وسط تفاقم الازمة السياسية في لبنان وتعطيل المؤسسات التشريعية والشغور الرئاسي، تواجه حكومة الرئيس تمام سلام تحديا كبيرا في الايام المقبلة، لكن تأكيد جميع الفرقاء الحرص على بقاء حكومة سلام وعدم اسقاطها اعطى جرعة من التفاؤل بأن تفجير الحكومة غير واقع لكن عدم التفجير لا يعني اطلاق عجلتها بشكل طبيعي، وبحسب ما نقل عن سلام فإن الفرقاء يدركون خطورة اسقاط حكومته في هذه الظروف بالذات ولذلك فهو لن يوفر مخرجًا يمكن أن يؤجّل تفجيرَ الحكومة وشبه حكومته بالذي يسير في حقل ألغام. ويستعد أنصار «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون للتظاهر والاعتصام امام مراكز المحافظات والقائمقاميات في كافة المناطق اللبنانية، وكذلك الاعتصام أمام مرفأ بيروت وإقفاله، وذلك كجزء من التحرّك الذي يزمعون إطلاقه خلال الأيام القليلة المقبلة، احتجاجًا على سياسة الحكومة وتهميش المسيحيين كما يقولون. وأبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان خشيته من «سقوط لبنان ضحية اللجوء إلى الشارع»، داعيا إلى «التعبير عن الهواجس داخل مجلس الوزراء للوصول إلى حلول»، ومشيرا إلى أن «البديل عن الحكومة هو الخراب والفوضى». وأكد المفتي دريان خلال حفل افطار في السفارة اللبنانية في الامارات أمس الأول الاثنين، ان «الحوار بين القيادات السياسية يعزز الثقة في ما بينهم ويخفف من حدة أسباب الخلاف والنزاع ويعود بالنفع على جميع اللبنانيين».فيما اكد وزير الثقافة روني عريجي في تصريح امس الثلاثاء ان «دعوة رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون للتحرك في الشارع حق مشروع لكل حزب، الا ان الاوضاع المتشنجة لا تسمح بممارسة هذا الحق»، لافتا الى ان «التحالف القائم بين المردة والتيار واضح وصريح ولا يعني التطابق الكلي في المواقف». وأشار عريجي الى ان «التسليم بالفراغ الرئاسي غير موجود والموضوع مرتبط بالوضع الاقليمي والانقسام العامودي في المنطقة». فيما رأى امين عام تيار المستقبل احمد الحريري أن اللبنانيين تعبوا، من الذي يقتل نفسه بالاوهام وهو يقاتل خارج الحدود من أجل أن يبقى الأسد رئيسًا لسوريا، وآخر همه أن يكون للبنان رئيس، تعبوا من الذي يصب الزيت على نار التطرف، وآخر همه أن التطرف يولع البلد. تعبوا من الذي يُغذي التعصب للطائفة والمذهب بدل من أن يغذي التعصب للوطن والدولة. تعبوا من الذي يراهن على عضلات الناس بدل من أن يراهن على عقولهم وأفكارهم. تعبوا من الذي يقرر عنهم ولا يهمه رأيهم. وشدد الحريري في مناسبة رمضانية على ان الحل لأزمتنا يكون باحتكامنا لدستورنا، بدل التلهي ببدع دستورية تزيد أزمتنا أزمة. والحل بتمسكنا بالاجماع الوطني، بدل التفرد بالقرارات التي يدفع اللبنانيين ثمنها دم وويلات. والحل وبإصلاح الشراكة الوطنية التي أصابها البعض بشظايا سلاحه، وبجنون التورط بالحرب السورية، والاستكبار بأوهام الامبراطورية الايرانية»، معتبرًا أن «الحل لن يكون، باستنساخ البعض تجربة «الحشد الشعبي» بلبنان، مرة بحجة مواجهة الارهاب الذي يأتون به الى أرضنا عبر قتالهم في سوريا».
مشاركة :