إبراهيم رضوان يكتب: من البرش إلى العرش!

  • 7/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا أخفيكم سرا أنني منحت الرئيس الأسبق محمد مرسي صوتي في الانتخابات، مثلي مثل غيري، اعتقادا مني أن من ذاق مرارة السجن سيحكم بالعدل، ولكني كنت مغفلا، لذلك انضممت بعد ذلك لحركة "تمرد" خلال تواجدي بالخارج ومنحتهم تأييدي عبر توكيل خاص بذلك، ولست أدري كيف لمن عانى من السجن والظلم أن يظلم، طلعت القصة أكبر من هكذا تصور ساذج وأهبل!كنت أستمع إلىخ طب الرئيس "مرسي" وأضرب كفا بكف على هذه اللغة الركيكة، والإشارات البذيئة، كنت أرى كيف تحولت جميع القنوات الفضائية لمنصات لتكفير وشتم الشعب المصري الذي هو أكثر شعوب العالم تدينا، كنت أرى كيف تحولت صحيفة الأهرام العظيمة إلى منصة لنشر مقالات "أم أيمن" و"أم عبده" و"أم هاشم"، في الوقت الذي يتم فيه إقصاء قادة الرأي وكبار الكتاب في مصر، وكنت أتساءل دوما هل كانت جماعة الإخوان الإرهابية تليق بحكم مصر، وهل كان مكفولها "مرسي" يليق بحكم مصر؟ عندما سافر "مرسى" إلى السعودية، طلب منهم أن يصلي بالمسلمين في المسجد الحرام أمام الكعبة المشرفة، ولكنهم فطنوا إلى الأمر ورفضوا بحجة أنه سيفتح عليهم سيلا من طلبات الزعماء لنفس الفعل، ولكن لماذا طلب مرسى ذلك؟ كان يسعى لأن يكرس نفسه أميرا للمؤمنين، وأن الإخوان هم حماة الدين، أي أن نواياهم كانت سيئة من البداية، ومبيتة لاستغلال الدين بأي شكل للوصول إلى مبتغاهم.لا نعرف على وجه التحديد، كيف زحف هذا النبت الشيطاني إلى قمة السلطة، وكيف وصل من "البرش" إلى "العرش"، إلا أن زعماء المحروسة كانوا سببا وطرفا في ذلك، وأخص بالذكر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي كان يستغلهم ويستعملهم فأصبحوا في عهده هم "المعارضة"، وهم رحبوا باللعبة، فكانوا يفعلون أي شيء في سبيل الحصول على المكاسب حتى ولو كان كرسيا في البرلمان، أنهم كاذبون لا يهمهم الدين، ولكن كل ما يهمهم الوصول إلى الكرسي، أي كرسي حتى لو كان كرسي بواب العمارة.وانتشرت هذه الجماعة العنكبوتية بين البسطاء عندما انسحبت الدولة من رعاية الفقراء، وأنشأوا دولة موازية، فكانت المستوصفات بأجور رمزية في مواجهة مستشفيات الأغنياء، وكانت مجموعات التقوية للطلاب في كل شارع لمواجهة جشع الدروس الخصوصية، وكانت الجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء وتمنحهم الزيت والسكر في مقابل الكفر بالوطن.ووقعت الواقعة بقيام أحداث يناير 2011 تلك الأحداث التي بدأت في شكل ثورة على نظام مبارك الفاسد وأعوانه، ثم انقلبت إلى مؤامرة متكاملة الجوانب، ركبها الإخوان، وخرجوا منها زعماء مظفرين، وجاء مكتب الإرشاد بمحمد مرسي رئيسا لمصر بعد أحداث درامية، ولم يكن الجيش المصري غائبا عن المشهد، بل كان يراقب عن كثب، ومكثت الجماعة في حكم مصر عاما كاملا، كان من أحلك الأعوام، تأكد فيه أن جماعة الإخوان المسلمين هم "المتعهد المحلي" لقوى عظمى تسعى إلى تقسيم مصر والمنطقة العربية.لم يسلم الشعب العظيم ولم يستسلم بحكم الإخوان، ووقف الجيش بجانب الشعب، وبرز هذا القائد الدرامي، عبد الفتاح السيسي، وتم عزل مرسي بإرادة قوى الشعب، وتولى "السيسي" مقاليد الحكم، وخلال 6 سنوات تحولت مصر إلى ورشة تنموية في كل ربوعها رغم كيد الأعداء.يقولون في علم السياسة إن الوطنية أحيانا تكون للفقراء والوطن يكون للجميع، ولكن في حكم الإخوان فلا وطن ولا وطنية، يا ناس نحتاج إلى مؤرخين ثقات، يحكون لنا عن جماعة الإخوان الإرهابية التي تم إنزالها عن العرش وعادت إلى البرش من جديد، نحتاج إلى أن نعرف المزيد عن هؤلاء الأوغاد الذين حكموا أعظم بلد في التاريخ عاما في غفلة من الزمن وعادوا به إلى الوراء أعواما عديدة، نحتاج إلى إعلام واعٍ قادر على حشد الناس حول الوطن، نحتاج إلى من يذهب إلى المدارس ليخبر الناشئة بالحقيقة، يا ناس نجاتنا في وحدتنا، هكذا يعلمنا التاريخ.

مشاركة :