الملك الخالد في الأذهان - هاشم عبده هاشم

  • 7/9/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

•• كل يوم يمر من حياتنا.. لا يمكن أن ينسينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ليس لأنه يرحمه الله رحمة واسعة امتلك عقولنا.. وقلوبنا.. وتمكن من نفوسنا طوال تعلقنا به.. ووجوده معنا.. وفي حياتنا فحسب.. وإنما لأنه الوحيد الذي لم أجد له عدواً.. أو خصماً.. أو كارهاً.. حتى من بين من اختلفوا مع هذه البلاد في أي وقت من الأوقات.. •• فقد كان (يرحمه الله) قريباً من النفس.. وجزءاً من أحاسيس كل إنسان عرفه او تابع سيرته.. او تدفق مشاعره الإنسانية أو أعماله وانجازاته التي لا ينكرها عاقل.. ولا يستطيع تجاهلها إنسان أنعم الله عليه بنعمة العقل.. وخصيصة الوفاء.. •• لقد كان (يرحمه الله) قيادة احترمها كافة زعماء العالم ونخبه وشعوبه.. وقدر حكمتها وبعد نظرها وكان يضع لها حساباً في كل المواقف وعند الشدائد.. •• وبلغت المملكة في عهده مكانة عظيمة.. سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.. أو الثقافي والفكري.. سيظل الجميع يتذكره معها كشخصية تاريخية خالدة على مدى الأجيال المتعاقبة.. وفي جميع مراحل التاريخ.. •• ولعل آخر الأعمال الناصعة البياض في تاريخه المشرق.. تلك الدعوة التي أطلقها من أرض الحرمين.. من مكة المكرمة.. للتقارب بين الأديان.. والتكامل بين الثقافات من أجل إعمار الكون.. والتعايش بين البشر وعدم نبذ الآخر.. في عصر اخذت فيه الكثير من الحروب المذهبية.. والطائفية.. تنتشر في هذا العالم لتعصف بالدول والمجتمعات وتغرقها في مستنقعات الكراهية والاحقاد والتكفير.. لتتلقف تلك الدعوة الأمم المتحدة.. ويشيد بها القادة والزعماء.. وتلتف حولها الشعوب.. وتقف لها النخب احتراماً.. •• أما على المستوى الإقليمي.. فإنه لولا الله سبحانه وتعالى ثم عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله ويسكن رفاته الجنة) لما بقيت دولة عربية واحدة.. ولما ظل شعب عربي واحد يعيش على أرضه وداخل حدود بلده.. ولما انحصرت المؤامرة الكبرى على هذه الأمة في الدول التي أصابها طوفان "الفوضى العبثية" التي استهدفت هذه الأمة وأرادت إلغاء وجودها على خارطة الكرة الأرضية.. •• لولا الملك عبدالله.. بحكمته.. ومد يده لإخوانه وأشقائه في البحرين.. ومصر.. ولبنان.. والأردن.. والعراق.. وتونس.. وليبيا.. والسودان.. والمغرب.. والجزائر.. وغيرهم وغيرهم.. لكان حال الجميع الآن هو الانهيار.. وتشرد الشعوب.. وانتشار الفوضى في كل مكان.. •• أما على المستوى المحلي.. فإن ما قام به (يرحمه الله) وما قدمه لهذا الشعب من أعمال على مدى تاريخه الطويل.. وتحديداً خلال السنوات العشر الأخيرة هو في عداد المعجزات.. •• وخلال هذه المدة رأينا من المشروعات.. والإنجازات الحاضنة لتطلعات المواطنين وعلى كل المستويات.. الكثير والكثير بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها العالم.. بين ركود وتضخم وديون متراكمة وانهيار للاحتياطيات.. وتدهور في اسعار العملات.. وتذبذب في اسعار النفط.. ما دفع دول العالم ومؤسساته الاقتصادية إلى رفع شعار "كبح الانفاق وتخفيض المصروفات" للحد من خطورة الكوارث الماثلة للعيان.. •• في هذا الوقت كان صوت الملك عبدالله يعلو.. "لا توقف عن الإنفاق من أجل إسعاد الشعب وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة" •• فعل هذا.. وعرف كيف يعالج آثاره بإدارة حكيمة جنبت البلاد ما تعرضت له دول أخرى. •• فهل بعد هذا.. يأتي من يقلل من شأن كل هذه الحقبة الباهرة العطاء.. والزاخرة بكل مظاهر الأمن والأمان والسلامة والاستقرار لهذا الوطن؟ •• إن عبدالله بن عبدالعزيز قيمة تاريخية وإنسانية وأخلاقية عظيمة ستظل شامخة شموخ التاريخ.. وعظيمة في قلوبنا جميعاً عظمة الرجل الذي لا مثيل له في التاريخ الإنساني.. صفاء في القلب.. وصدقاً في النوايا.. ومضاءً في العمل.. وقبل هذا وذاك.. إخلاصاً في الإيمان.. فتح له قلوب الجميع.. وجعله رمزاً خالداً.. إلى يوم قيام الساعة. • ضمير مستتر: •• العظماء.. يظلون خالدين في الأذهان ما بقيت الحياة.. وعاش الإنسان.

مشاركة :