” في القديح.. «الجراش» تحول إبداعها بعجينة الصلصال إلى عالم «ستايل كيك» “

  • 7/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بلادي نيوز – ماجد السبع – القديح القطيف عشقت الشيف زكية حسين الجراش منذ الصغر تشكيل عجينة الصلصال بيديها الصغيرتين بعدة نماذج، وعلى رأسها الأطعمة والكعك وكأنها تعد طبقًا شهيًا يوقع من يشاهده بين الاستغراب في كونه مجسمًا فنيًا، وتصور أنه طعام يؤكل، بإبداع فني في توزيع الألوان بين أجزائه. ونمت معها هواية اللعب في أدوات الطهي وصنع الكعك، إلى خوض غمار عالم الطهي بين أركان المطبخ وهي ذات ١٠ سنوات، لم تفسح لذاتها فرصة لتعلم أسرار الطهي بمقدار ما كان يقودها حب التجربة والحماس للإبداع في طهي المأكولات، رافضة تقليد الآخرين في ما تتناوله من أطعمة. وواصلت إعداد الكعك ليس لإطعام أسرتها فقط بل تعدت بتوزيعه “نغصة” وتكرمًا على الأقارب، مما دعا أخواتها والمقربات إلى اقتراح امتهان طهي الكعك عليها، إلا أنها كانت تقابلهن بالرفض، لقناعتها بعدم جدية ذلك ويكفيها أن يكون جهدها لقمة شهية لأحبتها. وقادتها الحاجة في إحدى المناسبات لشراء كعكة، أوقفتها في حالة ذهول من ارتفاع سعرها مع صغر حجمها، وهنا تساءلت: ما السر وراء طلب المبلغ الباهظ لها؟ هل هو راجع للجهد المبذول، أو المكونات واللمسات الجمالية التي تجملها، مما دفعها إلى دخول عالم دورات الطهي والتعرف على أسراره، والتدرب على إتقان كيفية عمله، في ثلاث دورات لكيفية إعداد الكيك بعجينة السكر. واكتشفت ابنة القديح من خلال الدورات التدريبية السر وراء تحديد السعر ولماذا تكون مكلفة، حيث يعود ذلك إلى الجهد المبذول الموزع على عدة مراحل، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المكونات الخاصة بإعدادها، إذ لا بد أن تكون ذات جودة عالية، وبعضها غير متوفر في محافظة القطيف فتضطر لطلبه من مسوقين خارج المحافظة أو حتى المنطقة الشرقية والمملكة، مما شكل لها تحديًا نحو المواصلة. وشبهت طهي الكيك بعجينة السكر كمن ينحت على الصخر، ومن يكسو الأرض الجرداء بالخضرة فتكون يانعة خصبة، مع ما يرافقها من دقة في تكوين الأشكال، وإحداث حالة متناسق وتمازج فيما بينها، بالإضافة إلى ضرورة ضبط سماكة العجينة حتى تحتفظ بشكلها لأطول مدة ممكنة، مما حدا بها إلى التوجه إلى تحضير التشيز كيك الذي يكون بصورة سريعة في إعداده والرد مباشر من الزبون. توجهت “الجراش” إلى منحنى آخر في تحضير الحلويات بعد تقديمه بعجينة السكر، وهو صنع التشيز كيك، مدركةً أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين، فكان لازمًا عليها شحذ همتها بالتعلم المستمر الذي يغذي شغفها، حيث أخذت تبحث في عالم الإنترنت وطرق صفحات الطباخين والطباخات على المستوى العربي والعالمي، واكتسبت منهم أسرار الإعداد والتكوين والتزيين. واتخذت قاعدة “خالف تعرف” مسارًا نحو الإبداع والبحث عن بصمة خاصة بدءًا من اختيار نوع المكونات وطريقة خلطها، ومن ثم نثر اللمسات الجمالية، بل يتعدى ذلك إلى طريقة عرضها للمستفيدين منها، وجذبهم بتصويرها بصورة احترافية، مدعمةً ذلك كله بخوض دورات احترافية في التصوير الفوتوغرافي أو التصوير بالجوال. وتعرفت على كيفية إحداث حالة تناسق بين المنتج والإضاءة والخلفيات والإكسسوارات التي تحيط المنتج، معتبرةً كل ما في بيتها من أدوات وكماليات شاهدًا على هذا الإنجاز الذي تخطى الكثير من التجارب الناجحة والفاشلة، إذ كانت محتفظة بالقديم وكأنه جديد لم يمر عليه زمن وتتابع السنين. وأكدت دور عائلتها التي ألهمتها التميز وتشجيعها على المواصلة بكسر الكثير من التحديات التي كانت دافعًا لها لنثر ذوقها، وكيف استخدمت تأصيل أبعاد الفن وجعل الطبق كأنه لوحة فنية تحير المشاهد لها ويأسف على تخريبها، حيث كان زوجها الخطاط مصطفى العرب وأولادها وأخواتها وإخوانها من أوائل الداعمين لها، تحوطها الدعوات الطيبة من أمها، فما كان منها إلا منح بناتها بعضًا مما عندها من فضول التجربة سواء لإعداد الحلويات أو حتى تصويرها. وحرصت على عرض ما تعد على صفحتها في إنستجرام “كيك ستايل”، مما جعلها محطة التقاء للكثير من المهتمين والشخصيات المعروفة على المستوى الاجتماعي والفني في المجتمع والخليج قاطبة، بمتابعة تقارب ٢٢ ألف شخص، حيث وجدت استحسان الكثير لكل ما تعده من قبلها، منهم على سبيل المثال الفنانون الخليجيون الزائرون لمحافظة القطيف مثل؛ طارق العلي، وهيا الشعيبي، وعبد الرحمن العقل. هذه هي زكية الجراش، إحدى الطاقات الشابة في محافظة القطيف التي جعلت من خلطة السكر نفسًا يثني عليها ويدعو لها بشق طريق نحو العمل الحر.كتب في التصنيف: بلادي المحلية   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :