بوينس أيريس- وضعت قيد البيع الشقة التي ولد فيها رمز الثورة الكوبية الأرجنتيني إرنستو تشي غيفارا والتي تجتذب الآلاف من السياح في مدينة روساريو الأرجنتينية. وتقع الشقة في الطابق الثاني من مبنى يضم خمس طوابق في وسط هذه المدينة التي تبعد حوالي 340 كيلومترا شمال العاصمة بوينس أيريس، وهي واسعة من النمط البورجوازي، لم تتغير مع الزمن. ويملك الشقة راهنا رجل الأعمال الأرجنتيني فرانسيسكو فاروخيا الذي يعيش في البرازيل. وكان فاروخيا يعتزم تحويل المكان مركزا ثقافيا، لكنّ هذه الفكرة لم تر النور. وقال فاروخيا إن عروضا لشراء الشقة وردت “من دول عدة”، ممتنعا عن كشف السعر المحدد لبيعها. وتبلغ مساحة الشقة 220 مترا مربعا، وتحوي صورا لتشي غيفارا من مختلف مراحل حياته، بدءا بالأشهر الأولى بعد ولادته، وصولا إلى تلك الصورة الشهيرة التي التقطها له المصور ألبرتو كوردا، وباتت رمزا للثورة الكوبية، وفيها يبدو طويل الشعر وملتحيا، يعتمر قبعة عسكرية خضراء. وصنف المبنى موقعا تاريخيا، وهو يُعتبر المحطة الرئيسية في “مسار تشي غيفارا” الذي اعتمدته بلدية المدينة ويشمل المواقع التي طبعت السنوات الأولى من حياته. لكنّ زيارة الشقة غير مفتوحة للجمهور العريض، ولم تتح سوى لعدد من الشخصيات. ومن غير المؤكد أن يكون مالكو الشقة المستقبليون راغبين في الحفاظ على طابعها التاريخي. وأوضح المؤرخ فابيان بازان، صاحب كتاب “شيغاسيه” الذي يتناول علاقة غيفارا بمدينة روساريو، أن ولادة المقاتل الأرجنتيني في هذه المدينة كانت “مصادفة”. فعائلته التي كانت تعيش في مدينة ميسيونس (شمال شرق الأرجنتين)، انتقلت إلى روساريو بهدف العمل، في وقت كانت فيه الأم سيليا قريبة من موعد إنجاب إرنستو. وولد إرنستو بالفعل في 14 يونيو 1928 في هذه الشقة، بحسب المؤرخين، وهو ما كان مألوفا في ذلك الوقت، رغم أنه ما من وثائق تؤكد ذلك. وبقيت سيرة تشي غيفارا محظورة لمدة طويلة في الأرجنتين في ظل الحكم العسكري الدكتاتوري (1976 – 1983)، لكنّ هذا الوضع تغيّر مع عودة الديمقراطية. وشرح المؤرخ بازان أن “روساريو بدأت عند ذلك في إعادة الاعتبار إلى تشي غيفارا بتأثير من البلدية التي يتولاها اشتراكيون”. ومن مظاهر ذلك أن اسمه أطلق على مكتبات ومدارس ونواد رياضية في المدينة، وحتى على طريق سريع.
مشاركة :