أقر المجلس الرمضاني التربوي الذي نظمته جمعية المعلمين في رأس الخيمة، تحت عنوان مدارسنا كبيئة حاضنة للإبداع والابتكار عدة توصيات تصب في صالح البيئة المدرسية الحكومية لتكون حاضنات للابتكار والابداع، من أهمها إقامة صالون تربوي بشكل دوري تستضيفه جمعية المعلمين للعصف الذهني ومناقشة وتداول أهم القضايا التربوية، وأهم المبادرات التي تشجع الابتكار في المدارس. أوصى المشاركون في المجلس الذي احتضنه مقر جمعية المعلمين في رأس الخيمة، بضرورة متابعة الطالب ومعرفة مواهبه ومهاراته، من خلال اعداد تقرير تفصيلي لكل طالب ينتقل معه في تدرجه بين مستويات المدارس منذ الحلقة الأولى الى الثانية وبعدها الثانوية، بحيث لا تهمل مهارات الطالب، خاصة المبدعين، والفائزين في المسابقات المحلية والاقليمية في شتى المجالات العلمية والمهارية والفنية، بحيث يتم صقل تلك المهارات ببرامج مخصصة، أو لمجرد متابعتها لتوجيه الطالب في كيفية صقلها، حتى لا يتم وأدها في بداية مراحل تكوين شخصيات الطلبة. وركز المشاركون في المجلس الرمضاني التربوي الذي أداره ابراهيم البغام نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، وحضره عدد من القيادات التربوية من الهيئات الادارية والتدريسية في مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية، على أهمية تفعيل توجيهات قيادتنا الرشيدة، خاصة فيما يخص التركيز على نوعية التعليم كونه صانع مستقبل الدولة، من خلال اعداد أجيال معتدة بنفسها، بما تملكه من رصيد غني من القيم والثقافة والوعي، والتركيز على المبادرات الايجابية، الخالقة للابداع. وقال إبراهيم البغام، في الجلسة الرمضانية مدارسنا كبيئة حاضنة للإبداع والابتكار إن بيئة الابتكار عملية تشاركية تحتاج الى تعاون وتعاضد ما بين جميع أطراف العملية التربوية في الميدان، سواء كانت الادارة المدرسية والهيئة التدريسية وأولياء الأمور، ولا يخفى علينا دور القيادة التربوية التي تستطيع بادارتها وقيادتها للعملية التعليمية والتربوية أن تخلق مجتمعا مصغرا من الابتكار من خلال البرامج والمبادرات التي تطرحها، موضحاً أن الجلسة الرمضانية ستركز على كيفية تحفيز المدارس لتكون بيئات حاضنة للابتكار والابداع. بدوره أكد سيف المطوع الموجه التربوي أهمية التواصل بين جميع الأطراف التربوية التي تؤتي ثمرها في تطوير البيئة التعليمية ضارباً مثالاً في احدى المدارس الحكومية التي نظمت مشروع القاعة الذكية وكان من أنجح البرامج التي تبنتها المدرسة، والمستغرب أن فكرة المشروع كانت من نتاج اقتراح فراش المدرسة الذي وفرت له الادارة المدرسية فرصة الاستماع لرأيه وطبقته بعد أن أعجبت بالفكرة. وأهاب المطوع بأهمية التواصل والاستماع لاقتراحات الجميع وأفكارهم التي تصب في صالح المنظومة التعليمية، موضحاً أن التواصل الفعال مع الجميع ينتج برامج ومبادرات جميلة قلما نجدها في الميدان. وتطرق محمد ناصر النعيمي المدير التنفيذي لجمعية المعلمين في رأس الخيمة إلى أهمية تنفيذ المبادرات وتوجيهات القيادة السياسية متمثلة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، فيما يخص الابداع ودور القيادات التربوية في تبني مبادرات تحقق الابتكار والابداع في طرق التدريس أو التواصل مع شرائح المجتمع والنهوض بدور المدارس لتقوم بدور تنموي فعال. من جانبها أكدت المعلمة أم سلطان معلمة في احدى المدارس الحكومية، أن الجميع يتحدث عن الابتكار ويلقي بالمهمة على المعلم المضغوط بالمهمات وبالتدريس وانتهاء المنهج، ولا يلقي بالاً