طالب الخفاجي ، إنسان فريد من نوعه لعلكم لاحظتم صورًا كثيرة تجمعني بالدكتور طالب الخفاجي .. هذا الرجل جاء إلى السعودية – كلية التربية في أبها عام ١٤٠٣هـ ودرسني في الفصل الدراسي الثاني من نفس العام وكذلك في عام ١٤٠٤هـ و١٤٠٥هـ . ثم أنتهى عقده عام ١٤٠٧هـ ، ثم سافر إلى أمريكا وذهبت لأبها أودعه .. وبقيت على تواصل معه حتى عام ١٤١٠هـ . وانقطعت عنه حتى عام ١٤٢٥هـ وأرسلته على عنوانه في كلورادو بأمريكا ورجعت الرسالة تقول أنه غير موجود .. ثم أخبرني بعض الأصدقاء وأيضا من طلابه وقال أنه مات ! حزنت عليه كثيرا ولكن زميل آخر وكان تخرج في قسم اللغة الإنجليزية أكد لي أنه شاهده في قناة السي إن إن الأمريكية .. قمت في ليلة من ليالي عام ١٤٢٦هـ أبحث وأدور في قوقل فوجدته في مركز أبو ظبي للاستشارات النفسية والاجتماعية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، فرحت كثيرا .. ثم بعد ذلك جاء لمستشفى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ذهبت في عام ١٤٣٢ أو ١٤٣٣هـ اجتماع في الرياض وذهبت له زيارة في المستشفى في عيادته بمستشفى الملك فهد الطبية وتوالت اللقاءات ، فالتقيت به مرة أخرى في الرياض ومرة في محافظة المجاردة ومرة في جيزان وجزر فرسان . ثم أستدعيته في عام ١٤٣٩هـ للحضور لبيش لتقديم محاضرة فلبى دعوتي وحضر تكريما لي ولدعوتي له .. ثم جعلتها رسمية باسم مدير التعليم آنذاك الدكتور عسيري الأحوس .. حضر وألقى محاضرة في قصر شموع الواحة ببيش هي من أجمل المحاضرات التي قدمت في السعادة النفسية بشهادة من حضر .. ثم قدم محاضرة في مسرح إدارة التعليم بصبيا رائعة حضرها الكثير من المرشدين والمرشدات ، بشهادة من حضر المحاضرة .. المحاضرتان قدمها مجانًا ولم ندفع له قرش واحد .. كان ذلك تكريما منه لي أنا الذي دعوته أولًا .. الحقيقة أنه إنسان عظيم عندما كنا عنده في كلية التربية في أبها على مقاعد الدراسة غير فينا أشياء كثيرة بعلمه وسلوكه وتعامله وله فضل عظيم على الكثير ولا ينكر ذلك إلا جاحد . فهو معلم لنا وللمعلم فضل . وكان يوصلنا في سيارته من الكلية لسكن الطلاب الذي نسكن فيه في أبها .. كانت يتعامل معنا إنسانيا ، فهو يقدر ظرف كل طالب ، ولم يخذل طالب لجأ إليه يستشيره أو يطلبه شيء حتى الفلوس . كان بشوشًا في وجوه الجميع .. كل طالب يشعر أنه حبيب الدكتور وأنه أفضل طالب عنده ! مارسنا رياضة المشي معه .. سافر معنا للمنطقة الشرقية والرياض والقصيم .. غنى معنا ورقص معنا ولعب معنا .. إنه إنسان فريد من نوعه ، إضافة إلى أنه زرع الثقة في أنفسنا .. تعليماته وتوجيهاته في الاختبارات كانت تجعلنا نضحك ونبسط ونسعد فتزول من أنفسنا رهبة الاختبارات ، كان جميلا في كل شيء .. ألف كتب وترجم كتب ، وظهر في التلفزيون السعودي والصحف السعودية وقدم المعلومة ونصح وأرشد ووجه ، كان إيجابيا أينما حل وسكن .. فملايين التحايا وملايين القبل على جبهتك أيها المربي والمعلم والطبيب المعالج البروفيسور طالب الخفاجي . ما دعاني لكتابة هذه السطور أنني نشرت في ملتقى الحب والوفاء صورًا لي بناء على رغبة البعض ، وكانت بعض الصور لي معه فتذكرته فكتبت عنه وهو يستاهل . تلميذك / ضيف الله مهدي
مشاركة :