1ـ النوع الأول : الماء المبارك : مثل ماء زمزم الذي ينبع ماؤه في بقعة مباركة ، جعلت خواصه فريدة من نوعها ، ولا يوجد له مثيل على وجه الأرض ، وتلك المؤثرات الخارجية هي : • أنه نابعا في أحضان بيت الله الحرام ، فأحد منبعيه من تحت البيت ، والآخر من تحت جبل الصفا . • أن الذي قام بحفره هو جبريل عليه السلام ، وطاقته علوية يبقى أثرها إلى ما شاء الله تعالى. • أنه يشهد توافد الملائكة المستمر على بيت الله الحرام ، وطاقتهم نورانية عالية . • أنه نابع من منطقة صخرية صلدة : ضخمة جدا ومتماسكة وذات طبيعة متميزة . وبذلك أصبح ماء زمزم صالحا لجميع الاستخدامات مهما تعددت : فهو يصلح لري ظمأ العطشان ، ولشبع البطن الجوعان ، ولعلاج الأمراض من البرد إلى السرطان . أما الدليل على خاصية الماء المبارك في العلاج فهو : ــ ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) . ــ ما رواه الإمام البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه زار رجلا أخذته الحمى ، فقال : أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) وفي رواية قال : ( بماء زمزم ). ــ في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه مكث بمكة أسابيع يعيش فقط على ماء زمزم . ــ وفي سيرة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، أنه حوصر ببيت الله الحرام ما يربو على الشهر لا يشرب إلا من زمزم . ــ ومن التجارب الشخصية : عندما نعتمر خلال شهر رمضان ونفطر على ماء زمزم فقط نمكث حتى صلاة العشاء التي تتواصل مع صلاة القيام ، لا نشعر بأي جوع ، والسبب يعود إلى ماء زمزم فقد أشبعنا . 2ـ النوع الثاني ــ الماء المشحون بطاقة الإنسان : وهو كل ماء احتضنه الإنسان بين يديه أو لامس جسمه ( كماء الوضوء ) فإنه بالتأكيد يحمل بصمة الهالة أو الطاقة لذلك الإنسان ، وإذا شرب منه فإن ما يبقى في الكوب أو الإناء يحمل بالإضافة إلى بصمة الطاقة ما يسمى بالدهن الإنساني . ويصبح الماء الذي أمسكه الإنسان بين يديه أو الذي تبقى من أثر الشرب عالي الطاقة ويمكن استخدامه في العلاج ، وفي جلب المحبة وتأليف القلوب . وغالبا فإن كل من يشرب من أثر إنسان ينجذب إليه ويظل محبا وفيا له . وفي تجربة فريدة من نوعها تمت في ألمانيا لمعرفة مدى تأثير ( الدهن الإنساني ) الذي يبقى عالقا في الإناء بعد الشرب منه وهو ما يسمى بــ ( الفلضلة أو السؤر ) على مجموعة من الشباب والشابات الراغبين في الزواج ولا يعرفون بعضهم ولم يسبق أن التقوا من قبل ، وكل ما كان يربطهم هو : رغبتهم الأكيدة في الزواج بالإضافة إلى الاستعداد لبناء عش الزوجية ، والسن المناسب ، وسارت التجربة كالآتي : 1ـ تم اختيار ستة من الشباب وست من الشابات . 2ـ تم حجب الفتيات عن الشباب من البداية . 3ـ تم إدخال الشباب إلى قاعة متسعة بها ست طاولات موزعة على أنحاء القاعة ، وعلى كل طاولة كوب مملوء بالماء . 4ـ طُلب من كل شاب اختيار طاولة والجلوس عليها لفترة من الوقت يشرب خلالها نصف كوب الماء فقط . 5ـ تم إخراج الشباب إلى مكان منفصل عن المكان الموجود به الفتيات . 6ـ تم ترقيم الأكواب على الطاولات بأرقام وأسماء الشباب . 7ـ أُدخلت الفتيات إلى قاعة التجربة واختارت كل واحدة منهن طاولة وجلست عليها لفترة من الوقت ، ثم شربت نصف كوب الماء المتبقي من أثر الشاب الذي سبقها إلى طاولتها . 8ـ تم إدراج اسم الفتاة التي شربت نصف الكوب مع اسم الشاب الذي شرب النصف الأول . 9ـ تم إخراج الفتيات إلى مكان بعيد عن مكان الشباب ، وحتى الآن لم ير بعضهم بعضا . 10ـ تم وضع باقات زهور جميلة متشابهة في الحجم والنوع ، بدلا من الأكواب الفارغة . 11ـ تم إدخال الشباب إلى قاعة الاختبار ، وجلس كل شاب في مكان مختلف عن المكان الذي جلس فيه سابقا . 12ـ أُدخلت الفتيات وطُلب منهن أن يتنقلن بين الطاولات ، ويمكثن مع الشاب الجالس لمدة عشر دقائق ، بحيث تمر كل فتاة من الفتيات الست على شباب التجربة وتكتب انطباعاتها عنه ودرجة ميولها إليه في استبيان معد سلفا لذلك . 13ـ بعد مرور ساعة كانت الفتيات الست قد سجلن انطباعاتهن عن الشبان الستة الذين جلسوا معهن . وجاءت النتيجة مدهشة للمراقبين على تلك التجربة ؛ لأن كل فتاة سجلت في الاستبيان أنها أكثر إلى الشاب الذي شربت من نفس الكوب الذي شرب منه . أي أنها تميل إلى من شربت سُؤره . وشحن الماء بالطاقة طريقة مجربة ولها جذور شرعية ، وهو ما رواه الدار قطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه ) . وما ورد في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ، عن السيدة عائشة رضي الله عنها ،قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب. ما رواه الإمام البخاري رحمه الله عن أسماء رضي الله عنها أنها هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى ـ بابنها عبد الله بن الزبير ـ قالت : فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة . ويعتبر الريق أساس الدهن الإنساني ، وله آثار علاجية رائعة ، يستخدمه ذو الخبرة بالإشارات التي وردت في النصوص الشرعية المتعددة . فمثلا : تلك الحادثة المشهورة التي رواها البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر قال : ( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس ليلتهم أيهم يُعطى ؟ فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين علي ؟ فقيل : يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه ) . وفضلة طعام النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة القدر من الطاقة ، ويستحق من يأكل منها أن يكون من المبشرين بالجنة ، كما روى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة ) ، فجاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه فأكلها . وفي جلسة علاجية أتت نتائجها في الحال ، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام باستخدام الماء لنقل طاقته إلى المريض جابر بن عبد الله الذي قال : مرضت مرضا فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت . وهذه الواقعة نبراس لعلاج المعين ( الذي أصيب بالعين ) بماء الوضوء الذي لامس العائن فنقل طاقته إلى المعين فكان سببا لشفائه . كما روى الإمام أحمد وابن ماجة والإمام مالك ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن باه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة ، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلُبط سهل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه وما يفيق ، قال : ( هل تتهمون فيه أحد ؟ ) ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ؟ ثم قال : اغتسل له ) ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صُب ذلك الماء عليه ، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس.
مشاركة :