الوفاء للملوك.. بعض خصائص الشعب - هاشم عبده هاشم

  • 2/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

•• يحمد لملوك هذه البلاد الذين تعاقبوا على إدارة شؤونها منذ وضع أساسها القوي في التاريخ الحديث الملك عبدالعزيز يرحمه الله رحمة الأبرار وحتى اليوم.. أنهم تركوا فينا من الأخوة والأبناء الأوفياء من عملوا على تخليد أعمالهم الجليلة من خلال مؤسسات اكتسبت قيمة عظيمة إن على المستوى المحلي أو الدولي.. مثل مؤسسة الملك فيصل (يرحمه الله) بكل ما تركته من أثر علمي وبحثي رفيع لدى كل الأوساط العلمية في العالم.. بما تميزت به من معايير عالية القيمة في منح جوائزها السنوية بدرجة جعلت جائزة نوبل العالمية تختار من سبق لها أن اختارته للفوز بها بعد فوزهم بجائزة الملك فيصل العالمية. •• أقول هذا الكلام بعد ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الأربعاء الماضي للاجتماع الأول لمجلس أمناء مؤسسة الملك فهد الخيرية.. وحديثه – يحفظه الله – عن أخيه الملك فهد طيب الله ثراه.. ووصفه له بأنه أبوه الثاني وأخوه وأحب الناس إليه. •• ولم يكن هذا الكلام غريباً علينا.. أو على أبناء الملك فهد لأننا جميعاً نعلم مدى عمق الروابط الأخوية المتينة والوثيقة بين فهد وسلمان.. بكل انعكاسات تلك العلاقة المثالية على أوضاع هذه الدولة وكافة دول الإقليم.. •• ويكفي الملك فهد (يرحمه الله) فخراً واعتزازاً عند بني الأمة أن كان وراء تحرير الكويت.. بل كان خلف تأمين سلامة الخليج كله بخروج صدام حسين من البلد الشقيق وعودة قيادته وشعبه إليه واستئناف عملية بناء وطنهم.. ودفع الشر عن المنطقة كلها.. لما كان يتمتع به (يرحمه الله) من بُعد نظر.. ورؤية ثاقبة وقدرة فائقة على اتخاذ قرارات صحيحة وجوهرية سواء على مستوى الداخل أو على مستوى السياسة الخارجية. •• ولست هنا بصدد تعداد إنجازاته المحلية أو الخارجية فهي كثيرة وإنما أنا بصدد التذكير بأن الملك فهد كان يملك "كاريزما" خاصة جعلت منه قائداً غير عادي.. حيث بنى وأخوته سلطان ونايف يرحمهم الله.. وسلمان يرعاه الباري.. دولة قوية يُحسب لها حساب في ذلك التاريخ إن على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو العسكري أو السياسي.. •• وما زلت أتذكر قمة فاس المغربية عام (1402ه / 1982م) التي تبنت أول مبادرة طرحها الملك فهد (يرحمه الله) لإحلال السلام بين فلسطين وإسرائيل.. وتلقفها العالم بكل اهتمام لولا تعنت "الصهاينة" ورفضهم لها وتماديهم في الغطرسة وإمعانهم في رفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي العيش بكرامة وفي السيادة ضمن دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس حتى الآن.. •• وليس لدي شك في أن أبناء الملك فهد الأوفياء سيمضون بهذه المؤسسة في الاتجاه الذي بدأه الراحل العظيم خدمة لأبناء الوطن والأمة.. •• كما أنه ليس لدي شك أيضاً في أن مؤسسة الملك خالد "يرحمه الله" ويسكنه فسيح جناته التي قام عليها أبناؤه سوف تواصل جهودها الإنسانية العظيمة في الاتجاه الذي يحافظ لنا على صورة "الملك الإنسان" خالد بن عبدالعزيز "يرحمه الله" حاضرة في الأذهان على مدى التاريخ الطويل.. •• وبكل تأكيد.. فإن الأعمال الخالدة والجليلة التي تركها فينا الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله تعالى ويسكنه الجنة.. مواطنين.. وعرباً.. ومسلمين.. وبشراً في كل فجاج الأرض.. ستكون في مقدمة المؤسسات التي يحتفل بها الإنسان في هذا العالم لأنه (يرحمه الله) قدم لهذه البلاد وللأمة والعالم ما لا يعد ولا يُحصى من الأعمال والإنجازات في سنوات قليلة ما لم تقدمه زعامات أخرى في هذا العالم على مدى مئات السنين.. •• ولدى أبنا الملك عبدالله.. ما يجعلهم يفخرون بتلك الأعمال والإنجازات والمواقف التي لا يمكن أن تنسى على مدى التاريخ الطويل.. •• وما أتمناه أيضاً هو أن يكون لمؤسسة الملك سعود "يرحمه الله" حضور قوي على كل الساحات.. حتى نترك للأجيال المتعاقبة إرثاً متكاملاً من العطاءات المتميزة لتعاقب الملوك على حكم هذه البلاد وعطاءاتهم المتواصلة في دروب الخير والعمل والبناء "رحمهم الله جميعا" وجعلنا على الدوام من الذاكرين لهم والشاكرين لرب العزة والجلال بأن حفظ لنا وطننا لنعيش اليوم في كنف الملك سلمان "يحفظه الله ويرعاه" كل صور العزة والرفعة والحزم والعز والطموح لبناء وطن جديد.. لأمة عربية إسلامية موحدة رغم الأهوال العظيمة التي تُحيط بنا.. ورغم الإرجاف الذي يشوش علينا.. ويصور الأمور على غير ما هي عليه.. •• وكما حفظ الله هذه البلاد كل هذه القرون.. فإنه لن يتخلى عنها ولن يترك أقدس البقاع طهراً رهناً للتهديد من أي نوع كان ومن أي جهة أتى.. ما دامت لحمتنا قوية.. وما استمرت قواعدنا متماسكة في وجه الأخطار والتحديات المتعاظمة من حولنا. *** •• ضمير مستتر: •• (الشعوب الأصيلة.. تظل وفية لأوطانها ورموزها وإن غابوا عنها).

مشاركة :