أشكر الأخوة والأخوات الأعزاء على تفاعلهم وتواصلهم وتزويدي ببعض المعلومات المهمة عن تواجد بعض الشخصيات والعوائل البحرينية والخليجية الذين تعاملوا وأقاموا في بعض المدن الهندية بعد نشر مقالاتي السابقة عن الوجود البحريني في مدن الهند. وسوف أقوم بنشرها إن شاء الله في حلقات قادمة ولكن من ضمن من تواصل معي وزارني في مكتبي الأخ العزيز طلال محمود أحمد كاظم حيث قام بتزويدي بمعلومات تاريخية قيمة عن التواجد البحريني والخليجي في بومباي «مومباي» وكذلك في عدن مما أثار استغرابي حيث لم أسمع في السابق عن وجود تجار بحرينيين في عدن. وأهداني مذكرات عمه السيد محمد أحمد محمد عقيل كاظم والمقيم بإمارة دبي في دولة الإمارات العربية الشقيقة, والتي كتبها باللغة الإنجليزية عن العائلة وتواجدها وإقامتها وتعاملاتها التجارية في دول الخليج ومدينتي بومباي وعدن, وبها معلومات شيقة وقيمة صالحة لأن تكون نواة لكتابة روايات وإنتاج مسلسلات تلفزيونية أو أفلام سينمائية عن التواجد البحريني بشكل خاص والخليجي بشكل عام في مختلف دول المنطقة وبومباي وعدن. وقد احتوت المذكرات على ستة فصول وأذكر بعض من أحداثها باختصار: الفصل الأول: المولد ومرحلة الطفولة, فقد ولد العم محمد بدبي في عام 1925 وامتدت فترة طفولته إلى عام 1935 ودرس فيها وفي مدرسة الفلاح التي قام بتأسيسها تاجر اللؤلؤ الحجازي المعروف الشيخ محمد علي رضا زينل في عام 1927 في منطقة بر دبي ومن ثم انتقاله مع أخيه عبدالواحد الذي يكبره بعامين إلى بومباي لمواصلة الدراسة والعمل مع والده الذي كان مقيما في بومباي وله أعمال تجارية مع مختلف التجار الهنود والخليجيين منذ عام 1900 وتجارته هي امتداد لتجارة والده في الخليج وبومباي والذي سبقه بثلاثين عاما. الفصل الثاني: الإقامة في بومباي من 1935 إلى 1952 وكانت مليئة بالإحداث حيث مكث بها 17 عاما وتقابل وجها لوجه مع العديد من القادة والسياسيين ومنهم المهاتما موهانداس كرمشاند غاندي، جواهر لال نهرو، سردار فالاباي جوهافرباي باتل، مورارجي ديساي، محمد علي جناح ولياقت علي خان وأمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر الصباح وابناه الشيخ جابر والشيخ صباح وقيام والده أحمد محمد عقيل وعماه محمد صديق وعبدالرحمن بدعوة الشيخ أحمد الجابر الصباح وأولاده على الغذاء في نادي الإسلامي أثناء زيارتهم لبومباي في عام 1940, وكان من بين الحضور شخصيات كويتية. وبعد مدة من الزمن حضر المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم بمعية ابنه الشيخ سعد إلى بومباي وسكن الشيخ عبدالله في بداية وصوله بفندق «غرين سي». وبعدها اشترى بنايتين وسماهما الصباح والجابرية وقد دعاهما الشيخ عبدالله وابنه الشيخ سعد للعشاء في الطابق العلوي من بناية الصباح وكان الشيخان مرحبان وودودان معهما ومع الضيوف الآخرين. وذكر كذلك عن زيارة المغفور له بإذن الله الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود لبومباي وقيام التاجر المعروف محمد علي زينل علي رضا بإقامة حفل عشاء في مضمار ماهالاكشمي لسباق الخيول والذي يحظى بشهرة واسعة على مستوى الهند وآسيا, على شرف الملك سعود. وقد كان هو ووالده من المدعوين. وقابل شخصيات أخرى عديدة وبارزة من رجال الأعمال والتجار في بومباي منهم: محمد علي زينل وأخواه يوسف وإبراهيم والشيخ مصطفى بن عبداللطيف ومحمد علي البسام وعلي جمال وأحمد عبدالرحمن الزياني. وذكر في مذكراته عن إقامة حفل زفافه وأخيه عبدالواحد وصهريه محمد وعبدالله من قريباتهم في الأربعينيات