لأهمية دراسة دور المعلم والنهوض به من جديد بتخفيف الأعباء الملقاة على ظهره، موضحة أن المعلم يدرك مسؤوليته ويحاول قدر الامكان أن يقدم ما يرضي ضميره تجاه الأجيال التي تدرس تحت يديه، الا أنه يحتاج الى نظرة رأفة من جانب المسؤولين لتخفيف الضغوط عليه، لتتاح له فرصة النهوض بالأجيال والاهتمام بجانب الابتكار لديهم. وتدخل عبدالعزيز الخياط مدير مدرسة موضحاً أن الابتكار لا يحتاج الى تعقيد وبرامج وتكتيكات، إنما ممكن أن نغتنم كل إجراء أو مهمة نقوم بها بشكل روتيني، ونخلق منها فرصة لتشجيع الطلبة على الابتكار، شارحاً نظريته بأن الرحلات التي تقوم بها المدرسة سواء الترفيهية أو العلمية اذا ما استغلت بشكل جيد وطلب من الطلبة المشاركين إعداد تقرير مفصل عن الرحلة والفائز يتم تكريمه في طابور الصباح بعد أن يقدم التقرير من خلال برنامج الاذاعة، وفي ذلك يتم ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فمنها حمسنا الطلبة للمشاركة في اعداد تقرير، وكذلك اتحنا فرصة للظهور أمام الملأ بثقة وعززنا ثقته بالتكريم. وأكد الخياط أن مدارسنا مليئة بالطلبة المبدعين إلا أنهم يحتاجون فقط إلى اكتشاف وتشجيع، وترابط أكثر ما بين المدارس، مشيراً الى أنه كمدير مدرسة يمكن أن يكتشف وينمي المواهب ولكن الاهتمام ليس محصورا فقط في ثلاث سنوات وهي الفترة التي يقضيها الطالب في المرحلة المتوسطة، لكن يحتاج الى متابعة بعدها ليستمر في صقل موهبته، مقترحاً اعداد تقرير مفصل للطلبة المبدعين خاصة منذ أول مراحل الدراسة الى نهايتها كما يمكن أن ينتقل معه التقرير الى الجامعة، أو حتى لبيئة العمل لتستغل تلك المواهب والمهارات وتقدم لها ما يناسبها في العمل. كما أوضح انه لاحظ مدى الفرق بين مخرجات المدارس الفنية كمعهد التكنولوجيا التطبيقي ومخرجات المدارس العادية، فالأولى تمكن الطالب وتوفر له بيئة الاختراع، بحيث يتنافس فيها الطلبة على الاختراعات والابتكارات، ورغم أن مدارسنا بتوجيهات القيادة السياسية وفرت مختبرات للابداع الا انه لا يزال الكادر ينقصها وبذلك تضيع الجهود بلا أي نتيجة تذكر. وألقى سعيد الحولة، أخصائي اجتماعي، العتب على وزارة التربية والتعليم التي لا تقدم الدعم للطلبة خاصة المتفوقين في المسابقات العلمية الاقليمية والمحلية، اذ ينعدم التواصل، ويتوقع الطالب الفائز أن يلقى على الأقل مباركة من الوزارة التي تعنى به، ويتم التواصل معه أو مع مدرسته أو ولي أمره، إلا أن تلك المناسبات تمر دون أن يهتم بها المسؤولون. وأوضح الدكتور فيصل الطنيجي مدير قسم العمليات التربوية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، أهمية مبادرة المختبر الابداعي في كل مدرسة، كما نوه بضرورة تبني مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فيما يخص العصف الذهنيخاصة في الميدان التربوي كونه عملية تشاركية يساهم فيها كل طرف حسب قدرته وافادته، موضحاً أن البيئات التعليمية لابد أن تستغل كل الامكانات المتاحة لتستطيع أن تصنع مستقبل الامارات في إعداد أجيال يعتد بها، كما لابد أن نستغل ذكاء الطالب الذي يتميز بأن له ذكاءات متعددة حسب النظريات التعليمية. وقال الطنيجي إن ثمرة برنامج اعداد القيادات التربوية آتت أكلها، فتخرج منها شخصيات تربوية تغيرت فعلاً في أساليب إدارتها وأصبحت فلتة زمانها في الميدان التربوي، مؤكداً أن المنظومة التعليمية تحتاج مثل تلك البرامج بصورة دورية، كي توجه الكوادر وتستغل بشكل فعال فيما يصب في صالح الطالب والبيئة المدرسية بشكل عام.
مشاركة :