت العقوبات أيضا على النظام الإيراني، خاصة وأنه مارس قمعا شديدا للاحتجاجات في الداخل، ما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1500 شخص. وتعيش إيران وضعا اقتصاديا صعبا، وقد عمّق انتشار وباء كورونا في البلاد أزماتها، كما أضرّ تراجع الطلب على النفط الإيراني وحالة الشلل شبه التامة للصادرات النفطية باقتصاد البلد، مما يجعل نظام الفقيه غير قادر على مواجهة أزماته الداخلية وضاعف مخاوفه من عودة التظاهرات الاحتجاجية. وكانت إيران قد شهدت احتجاجات عنيفة قبل موجة فايروس كورونا ضد النظام الذي لا يتوانى عن تبديد ثروات البلاد في تنفيذ أجنداته التخريبية اقليميا وتجاهل احتياجات شعبه في الداخل. من ناحية أخرى، حاول النظام الإيراني تشتيت الانتباه عن العقوبات الأميركية واستغلال الاحتجاجات الأميركية على مقتل جورج فلويد، اذ رحبت إيران بمناقشة تستمر يومين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع حول مزاعم وحشية الشرطة والتمييز العنصري في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر "العنصرية الممنهجة ووحشية الشرطة والعنف ضد الاحتجاجات السلمية ليس سوى قمة جبل الجليد. لقد حان الوقت لأن يعمل العالم من أجل مساءلة النظام الأميركي على سجله في حقوق الإنسان في الداخل والخارج". ويبدو أنّ حالة التخبّط التي يعيشها النظام الإيراني قد اشتدّت على وقع الضغوط الأميركية المتنامية، والتي تتزامن مع حالة من السخط الشعبي بين كثير من الإيرانيين داخل إيران وخارجها، في ظل التدهور الاقتصادي والوضع الصحي الصعب بسبب تفشي فايروس كورونا بالبلاد خاصة وأن إيران هي الأكثر تضررا بين دول الشرق الأوسط. وكان الكونغرس الأميركي قد أدان الأربعاء الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في قرار بتوقيع أكثر من 220 مشرعًا، معربا عن دعمه لجهود المعارضة الإيرانية من أجل إرساء دولة علمانية، وهو ما يزيد من مخاوف نظام ولاية الفقيه.

مشاركة :