أكد دبلوماسيون وقناصل لدى فلسطين ومسؤول في الأمم المتحدة اليوم (الاثنين)، رفض مخطط الضم الإسرائيلي لأرض فلسطينية باعتباره تقويضا لحل الدولتين. جاء ذلك خلال مهرجان جماهيري حاشد دعت إليه حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مدينة أريحا في الضفة الغربية، رفضا للمخطط الإسرائيلي بمشاركة قناصل ودبلوماسيين عن 48 دولة. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، إن مخطط الضم الإسرائيلي ضد القانون الدولي وسيقضي على حلم السلام وإقامة الدولة الفلسطينية. ودعا ميلادينوف المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك وبذل كل ما هو متاح لإنقاذ عملية السلام عبر مفاوضات تفضي لإقامة الدولة الفلسطينية. وقال إن "المجتمع الدولي عمل خلال 25 عاما من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، التي أسس لها (الرئيس الراحل) ياسر عرفات"، مؤكدا ضرورة الاستمرار في العمل حتى تحقيق الهدف العادل لإقامة الدولة الفلسطينية. وشدد ميلادينوف على ضرورة تحقيق الوحدة التي يستحقها الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس الشرقية. فيما جدد ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف، تأكيده على معارضة الاتحاد لمخطط الضم الإسرائيلي وأنه لا يعترف بأي سيادة إسرائيلية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وقال بورغسدورف إن "أي ضم من شأنه أن يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وأن يقوض آفاق حل الدولتين، وهو مرفوض من قبلنا". وأضاف "أي عملية ضم وخطوات أحادية الجانب ستخلق تبعات لا يمكن إصلاحها، وتقويض مباشر لحل الدولتين القائم على المفاوضات" مشيرا الى ان "الاتحاد يراقب عن كثب تبعات هذه المخططات". كما أكد أن الاتحاد الأوروبي ملتزم التزاما طويل الأمد حيال رؤية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، تحيا في سلام وأمان جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. وطالب ممثل الاتحاد الأوروبي إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي، وأن تعمل على إنهاء كافة الأنشطة الاستيطانية في الأرض المحتلة وكافة الانتهاكات من هدم بيوت وترحيل قسري وتقييد حرية الحركة والوصول وتدمير حتى مشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي. من جهته قال سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين غوتشا بواتشيدزه، إن مخطط الضم "سيقوض عملية السلام، وتنفيذه سيحول دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وأضاف أن الوضع يتطلب الاستئناف العاجل للمفاوضات بوصاية الامم المتحدة للوصول الى اتفاق شامل قائم على قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية. بدوره دعا سفير سلطنة عمان لدى فلسطين سالم العميري، المجتمع الدولي إلى مساندة الشعب الفلسطيني لوقف التصرفات الإسرائيلية "غير المشروعة". وذكر العميري، أن سلطنة عمان تثمن عاليا تعامل الشعب الفلسطيني بنضاله السلمي لوقف كل مخططات الضم والاستيطان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. وفي السياق قال الأردن لدى فلسطين محمد أبو وندي، إن إقدام إسرائيل على مخطط الضم "يعني أنها اختارت الصراع بدل السلام، وأنها ستتحمل تبعات هذا القرار وحدها". وأضاف أبو وندي أن "منع الضم هو حماية للسلام في المنطقة"، مؤكدًا أن الأردن عمل وسيعمل مع كافة الأطراف المعنية لمنع الضم والعودة إلى مفاوضات عادلة وشاملة لتحقيق السلام. فيما قال ممثل اليابان لدى فلسطين السفير ماسايوكي ماجوشي، إن بلاده قلقة بشأن الخطة الإسرائيلية احادية الجانب للضم وإن تطبيقها يحطم إمكانية بناء الثقة وفرص تحقيق حل الدولتين، الأمر الذي يشكل تهديدا للإقليم. كما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات خلال المهرجان، أن السلام العادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشارك آلاف الفلسطينيين في المهرجان الذي أنطلق بالسلام الوطني الفلسطيني بمشاركة قيادات فلسطينية من الأطر القيادية لحركة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ورفع المشاركون العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بالضم مثل (الضم جريمة حرب، واستعمار جديد بغطاء أمريكي)، قبل أن يبدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم والانجيل، في إشارة الى وحدة الموقف الفلسطيني مسيحيين ومسلمين. وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المهرجان رسالة للعالم برفض مخطط الضم، وان الشعب الفلسطيني سيبقي يقاوم الاحتلال حتى يقيم دولته المستقلة المترابطة جغرافيا على حدود عام 1967. وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي أغلق عددا من الحواجز المؤدية إلى مدينة أريحا ومنع عشرات الحافلات التي تقل فلسطينيين من مناطق الضفة الغربية من الوصول إلى مكان المهرجان. وبحسب المصادر اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ما أسفر عن عدد من الإصابات.
مشاركة :