أضيف في هذا المقال باختصار بعض المعلومات القيمة التي حصلت عليها وهي: } أعلمني الأخ المهندس محمد صلاح الدين أن مدينة بومباي «مومباي» عريقة وغنية بتاريخها القديم والحديث، وتصنف من أكبر وأجمل مدن العالم، ما أهلها لتكون مقصدا للكثيرين، وبها مبان معمارية هندسية لا تجدها في مدن أخرى؛ فلديها تراث بوذي، وهندوسي، وبارسي، وإسلامي، ومغولي واستعماري بريطاني مثل: محطة القطار الرئيسية، والمتحف، ومبنى المحكمة العليا، والبلدية، وبوابة الهند وفندق تاج محل. } أعلمني الأخ المهندس محمد علي الخزاعي عن زيارته لبومباي خلال دراسته في عام 1977 ووصف لي شوارعها وأزقتها وخاصة شارع محمد علي وما به من مطاعم ومحلات لبيع العطور والبخور تحمل أسماء ولافتات باللغة العربية وسوق كراوفورد المشهور المطل على مسجد الجمعة وهو من أكبر مساجد بومباي، وعن الحدائق المعلقة ومطعم على شكل حذاء مصبوغ باللون الأزرق، وتحدث بشوق عن مدينة «بونا» الجميلة. * أعلمني الأخ خالد محمد نجيبي معلومات مشوقة عن التاجر المعروف مصطفى بن عبداللطيف بن عبدالمطلب العباسي بذهابه إلى بومباي حوالي عام 1888م وامتداد تجارته إلى كراتشي ودول الخليج وباريس ولندن ومصاهراته وأقربائه وأعماله التجارية والعقارية والخيرية، وأعطاني نبذة عن أسماء بعض العوائل الخليجية والبحرينية وزيارات الشخصيات الخليجية البارزة لبومباي وعن محله التجاري في شارع باب البحرين. } أعلمني الأخ علي بن إبراهيم الفردان أمورا مشوقة عن تاريخ وجود التجار والطواويش والعائلات الخليجية والبحرينية في بومباي ودول المنطقة، وأعلمني أن والده تعامل مع مختلف التجار منهم الهنود، وكان الهندوس منهم يطلق عليهم اسم «بونيان» منذ عام 1881 وعمره لم يتجاوز 15 عاما وولد في عام 1866 وتوفي بدبي في عام 1981، وخلال تلك المدة اكتسب والده خبرة في أمور تجارة اللؤلؤ وأنواعه، وكانت لديه طريقة معينة في اختيار وإعداد وتنظيف اللؤلؤ من الزوائد والشوائب وبيعه بالمفرد والجملة كأساور وقلائد، لذا فإنه ليس من المستغرب أن يميز والده أو أي طواش آخر اللؤلؤ الذي اقتناه أو باعه والده منذ سنوات عديدة، ما جعل التجار والطواويش الخليجيين والهنود يستعينون به في فحص وتثمين اللؤلؤ وأطلقوا عليه لقب دكتور أو جراح اللؤلؤ الذي كان يباع ويتداول في داخل وخارج الهند، فقد عرف عن الرجال الهنود ولعهم بالاقتناء والتزين بالذهب والمجوهرات وخاصة اللؤلؤ لأنه مقياس الوجاهة والنفوذ، وتفوقوا بذلك على تزين النساء، وأعلمني أنه درس في دبي والبحرين وعمل مع السيد محمود بن السيد أحمد العلوي عندما كان وقتها مدير إدارة الحسابات وتعرف على الكثيرين منهم السادة: يوسف بن أحمد الشيراوي وجيمس بلجريف، وذكر لي معلومات مشوقة عن عائلة المحامي القدير سالم أحمد العريّض الذي ولد في بومباي في عام 1902 وكان متفوقا في اللغة الإنجليزية وله كتاب باللغة الإنجليزية حول الأحكام الإسلامية في الهند وابن عمه الأستاذ إبراهيم العريض الذي ولد في بومباي في عام 1908 وله الكثير من الإسهامات وتعرف على والدي المهندس صلاح الدين. كما أعلمني عن أسماء هيرات اللؤلؤ في منطقة الخليج وفي دول أخرى مثل هيرات سيلان «سريلانكا»، وعن ذهاب بعض الغاصة الخليجيين في فصل الشتاء لاستخراج اللؤلؤ لأنها منطقة مدارية ومياهها دافئة ولكن اللؤلؤ الخليجي وخاصة البحريني له خواص عديدة مكنته من تصدر قائمة اللؤلؤ المطلوب محليا وعالميا، وأن علاقات التجار والطواويش الخليجيين والهنود كانت حميمية ويسودها الاحترام والأمانة والثقة والصدق، وكان هناك اهتمام بكل الحكام والزوار الخليجيين من قبل الهنود والعائلات الخليجية التي سكنت مناطق قريبة من شارع محمد علي. } تواصل معي الأخ مصطفى الفردان من دولة الإمارات العربية وزودني بمعلومات شيقة عن مغاصات «الهيرات» وجزيرة «دلما» ورحلات الغوص والفعاليات التراثية. } أعلمني الأخ الدكتور أحمد سالم العريّض معلومات شيقة عن والده وعائلته التي كانت موجودة في بومباي منذ عام 1870 وتعاملهم في تجارة الذهب