سيدة طموحة تعشق الفن بكافة صوره فبالإضافة الى كونها رسامة ومصممة وخياطة وطباخة ومهندسة لم تشبع رغباتها ولم تكتف بهذا الحد حتى خلقت لها موهبة من العدم وفريدة من نوعها في المملكة فأبدعت منحوتات صغيرة يعجز العقل عن تصورها. فهي دقيقة بتصاميمها وقد نالت افكارها اعجاب الجميع واستطاعت ان تحصد آلاف المتابعين لحسابها على الانستغرام لأن اعمالها تبدو للوهلة الاولى اقرب الى الواقع بشكل يعجز العقل عن ادراكه والغريب في الامر ان كل هذه الاعمال مصنوعة من العجائن والصلصال فقط. انها دينا محمد عقبة خريجة الفنون الجميلة ومهندسة الديكور التي لم تستسلم عندما لم تمارس تخصصها حتى اوجدت هذه الموهبة الفريدة من نوعها حتى بات لها زبائن من مختلف المستويات والجنسيات محليا وخارجيا من السعودية والكويت وقطر والامارات ودول اخرى مجاورة. طين الأطفال فالبداية جاءت بمحظ الصدفة ولم تخطط لها مسبقا او ان تخطر على بالها يوما فرغم انها خريجة فنون الجميلة ولديها شهادة في هندسة الديكور، الا انها لم تمارس تخصصها بعد وهذا الفراغ جعلها تعمل جاهدة للقضاء عليه. وبذلك كونت هوايتها المفضلة هي تجميع اكبر قدر من المجسمات الصغيرة (المغناطيسية) التي توضع على ثلاجة المطبخ والتي كانت تشتريها بمبالغ باهضة رغم صغرها فخطرت ببالها فكرة تصنيعها وحدها دون اللجوء لشرائها. وبدأت في تشكيله حتى خرجت بمنحوتات فنية جميلة جدا ابدى الجميع اعجابهم بها الامر الذي جعلها تتعمق كثيرا في هذا الفن الذي صقلته بالاطلاع والممارسة وقراءة الكتب المعنية بفنون الصلصال وهكذا بدأت اعمالها الفنية التي أخذت تتطور تدريجيا حتى وصلت لهذه المرحلة المتقدمة. وتذكر عقبة انها واجهت العديد من الصعوبات الا انها قامت بتذليلها ومنها كم العجين والصلصال الذي كان يتطلب منها ميزانية كبيرة فقامت شخصيا بتصنيع العجينة والصلصال في مطبخ منزلها وبالتالي سهلت على نفسها كثيرا من خلال مواد متوفرة في غالبية البيوت.. وتضيف قائلة الجميع يعي ان فن الصلصال ليس بالفن الهين حيث انه فن يجتمع فيه العديد من الفنون الاخرى ومنها النحت والتشكيل والتصميم والرسم وغيرها وهذا تعلمته تدريجيا فكانت كل قطعة اصنعها واحاكي فيها شيئا من الواقع اتعلم منها اشياء كثيرة حتى استطعت الخروج بمنحوتات فريدة ملموسة ومحسوسة وبنتائج مبهرة تكاد تكون اقرب الى الحقيقة.. فن مميز وتواصل هناك العديد ممن يمارسون هذا الفن في الوطن العربي الا انني اتميز عن الآخرين بأعمالي الصغيرة الحجم جدا والدقيقة بتشكيلها وزخرفتها حيث يصل حجم البعض منها اصبع اليد كما انها تحاكي الواقع بشكل يعجز المرء عن تميز الشكل الحقيقي عنها من خلال تفاصيلها الدقيقة وملمسها الحقيقي الذي تحسن كثيرا مع الوقت والخبرة كما انني اقدم اعمالي بصورة فنية رائعة من خلال صناديق مزركشة تقدم كهدايا قيمة للآخرين. وتؤكد قائلة: اعمالي التي تأتي من العجائن والصلصال مستوحاة من مظاهر الحياة اليومية كالتراث والعادات والحياة العربية والاواني المطبخية وكذلك مختلف انواع الحلوى والكعك والبتزا والمشروبات والمثلجات ومختلف الاطعمة الساخنة والباردة منها والتي تطغى على اعمالي والسبب وراء ذلك انني اعشق الطبخ والمأكولات فقد كنت اقدم دورات عديدة في فنون الطبخ وخاصة المطبخ الهندي والصيني والعربي واعتقد ان هذا الامر انعكس على اعمالي الفنية لكن هذا لا يلغي وجود اعمال الاخرى لي بالصلصال لا تحاكي الطعام فقط وانما اجسد مواضيع اخرى ايضا يمكن الاطلاع عليها من خلال موقعي الشخصي. وتشرح عقبة ان المنحوتة الواحدة تتطلب منها من 3 الى 4 ايام كحد اقصى وذلك حسب حجم المجسم والالوان المستخدمة فيه حيث انها تقوم بصنع عجينة الصلصال منزليا وتحرص على تخزينها جيدا كي لا تجف ولديها فرن خاص لذلك. وتؤضح قائلة لدى ورشة عمل في منزلي تضم العديد من ادوات التشكيل التي قمت بتجميعها وحدي وهي مواد متوفرة لدى الجميع حيث ادوات التشكيل الخاصة واخرى حصلت عليها من لعب الاطفال الصغيرة والقطع الخاصة بتنظيف الاسنان والقطع الخاصة بالبدكير والمنكير وغيرها وكل ما تقع يدي عليه واجده مناسبا للتشكيل والزخرفة والتصميم. زوجي شجعني وتواصل.. الفضل الاول والاخير يرجع لجميع افراد اسرتي واخص بالذكر زوجي العزيز الذي وقف الى جانبي كثيرا وشجعني على مواصلة هذا الدرب وخصص لي ورشة في المنزل لأمارس هذه الهواية التي اصبحت اعشقها كثيرا، متابعة اما بشأن التنسيق بين الموهبة والاسرة فأنا لا اخلط بين الامرين اطلاقا حيث امارس الموهبة ونحت المجسمات فترة الاجازات وفي الصباح حيث يكون ابنائي في المدرسة ومن بعد حضورهم اكرس وقتي بالكامل لهم وهكذا استطعت التوفيق بين الامرين معا.
مشاركة :