بقضاء الله وقدره وبدموع الحزن والألم لم أتمالك نفسي وأنا أسمع خبر انتقال الأخ محمد عبد الوهاب عبد العزيز العثمان إلى رحمة الله تعالى الذي أقلقني وعكر لحظات حياتي وأنا أفكر في طيبة قلب هذا الإنسان وحسن خلقه وتواضعه الجم وهدوئه بالكلام عندما نلتقي معه في ديوان العثمان العامر في ضاحية عبد الله السالم يرحب بك ويقربك بالجلوس بجانبه وسؤالي عن أحوال أبنائي وتبليغ سلامه لهم لنستمتع بالحديث معه حديث الرجال الأفاضل الخيرين الطيبين . إن الأخ المرحوم محمد عبد الوهاب عبد العزيز العثمان بو عبد الله من الرجال الأخيار الذين ترتاح لمجالسته جاعلك تطيل الحديث معه ولا تمل من مجالسته . إن هذه النوعية من الرجال العزيزين على القلب مثل الأخ أبو عبد الله فقدانهم من الحياة ليس بالأمر السهل لمحبتنا له رحمة الله عليه ولكن مع الإيمان بقضاء الله وقدره الذي يحيي ويميت يجعلنا نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء له بالدعاء الرباني الصادر من قلب محب لهذا الإنسان مهما قلنا عنه ومهما سطرنا بحروف من نور عن سيرة حياة هذا الإنسان بو عبد الله فإنه ما هو إلا الشيء القليل بحقه رحمة الله عليه . ويبقى القول أن الأخ الكريم بو عبد الله إن غيابه عن اخوانه وأبنائه وأهله وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وأنا منهم بقضاء الله وقدره إلى مثواه الأخير بجسده فإنه لن يغيب عنا وعن بالنا وراسخ في قلوبنا . إن الأخيار الطيبين مثل الأخ المرحوم محمد عبد الوهاب عبد العزيز العثمان عند غيابهم عن هذه الدنيا الفانية لا يمكن أن ينسون أبداً لأن أياديهم البيضاء بالعمل الإنساني الخيري الذي يقدمونه والتي لا تعلم شمالهم ما تنفقه يمينهم هم القدوة الحسنة الذين تظل ذكراهم باقية على مر العصور والأزمان شاهدة على عمل الخير للمحتاجين بدون فضل أو منة . إنني في هذه اللحظات والألم يؤرقني وأنا أكتب رثاء الحزن والألم لمن له في القلب المحبة يجول بخاطري عندما اتصل معي الأخ المرحوم بو عبد الله وكان مديراً لإدارة الخدمات العامة بجامعة الكويت ليقول لي إنني سمعت أنك تخرجت من جامعة الإسكندرية ولماذا لا تأتي إلى جامعة الكويت للعمل فيها فقلت له رحمة الله عليه إنني الآن موظف في وزارة التربية بالتدريس كمدرس ومنتظر ابتداء الدراسة للتدريس في إحدى مدارس وزارة التربية فرد على قائلاً إذا تحب الوظيفة جاهزة عندي في إدارة الخدمات العامة فشكرته وقلت له سأقدم استقالتي من وزارة التربية حيث أن الدراسة لم تبدأ حتى الآن لأتقدم بالعمل في جامعة الكويت وهذا الذي حدث معي للعمل بجامعة الكويت وذلك بفضل الأخ المرحوم محمد عبد الوهاب عبد العزيز العثمان والذي لا يمكن أن أنسى بادرته الطيبة للعمل بجامعة الكويت كموظف عادي في ذلك الوقت إلى أن تدرجت بالعمل بجامعة الكويت حتى أجبرت على التقاعد المبكر مجبراً لا مخيراً قبل استكمال شروط التقاعد. إن حسنات العمل الخيري للأخ المرحوم محمد عبد الوهاب عبد العزيز العثمان عندما كان يعمل بجامعة الكويت جاءت مبادرته الطيبة للسعي مع والده العم العزيز عبد الوهاب عبد العزيز العثمان رحمة الله عليه وطيب الله ثراه في بناء مسجد باسم عبد الوهاب عبد العزيز العثمان بجامعة الكويت بالخالدية ليكون مصلى للصلوات الخمس للمصلين والعاملين في جامعة الكويت والطلاب الذين يدرسون في الجامعة ولجميع المصلين في هذا المسجد والذي يبقى من كرامات وصدقات وأعمال الخير للعم العزيز عبد الوهاب عبد العزيز العثمان . ولا أريد أن أسترسل أكثر بالحديث لأن دموع الحزن تؤلمني وتقف حائلاً بين ذكريات الماضي مع الرجال الخيرين مثل الأخ المرحوم أبو عبد الله وأنا أعيش الذكرى المفرحة في ذلك الوقت عندما تم تعييني بجامعة الكويت والحزينة في هذه اللحظة وفي هذا الوقت وأنا أكتب الرثاء . إن الأخ بو عبد الله رحمة الله عليه قامة كبيرة بطيبة القلب وحسن الخلق بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى . إنني الآن حزين وقلق بأنني لم أتمكن من التواجد في مكان الدفن بسبب حكم الجنائز الصادر الذي يمنع هذا الحكم الجنائزي من الحضور إلى مكان الدفن ولذلك بقيت في البيت حزيناً مرهقاً لأن هذا الحكم الجنائزي منعني من المشاركة في حمل جنازة أخ عزيز وغالي على نفسي في مكان الدفن مع أخوته وأبنائه وأهله الأعزاء التي تربطني معهم العلاقات العائلية والأخوة والصداقة الحقة والصلاة على روحه الطاهرة وقراءة آيات من الذكر الحكيم على قبره وذر التراب الطاهر على قبره والدعاء له من الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة الواسعة وتقديم واجب العزاء للأخوة والأبناء والأهل وذلك في مكان الدفن . فلتعذرني أسرة الفقيد الغالي وأهله وأقرباؤه عن عدم تمكني بالمشاركة معهم في مثواه الأخير وهذا الأمر خارج عن إرادتي وفي نفس الوقت يقلقني . إنني أبعث بالتعازي الحارة للعائلة الكريمة والمحبين للفقيد الغالي أبو عبد الله رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته . وإنا لله وإنا إليه راجعونبدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :