ماذا لو اختفت الشمس؟! | مقالات

  • 7/7/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تصلنا أشعة الشمس بسرعة (300) ألف كيلو متر في الثانية، وهي سرعة تعادل قوة الجاذبية المتحركة في الكون، والمعلوم أنه من دون هذه الأشعة تنعدم الحياة على الأرض. ولأن الحياة مرتبطة بجرم الشمس المشتعل فإن كل ما يتعلق بخصائص الضوء الساقط من السماء على الأرض يصبح ضرورة وهدفاً أساسياً لوجود الحياة، وتميز كوكب الأرض بذلك مقارنة بسائر الكواكب الأخرى في المجرة الشمسية التي نحن جزء منها. كل المحاولات لإيجاد حياة خارج الأرض لم تسفر حتى الآن عن شيء يؤكد بوجود الحياة خارج الأرض، كما انه يستحيل البحث عن الحياة خارج المجموعة الشمسية لبعدها الساحق وصعوبات الاكتشاف والتحري... وإذا كانت الشمس بحرارتها وضوئها هي الأساس لوجود الحياة على الأرض فإن التفكير في اختفاء الشمس ضرب من الخيال العلمي، وإثارة تستحق التوقف والتمعن في قدرة الخالق على أن يجعل الشمس تستمر في ضوئها وحرارتها مليارات السنين أو يطفئها بلمح البصر. وبافتراض أن ضوء الشمس اختفى فإن إدراك ذلك لن يكون ممكناً إلا بعد فوات ثماني دقائق واثنتين وعشرين ثانية، وهي المدة الزمنية لضوء الشمس لكي يهبط على الأرض، وهي أيضا المدة الزمنية لكي يخرج الأرض عن مدارها حول الشمس.. وعلينا أن نتصور تداعيات خروج الأرض عن مدارها في غياب الشمس، وانفلات جاذبية الشمس للأرض، وبالتالي انطلاق الأرض في خط مستقيم نحو المصير المجهول حيث الفضاء السحيق المليء بالكواكب وبالأجرام التي تلتقطها جاذبيتها. إن رحلة الأرض إلى المجهول يعني الغوص في الظلام، وانخفاض درجة الحرارة إلى الصفر المئوي ثم بعد مرور سنة أو أكثر على ذلك يتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى أكثر من (70) درجة تحت الصفر. حالة كهذه تؤدي إلى انتهاء حياة الكائنات، ويتلاشى كل شيء كالأكسجين، ولا ينجو من ذلك احد. إن أهمية الشمس للحياة لا تؤكدها النظريات العلمية والفلكية فقط، وإنما أيضا يشير إليها القرآن الكريم في وصف حقائق أسرار الشمس، وقد ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم (35) مرة، وهي آية من آيات الله حيث خلقت الشمس بتقدير وبانضباط لحرارتها وضيائها، وشبهت بالسراج المنير لأنها مشتعلة تضيء بذاتها، لكن الشمس في الكون لها نهاية أيضا، فكما يقول الله جل جلاله «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم» بمعنى أن المستقر هو المنتهى، وهو يوم القيامة، حيث السكون وبطء الحركة، والتكور وانتهاء الحياة على الأرض. لكن الإنسان لا يعلم متى يكون موت الشمس، وانطفاء نورها، فذلك بيد الخالق الذي خلق الكون بكل ما فيه من نجوم وكواكب وأحياء ومواد مختلفة، فالشمس وكل ما في السماء والأرض خلق بمقدار واتزان يحتم التفكر والتدبر والتقدير لعظمة الخالق في أرضه وسمائه. yaqub44@hotmail.com

مشاركة :