دبي تفتح أبوابها للسياح من الداخل والخارج | | صحيفة العرب

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - بملصق ترحيب على جواز السفر وإجراءات للسلامة، فتحت دبي الثلاثاء أبوابها من جديد أمام السياح الأجانب على أمل إعادة إحياء قطاع السياحة فيها بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق بسبب تفشي فايروس كورونا. وبدأت الفنادق في استقبال السياح الثلاثاء وفق ضوابط وضعتها دائرة السياحة والتسويق تشتمل على أنه يتوجب على النزلاء ملء تصريح طبي عند وصولهم إلى الفندق، والسماح للنزلاء الذين لديهم حجز مؤكد فقط بالتواجد في ردهة الفندق، مع ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة تباعد مترين. ويتوقّع مسؤولون في قطاع السياحة والضيافة ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي تدريجيا خلال الفترة المقبلة بدعم من حركة السياحة الدولية والداخلية معا. وقال نائب الرئيس الإقليمي لمجموعة “روتانا” الفندقية، ديفيد برنس، “مع عودة السياحة الداخلية التي نعتبرها المحرك الأساسي في انتعاش قطاع الفنادق في دولة الإمارات حاليا، فإن استقبال دبي للزوار الدوليين مرحلة جديدة في حقبة تعافي القطاع وتنشيطه”. وتراهن الإمارة الخليجية بشكل رئيسي على دفع السياحة الداخلية قدما من أجل تنشيط اقتصادها المتراجع واختبار كيفية التعامل مع السياحة في ظل إجراءات الحماية من الفايروس قبل بداية التدفق الفعلي للسياح الأجانب. ويقول الملصق على جواز سفر الزوار “نرحّب بكم مجددا في بلدكم الثاني”، بينما يقوم الموظّفون في مطار دبي الدولي بفحص القادمين وهم يرتدون ملابس الحماية البيضاء، فيما تباع الكمامات والقفازات في آلات. ويتوجّب على السياح إحضار نتيجة فحص للفايروس سلبية أجري قبل أربعة أيام على الأكثر من الرحلة، أو إجراء الفحص في دبي إلا أنه سيكون عليهم حينها عزل أنفسهم حتى يحصلوا على النتيجة. وتُعتبر السياحة شريان حياة للإمارة الثرية منذ أكثر من عقدين، وقد استقبلت أكثر من 16.7 مليون زائر العام الماضي. وقبل أن يتسبّب الوباء بشلل على مستوى العالم، كان الهدف الوصول إلى 20 مليون زائر هذا العام. ويبدأ موسم الذروة في أكتوبر عندما تنخفض درجات الحرارة. وقال العميد طلال الشنقيطي مساعد المدير العام لقطاع المنافذ الجوية في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي الأحد “مستعدون لاستقبال السياح مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية”. ومنذ أسابيع، ترسم دبي، إحدى الإمارات السبع في الدولة الخليجية، عودتها التدريجية إلى موقعها الاعتيادي على خارطة السياحة العالمية كواحدة من أكثر المدن زيارة. وإمارة دبي التي لا تعتمد على النفط على النقيض من جاراتها، محطّة تجارية مهمة وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة. وتضم الإمارة الصحراوية العديد من المقاصد الترفيهية والمراكز التجارية الراقية التي تأثرت بفعل الإغلاقات على خلفية انتشار الفايروس، بينما انكمش الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 3.5 في المئة في الربع الأول من 2020. واضطرت مجموعة “طيران الإمارات”، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، إلى تقليص الوجهات التي تسيّر رحلات إليها وتسريح موظّفين. وقبل إعادة فتح الأبواب للسياح الأجانب، أطلقت السلطات حملات على وسائل التواصل الاجتماعي ووظّفت المئات من مشاهير تطبيقات وسائل التواصل للترويج للسياحة في الإمارة. وبينما يفكّر القطاعان العام والخاص في طرق لتوفير ظروف عمل آمنة تحترم قواعد التباعد الاجتماعي لإغراء المسافرين الأجانب المتردّدين، تقدّم الفنادق عروضا للزبائن المحليين بهدف تنشيط السياحة الداخلية. نحو استعادة الوتيرة الطبيعية للقطاع السياحي في دبي نحو استعادة الوتيرة الطبيعية للقطاع السياحي في دبي وقال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري مع إعادة فتح الشواطئ والفنادق قبل أسابيع قليلة إن “استقطاب الضيوف من سائر الإمارات الأخرى هو خطوة مهمة لاستعادة الوتيرة الطبيعية للقطاع السياحي في الفترة المقبلة”. وأضاف “نأمل من خلال التشجيع على السياحة الداخلية أن يشعر الناس بالطمأنينة، ومن شأن ذلك أيضا تعزيز الثقة لدى الزوار المحتملين من مختلف دول العالم بأن الأمور تعود لطبيعتها في دبي وبالتالي بإمكانهم التفكير بزيارتها عندما يصبح السفر متاحا وآمنا، وبأنها تبقى واحدة من أكثر الوجهات التي تكفل صحة وسلامة الجميع”. وقال المدير العام لفندق “تماني مارينا”، وليد العوا، إن العروض الترويجية التي أطلقتها الفنادق أسهمت في رفع معدلات الإشغال خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن الأداء يتحسن بشكل أكبر مع فتح الباب أمام السياح الدوليين. والتركيز على السياحة الداخلية هو أيضا جزء من استراتيجية الجارة أبوظبي، العاصمة الغنية بالنفط التي استقبلت عددا قياسيا من الزوّار الأجانب في 2019 بلغ 11.35 مليون شخص. لكن المدينة التي تضم حلبة لسباقات فورمولا واحد ومتحف اللوفر أبوظبي، لا تبدو متحمسة جدا لبدء استقبال السياح قريبا كما هو الحال في دبي. ومازالت أبوظبي مغلقة أمام الزوار من الإمارات الأخرى إلا في حال تقديم نتيجة سلبية لفحص كورونا خلال 48 ساعة. وقال علي حسن الشيبة المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة الاثنين “تغيّرت الخطط ولا نتوقع أن يكون لدينا نفس أرقام 2019 هذا العام بالتأكيد. سيستغرق الأمر من عامين إلى ثلاثة أعوام أخرى”. وتابع “أستطيع اليوم أن أقول إنّ السياحة الداخلية هي ما تقوم عليه خطّتنا. نعتقد أن السياحة الداخلية هي المفتاح الآن ولا نرى انفتاحا على المسافرين الدوليين في القريب العاجل”.

مشاركة :