الجزائر تشيع رفات مقاتلين ضد الاستعمار إلى «مربع الشهداء»

  • 7/5/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شيعت الجزائر، الأحد، رفات 24 مناضلاً ضد الاستعمار استعادتهم من فرنسا، وذلك في وقت يبدو البلدان راغبين في تسوية الماضي الاستعماري الأليم.وتم تنظيم مراسم رسمية لدفن جماجم الشهداء الذين سقطوا في بداية الاستعمار الفرنسي لهذه البلاد في القرن التاسع عشر، في مقبرة العالية الضخمة، بحضور الرئيس عبد المجيد تبون. وتتزامن هذه الجنازة مع الذكرى الثامنة والخمسين للاستقلال.تضم هذه المقبرة الواقعة في الضاحية الشرقية للعاصمة مربع شهداء الثورة الجزائرية، حيث يرقد جثمان الأمير عبد القادر الجزائري، رمز مقاومة الاستعمار، وشخصيات بارزة شاركت في «ثورة التحرير» (1954-1962) ورؤساء الدولة السابقين.وكانت حشود من الجزائريين توافدت طيلة السبت، برغم الحر الشديد، لإلقاء تحية أخيرة على هؤلاء الأبطال الوطنيين الذين استعيدت رفاتهم بعد نحو 170 عاماً. وأظهرت صور نقلتها القنوات التلفزيونية نساءً ورجالاً يبكون أثناء مرورهم أمام النعوش.وقال الثمانيني علي زالمات لوكالة فرانس برس «جئت بصفتي مقاتلاً، وبصفتي (أحد جرحى) ثورة التحرير، وبصفتي مواطناً يحب بلده».وكانت هذه الرفات محفوظة منذ القرن التاسع عشر في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.وكانت الجزائر التي خضعت للاستعمار الفرنسي طيلة 132 عاماً (1830 - 1962)، طالبت رسمياً باستعادة الرفات ومحفوظات أخرى في كانون الثاني/يناير 2018.ومن بين الشخصيات التاريخية التي تعود إليها هذه الرفات، الشيخ بوزيان زعيم «انتفاضة الزعاطشة» في شرقي الجزائر عام 1849. وكان هو ورفاقه ألقي القبض عليهم وقطعت رؤوسهم بعد قتلهم. وكان الجنود الفرنسيون يعتبرون هذه الجماجم «غنائم حرب».وتشكّل إعادة الرفات من قبل فرنسا مؤشراً قوياً على تهدئة العلاقات بين الجزائر والقوة الاستعمارية السابقة، وقد اتصفت بالتقلبات منذ 1962.وقال قصر الإليزيه الجمعة إنّ «هذه الخطوة تندرج ضمن نهج الصداقة والوضوح حول جراح تاريخنا كافة».وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهّد خلال زيارته الجزائر في ديسمبر كانون الأول 2017 بإعادة الرفات الموجودة في متحف الإنسان التابع إلى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.وقبل انتخابه، في العام نفسه وصف ماكرون استعمار الجزائر بأنه «جريمة ضد الإنسانية».

مشاركة :