طارق الشناوي يكتب: ديانة فايزة كمال

  • 6/20/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فى الاجتماع الوحيد الذى حضره يحيى الفخرانى للرئيس الأسبق حسنى مبارك قبل تنحيه بأربعة أشهر قال له: (يا ريس عايزين نلغى خانة الديانة من الرقم القومى)، فلم يجب، اعتقد الفخرانى أنه لم يسمع، كرر السؤال مرتين، فتكرر الصمت مرتين، ووصلت الإجابة للجميع، هذا خط أحمر، وتم تغيير دفة الحوار.كثيرا ما أقرأ وأتابع تلك الرغبة، مدركًا قطعًا نبل قائليها، رغم أنى أراها أشبه بعناق الشيخ والقسيس. كلما لاح فى الأفق شىء ما يعكر الصفو، ألقينا بصورة نرى فيها وحدة الهلال مع الصليب، لتهدئة الخواطر فى لحظات عابرة، إلا أنها لا تطفئ أبدا النيران، وكذلك إلغاء خانة الديانة، ستصبح مجرد كلمة محذوفة وسيبحث البعض عنها بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، الطائفية إحساس (يعشش فى الرأس قبل الكراس)، لن نواجهها بحذف تلك الخانة، فهى- مثلا- غير متوفرة فى جواز السفر، فهل تغير شيئ؟!.فى الأيام الماضية كثر الحديث عن يوسف ابن الراحلة فايزة كمال والمخرج مراد منير، نشرت له صورة برفقة عمته الفنانة ماجدة منير وهى مسيحية الديانة وبدأ (الفار يلعب فى عبهم)، هل فايزة مسيحية أم تزوجت مسيحيا؟ حتى أوضحت الفنانة ماجدة ما اعتبروه لغزا.هل تفرق معك ديانة فايزة كمال؟ فايزة ممثلة موهوبة، ومن أحلى الوجوه التى عرفتها الشاشة، إنجازها الفنى لم يتوافق مع موهبتها لأسباب متعددة ليس الآن مجال الحديث عنها، أحبت فايزة، المخرج المسرحى مراد منير وأحبها، وفضلته على كثيرين من الأثرياء الذين طلبوها للزواج، فأشهر إسلامه وتزوجها.أغلب أسمائنا تشى مباشرة بالديانة، وإذا لم تجد ذلك واضحا فى الاسم الأول أو الثانى قد تعثر عليه فى الرابع، وإذا كان ما يؤرقك هو حصولك على تلك الإجابة ستبدأ فى تقصى الحقيقة، وقد تكتشف الناس الديانة عند الرحيل، مثلما حدث مع الفنان الكوميدى إبراهيم نصر،، صلوا على جثمانة بالكنيسة، فاكتشفوا أن من كان فى حقبة التسعينيات يسعد قلوبهم فى رمضان بالكاميرا الخفية ورددوا له (يا نجاتى انفخ البلالين) و(كشكشها ما تعرضهاش) و(نذيع ولا مانذعش)، وغيرها واقتنوا له فى بيوتهم دمية (زكية زكريا)، اكتشفوا أنه مسيحى، وبدأ البعض يسأل: هل تجوز عليه الرحمة والدعوة بدخول الجنة؟.ما يسكن فى الرأس وليس ما هو مدونًا فى الأوراق الرسمية، متى نلغيها من عقولنا، وما الذى تعنيه لك فى تعاملك مع الآخرين؟ المأساة تبدأ من البيت، ثم المدرسة، فهما يحددان لنا بوصلة المستقبل، هل أنت مشغول بمعرفة ديانة رامى مالك الحاصل على (الأوسكار) ورامى صبرى الحاصل على (الجولدن جلوب) أم يكفى شعورك بالفرح أن مصريين حتى لو كانا بالجذور فقط حققا لنا هذا الإنجاز التاريخى؟!.لم يجب مبارك عن رغبة الفخرانى ولم يلغ من الرقم القومى خانة الديانة، حتى لو كان قد فعلها، فما هى الجدوى، إذا كانت الخانة لا تزال مشتعلة فى رأسك!!.

مشاركة :