الحناء نقوش الفرح

  • 7/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعددت فصول حكايات «القيظ»، وأضافت لها المرأة في كل يوم فصلاً جديداً، كأنه النسيم، الذي تفوح منه رائحة الماضي بكل تفاصيله وذكرياته التي ما زالت في ذاكرة الآباء والأجداد عبر أدوات، كانت وسيلتم الأولى للتزين والحصول على تلك اللمسة الأنثوية الجميلة، خاصة «الحناء»، هذه العجينة التي وجدت فيها المرأة سراً من أسرار الجمال. ولمعرفة أسرار ذلك الجمال، الذي يخضب على كفوف المرأة، تقول مريم سعيد سالم، رئيسة اللجنة النسائية ومدربة أجيال في جمعية شمل للتراث في رأس الخيمة: «الحِنة» نبات شجيري، جذوره حمراء وأخشابه صلبة تحتوي على مادة ملونة تستعمل كخضاب للأيدي والأقدام وصبغ الشعر، فهي المادة التجميلية الأولى، التي تقوم المرأة بمعالجتها وسحقها ومزجها، لتتحول إلى مستحضر تجميلي، وهي تحمل اسم الحنة، وتعد الحناء من أهم الأدوات التي تستعملها المرأة للتزيين منذ القدم، فتجميل الأيدي والأقدام بالحناء عادة محببة في الأفراح والمناسبات السعيدة في الماضي، وحتى وقتنا الحاضر. وحول كيفية عمل عجينة الحناء، أضافت مريم: «لتحضير صبغة الحنة، كنا نقوم بطحن ورق الحنة، وبعد أن نفرغ من طحنه وتحويله إلى مسحوق، نأتي بوعاء ونضع فيه المسحوق الناتج، ثم نقوم بغلي الليمون الأسود المجفف، ونصب ماء المغلي عليه ونعجنه، حتى يكون جاهزاً للاستعمال، لأن «الليمون المغلي» يجعل للحناء لوناً متميزاً وزاهياً، ويزيد أحمرار لونه ويساعد على قوة تلوينه، وكانت يد العروس تحنى بـ«القصة» و«الغمسة»، أما «القصة». وكانت بعض النساء يستخدمن طريقة في «التحنية» يقال لها «الجوتي»، كما انتشرت عادة تكرار الحنة في الصباح والمساء، وهي ما كانت تعرف بـ «حنة بو طرجين»، والمقصود منها وضع الحنة مرتين، وبهذا التكرار تضمن النساء أن يكون لون الحناء أكثر تميزاً وبروزاً، ما يعطيه جمالاً أكثر ورائحة متميزة، خاصة أن الحنة كانت تخلط بعطر اللومي أو دهن العود، لتفوح منه الرائحة الزكية، إضافة إلى اللون التراثي البديع، وتضيف: «في الماضي كانت المرأة تستخدم أعواد الثقاب للقيام بنقوش الحناء والتي تأخذ وقتاً طويلاً، بينما اليوم، الوضع اختلف، حيث أصبحن يستخدمن «معاصير الحناء» لتصبح وسيلة تجميل عصرية، اختصاراً للوقت. وتوضح مريم: «المرأة الإماراتية تعشق الحناء في وضعها في القيظ، لأنها تبرد اليد والأرجل، خاصة حين تكون عجينة الحناء بها مواد طبيعية، كماء الليمون اليابس الذي يعطي جمالاً وزينة للمرأة، والتي تضع الحناء في كل الأوقات، سواء بمناسبة، أو من دون مناسبة».

مشاركة :