الإحباط : ( الحلقة الثانية ) بقلم الدكتور ضيف الله مهدي

  • 6/1/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

• خصائص ومتغيرات الإحباط 1ـ قد يكون الموقف الإحباطي خاصا بفرد بعينه ، مثل : فشل الطالب في الاختبار . وقد يكون الموقف الإحباطي عاما يحدث لعدد من كبير من الأفراد والجماعات مثل : ( هبوط أسعار الأسهم ، أو مجاعة ، أو كارثة ). 2ـ إن إدراك الفرد للموقف الإحباطي يعتمد على عدة عوامل وهي : قوة الدافع وشدته ، وطول مدة إعاقته وتكرارها . فكلما كان الدافع قويا ( كالدوافع العضوية مثلا ) وكلما طالت مدة إعاقته كان تأثير الإحباط أشد وأسوأ . 3ـ كلما كانت ثقة الفرد بنفسه وبيئته كبيرة ، كان تأثير الإحباط أقل . 4ـ الموقف الإحباطي نسبي ، فالذي يعتبر إحباطا قويا لشخص ما ، قد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص آخر ، بل ربما يكون باعثا على الرضا . ومثاله : الشخص الذي اعتاد على التدخين ولم يجده يمر بموقف إحباطي شديد في حين عدم وجود التبغ يبعث على الرضا عند غير المدخن . ومثله يقال عن الشخص الذي اعتاد تناول القهوة صباحا ولكنه لم يجدها في المنزل فإنه يمر بإحباط شديد ، في حين عدم وجود القهوة ليس له مثل هذا الأثر عند شخص آخر لم يعتد تناول القهوة صباحا. 5ـ الفشل والإحباط ربما يقودان إلى النجاح . وذلك لأن الإحباط يعتبر بمثابة إثارة للسلوك وتحريض له . إن الكثير من الناس يأخذون عبرة من فشلهم ليكون دافعا لهم للنجاح في المستقبل . وهذا القول يصدق على حالات الفشل الأولى فقط مثل : ( رسوب الطالب لمرة أو مرتين يدفعه لمزيد من الجهد ) ، أما تكرار الفشل أكثر من ذلك فيقود إلى العكس حيث يؤدي إلى نوع من اليأس والقنوط والإكتئاب . • أنواع الإحباط : 1ـ الإحباط الأولي والإحباط الثانوي : ــ الإحباط الأولي هو الحالة التي يمر بها الفرد عندما يلح عليه دافع ما ، أو حاجة ما ، ولكن موضوعه أو غرضه ( الشيء الذي يشبعه ) غير موجود أساسا ومثاله إنسان عطشان في الصحراء ولا يجد ماء . ــ الإحباط الثانوي ، فهو الحالة التي يمر بها الفرد عندما يلح عليه دافع ما ، ويكون غرضه وموضوعه موجود ، ولكن هناك عائق يمنعه من بلوغه . ومثاله الشخص الجائع بعد عودته من العمل إلى المنزل ، ووجد أن الطعام على النار ولم ينضج بعد . 2ـ الإحباط السلبي والإحباط الإيجابي : كما قلت أن الإحباط : ينطوي على إدراك الفرد لعائق يمنعه من إشباع دافع لديه ويرافق ذلك نوع من التهديد والتوتر . وهذا التهديد أو التوتر قد يكون شديدا ، وقد يكون بسيطا . فإذا كان التهديد شديدا سمي الإحباط إيجابيا . أما إذا كان خفيفا فإنه إحباط سلبي . إن التهديد الذي يشعر به الطفل حين يكون طبق الحلوى في مكان مغلق ، يكون خفيفا والإحباط هنا يعتبر إحباطا سلبيا ، ومثله أيضا الطالب الذي عزف عن تناول كتاب قريب منه بسبب وجود غبار عليه ، ويحتاج للمطالعة مؤقتا . فهذا أيضا إحباط سلبي لأن التهديد الناتج خفيف وبسيط . أما التهديد الذي يشعر به الشخص حين يعرف أنه إذا خرج من المنزل فإن هناك من يدبر له مكيدة للتربص به ، فهذا تهديد قوي ، والإحباط إيجابي . ومثله أيضا الطفل الذي يمنعه والده من الخروج للنزهة وينذره بأنه سيعاقبه بشدة إذا خرج . 3ـ الإحباط الداخلي والإحباط الخارجي : ويتم هذا التصنيف للإحباط استنادا إلى مصادر العائق ومكان تواجده . فإذا كان العائق الذي يعيق الفرد من إشباع الدافع في داخل الشخص ( وبنيته الجسمية أو النفسية ) عندها يكون الإحباط داخليا أما إذا كان العائق في المحيط الاجتماعي والطبيعي فعندها يكون الإحباط خارجيا ، فالشخص الذي تمنعه قيمه وأخلاقه من إرضاء دافع عنده ، أو تمنعه عاهة جسمية عنده من القيام بنشاط معين ، أو إشباع رغبة ، فإنه يمر بحالة الإحباط الداخلي ، لأن مصدر الإعاقة داخلية : جسمية أو نفسية أو أخلاقية في ضميره . أما الطفل الذي يمتنع عن الخروج في نزهة بسبب رداءة الجو أو بسبب تهديد والده له بالعقاب إن خرج ، فهذه الإحباطات خارجية ، الأول ـ خارجي طبيعي ، والثاني ـ خارجي اجتماعي .

مشاركة :