واللؤلؤ، ذكرها في كتاب «سالم علي العريض... حصاد التجربة والأدوار الصعبة» الذي يحتوي على الكثير من المعلومات والوثائق والصور التاريخية، منها الوجود الخليجي والبحريني في بومباي. } أعلمني الأخ تقي محمد البحارنة عن سفره إلى كراتشي وبومباي في أواخر عام 1947 وما واجهه من مشقة بسبب أحداث انفصال باكستان عن الهند وذكره بأسلوب مشوق في كتابه القيّم «أوراق ملونة». } أعلمني الأخ أنور الحريري عن كثرة أسفاره إلى الهند وبومباي لاقتناء المخطوطات والكتب القيمة القديمة، ووصف لي أسواقها وشوارعها وخاصة شارع محمد علي، وأعلمني عن وجود صحف ومجلات عربية تصدر من الهند منها مجلة «العرب» التي انتقلت إلى كراتشي بعد الانفصال، ومازال يحتفظ بإحدى النسخ التي أصبحت نادرة ويحرص المهتمون على اقتنائها، وقد قمت بالبحث عن المجلة لأكتشف عن طريق الشبكة العنكبوتية ان الصحفي والداعية المصري الأستاذ عبدالمنعم حسن الصاوي (1905-1982) وجده الأعلى الشيخ حسن الحمزاوي شيخ جامع الأزهر هو الذي اصدر المجلة في عام 1937؛ فقد هاجر إلى بومباي في عام 1930 مراسلا لجريدة «البلاغ» المصرية لنقل أخبار المسلمين في الهند إلى العالم العربي واستقر هناك مدة 17 عاما وتزوج وهاجر إلى باكستان بعد أربعة أشهر من التقسيم، وله دور مشهود في الدفاع عن الإسلام واللغة العربية واشترك فعليا في نضال مسلمي الهند ضد الاستعمار البريطاني من خلال مجلته.} أعلمني الأخ طلال محمود أحمد عقيل كاظم أن جده ووالده وعمه محمد كانوا من التجار البحرينيين في بومباي ولديهم علاقات حميمية مع مختلف التجار الخليجيين والهنود وبعض العلاقات مازالت قائمة، وكان لديهم منزل ومكتب ومزرعة كبيرة هناك، وأن جده وعمه شاهدا المهاتما غاندي في «بيرلا هاوس» وكانت مناسبة دينية، وكان غاندي جالسا بصمت ولا يتكلم مع احد، وكان هناك العديد من الأشخاص يقرأون من القرآن الكريم والأنجيل ومن كتاب الهندوس، وكان عدد الحضور أكثر من مائتي شخص، كما شاهدا الزعيم محمد علي جناح ولياقة علي، وأشكر الأخ طلال على إهدائي مذكرات عمه التى تحكي نشأته وطفولته في دبي من 1925 إلى 1935 ومكوثه في بومباي من 1935 الى 1952 وذهابه الى عدن حتى 1958 ورجوعه الى البحرين في عام 1959 ورجوعه مرة أخرى الى دبي في عام 1969، وهناك أحداث مشوقة عن حياته، وإن شاء الله سوف أذكرها في مقال آخر لما تحتويه المذكرات من معلومات قيمة. كما أود ذكر نبذات مختصرة عن: } مدينة بومباي ذكرها بعض الرحالة العرب بظهور أول تجمع لها من سبع جزر في القرن الثالث عشر وضمها المسلمون في عام 1348 واحتلها البرتغاليون في عام 1534 ثم سلمها ملك البرتغال إلى سيطرة التاج الإنجليزي، كمهر مقدم إلى ملك إنجلترا تشارلز الثاني في عام 1662، وفي عام 1668 انتقلت السيطرة عليها إلى شركة الهند الشرقية ومن ثم الى الحكومة البريطانية، وتطورت بعد إنشاء سكة الحديد وربطها بالمناطق الهندية الأخرى وفتح قناة السويس وعقد فيها أول جلسات المؤتمر الوطني الهندي في عام 1885 وتشكلت بها منظمة اللاعنف «ساتياغراهاسابها» في عام 1919 وتولى المهاتما موهانداس كرمشاند غاندي رئاستها، وكانت مركزا مهما في التصدي للحكومة البريطانية والحصول على الاستقلال.} بني سوق كراوفورد في عام 1867 وصممه المهندس المعماري البريطاني ويليام إيمرسون وسمي باسم رئيس بلدية بومباي البريطاني آرثر كروافورد، ولكن الذي تبرع بالمبنى تاجر معروف من الطائفة البارسية «أصولهم من الفرس ويدينون بالديانة الزرادشتية» واسمه كووازجي جهانكير.} ومن مزاراتها المشهورة مسجد ومقبرة الحاج علي وبني عام 1431 من جانب تاجر مسلم ثري وشيخ صوفي يدعى الحاج علي شاه بخاري بعد إلهام من الله سبحانه وتعالى أدى الى تبديل مسار حياته بعد زيارته مكة المكرمة، ويوجد المسجد والمقبرة التي تضم جسد الحاج علي في قلب البحر، لذا لا يمكن الوصول إليه سوى خلال فترات الجزر عبر ممشى ضيق يمتد مسافة 500 ياردة، وخلال زياراتي السابقة كنت أشاهد الناس يزورون المزار.yousufsalahuddin@gmail.com
مشاركة :