طرابلس – تعيش العلاقات بين سلطات شرق ليبيا واليونان زخما لمواجهة التحديات المشتركة والمتمثلة في الانتهاكات التركية التي تستهدف أمن كل من ليبيا واليونان وكل المنطقة، ومن المنتظر أن يتوج هذا الزخم في الفترة القادمة بتوقيع اتفاق يتعلق بترسيم الحدود بين الحكومة الليبية المؤقتة ومقرها البيضاء (شرق ليبيا) واليونان لحماية مصالح كلا البلدين في خطوة يبدو أنها تأتي ردا على اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعتها حكومة الوفاق التي تعمل من العاصمة طرابلس مع تركيا. وأعلن وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج، لقناة “سكاي نيوز عربية” مساء الأربعاء، عن وجود اتفاق مع اليونان يتعلق بدراسة إعادة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وأكد الحويج أن الاتفاق بين حكومة الوفاق وأنقرة يفتقر إلى الغطاء القانوني على اعتبار أن حكومة فايز السراج غير شرعية وبالتالي لا تملك الصلاحيات اللازمة لتوقيع اتفاقيات باسم ليبيا مع دول أخرى. وانتهت صلاحية حكومة الوفاق بعد مرور عام على توقيع الاتفاق السياسي في مدينة الصخيرات المغربية نهاية العام 2015، حيث نص هذا الاتفاق على فترة سنة قسم فيها السلطات بين المجلس الأعلى للدولة وحكومة الوفاق اللذين يعملان من طرابلس والبرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق في الشرق مقرا له. وقال الحويج “نواجه تحديات مشتركة مع اليونان تتمثل في العدوان التركي وإرسالها (أنقرة) المرتزقة وتهديدها لأمن دول الجوار”. وأدى وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس زيارة إلى ليبيا الأربعاء، تضمنت محطتين هما بنغازي وطبرق وكلاهما في الشرق، حيث التقى خلالها عددا من المسؤولين الليبيين الكبار من سلطات شرق ليبيا على رأسهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وزير خارجية الحكومة المؤقتة عبدالهادي الحويج. وبحث دندياس مع الحويج ومسؤولين في الحكومة المؤقتة عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين في ضوء آخر المستجدات، وفي ظل تنامي التدخل التركي في الشأن الليبي وتأثيراته على منطقة حوض المتوسط. وأكد دندياس دعم اليونان لأي حل سياسي للأزمة في ليبيا. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن اللقاء بين عقيلة صالح ودندياس تطرق إلى مبادرة رئيس البرلمان بشأن تشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين من أقاليم ليبيا التاريخية الثلاثة. ورحب وزير الخارجية اليوناني بمبادرة رئيس مجلس النواب الليبي. وأعلن دندياس، وفق البيان، بذل اليونان مساعي من أجل الدفع باتجاه البدء الفعلي في تنفيذ مبادرة القاهرة، مشددا على حق ليبيا في الدفاع عن نفسها ضد أي غزو يستهدف أرضها وسيادتها. كما حمّل وزير الخارجية اليوناني تركيا مسؤولية نقل المرتزقة من سوريا وانتهاك الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى ليبيا. وقال "خروج القوات الأجنبية من ليبيا شرط أساسي للوصول للسلام والاستقرار". ولفت دندياس إلى أن الموقف المبدئي لليونان في الخلاف مع تركيا يرتكز على كون القانون الدولي وقانون البحار الدولي هما السبيل الوحيد لحل الخلافات وتحديد المناطق البحرية في البحر المتوسط، منتقدا الاتفاق الذي وقعه السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وتعتبر أثينا أن توقيع أنقرة لاتفاقية تقسيم مناطق النفوذ والمصالح مع حكومة طرابلس انتهاكا لمصالحها في البحر المتوسط. ومع ليبيا واليونان، يعد العبث التركي تهديدا للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وهو ما يكشفه التوتر الفرنسي التركي الذي ازدادت حدته مع تلويح أنقرة بإشعال حرب وسط ليبيا بهدف السيطرة على سرت والموارد النفطية.
مشاركة :