من القرن الماضي في بومباي وكما شاهد في إحدى المرات نهرو ومعه لياقت علي خلال إحدى زيارتهما لبومباي في عام 1944 وهما في سيارة مكشوفة لدى مرورهما أمام منزلهم الكائن في «تشاكلا ستريت» وقام السكان بإمطارهما بالورود. الفصل الثالث: الإقامة في عدن من 1952 إلى 1958 حيث وصل إلى ميناء عدن بالباخرة واسمها «ستراثنافر» وكانت مكونة من ثماني طبقات وبها مصعد وحمام سباحة وصالة للرقص وكان في استقباله عند الوصول والده وإخوانه عبدالواحد ومحمد أمين ومحمود. وذكر بعضا من أسماء التجار البحرينيين والخليجيين والعدنيين والحضرميين ومنهم: السادة محمد صالح فكري، محمد رفيع فكري وعبدالرحيم فكري ومن الكويت السيد خالد عبداللطيف الشايع وكان لديه محل في عدن ومن التجار اليمنيين تاجر من عائلة باشنفر وتاجران من عائلة بازرعة وهما الأخوان سعيد وعمر وهما من كبار تجار العقارات ومصدري القهوة (البن) إلى أوروبا وأمريكا. وخلال إقامته مع العائلة قام مع أخيه عبدالواحد ببناء منزلين وكان المنزل الأول لسكنهم والثاني تم تأجيره لإقامة ضباط من السلاح الجوي الملكي البريطاني. وقال ان عدن كانت بلادا جميلة وآمنة ويزور ميناءها بين عشرين وثلاثين باخرة يوميا لكونها أحد أكثر موانئ العالم نشاطا وكانت الثانية في الترتيب بعد نيويورك وهناك الكثير من التسهيلات مثل المصارف ومطار عدن والذي يعتبر من أهم المطارات في منطقة الشرق الأوسط وحوض جاف لإصلاح السفن ومصفاة النفط مما جعل عدن مقصدا للكثير من التجار ورجال الأعمال والسواح بسبب موقعها الجغرافي، مما جعلها مركزا لمختلف الأنشطة التجارية وبعض محلاتها التجارية وخاصة محلات الهدايا تعمل طوال اليوم وقد اتسمت عدن بالأمن والاستقرار في تلك الفترة. وفي إحدى المرات زار محلهم التجاري الحاكم البريطاني لعدن السير تشارلز هيكن بسيارة يرفرف عليها العلم البريطاني ومعه سائق واحد ومن غير مرافقين أو حراس ليعاين المحل وشراء سجادة وكان متواجدا في المحل في ذلك الوقت السيد محمد صالح فكري وبعدها توجه الحاكم إلى محل آخر مشيا على الأقدام في ممر ضيق. وسلاطين اليمن كانوا يزورن عدن. وفي إحدى المرات زار محلهم سلطان لحج. وشاهدوا الملكة إليزبيث الثانية ملكة بريطانيا خلال زيارتها التفقدية لمعالم عدن في منطقة كريتر المعروفة, بواسطة سيارة مكشوفة. وان من أجمل المشاهد في عدن غروب الشمس. فقد كان الناس يحرصون على مشاهدته ومنهم جده ووالده وأعمامه حينما يحين وقت صلاة المغرب وكانوا يصلونها جماعة مع الكثير من الأصدقاء والمعارف في بنايتهم المكونة من ثلاثة أدوار ومنها يمكنهم مشاهدة الميناء والسفن الراسية ومازالت البناية قائمة إلى الآن وتقع على شارع الملكة أروى في منطقة كريتر وتعني فوهة البركان وأطلق عليها هذا الاسم الإنجليز بعد احتلال عدن في عام 1839 وفي عام 1953 اقترح العم محمد على والده أحمد كاظم السفر إلى البحرين لفتح محل تجاري وقد توفق والده بحكم علاقاته ومعارفه السابقة في البحرين وخلال تلك الفترة قابل والده عدة مرات المغفور لهم بإذن الله صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك وولي عهده الشيخ عيسى والشيخ خليفة والشيخ محمد وبعد سنتين قام هو وباقي العائلة بزيارة البحرين لمدة ستة أشهر ووصف الرحلة التي كانت عن طريق الباخرة من عدن مرورا بموانئ مسقط ودبي وقطر حتى الوصول إلى البحرين وبعدها بمدة زمنية تم رجوع العائلة للإقامة في البحرين في عام 1955. وسوف استكمل إن شاء الله بقية فصول الكتاب في المقال التالي. yousufsalahuddin@gmail.com
مشاركة :