شكري شيخاني يكتب: جيش قوي وشعب واعي= دولة متقدمة

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من الأيام هي فقط 23 يومًا تفصل بين حدثين هامين بل بغاية الاهمية في حياة مصر والمنطقة العربية وأحدثا نقلة نوعية في كافة نواحي الحياة العامة والخاصة كدولة وشعب، أول الحدثين كانت ثورة 23 يوليو تموز حين انتفض الشعب مساندًا وداعمًا لتحركات تنظيم الضباط الأحرار ولكي يخلصه من الحكم الملكي البائد حكم العبودية ويخلصه من الفساد والمحسوبية وتفاوت الطبقات في المجتمع الواحد.  وقف الشعب إلى جانب جيشه ليعيد له كرامته في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدفاع، حيث كانت الحاشية الملكية تسعى لتهميش دور الجيش بل وإضعافه وذلك تنفيذًا لتوجيهات إنجليزية واضحة وإلهاء الشعب بالركض حول تأمين لقمة عيشه فجاءت ثورة 23 تموز يوليو لتنهي حالة الفساد الطبقي المريع وتضع برامج اقتصادية واجتماعية لنهضة المجتمع وتضع جدولًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال البريطاني الذي جثم على أرض المحروسة لعشرات السنين (لا اعرف كيف يستسيغ حاكم أن يكون سعيدًا مبتهجًا مغامرًا مقامرًا وعلى أرض بلاده قوات احتلال). وأعاد تنظيم الضباط الأحرار ملكية قناة السويس للشعب المصري بعد ان كانت منهوبة بكامل وارداتها للاستعمار البريطاني والفرنسي واعيدت الحقوق إلى أصحابها ووزعت الأراضي على مبدأ الأرض لمن يعمل بها وليس لمن يقيم قصره ويجعل من البشر عبيدًا له. فكانت بحق نقلة نوعية في تاريخ مصر وجاء بعدها بثلاثة وعشرون عامًا ولكن في عام 2013 ثورة 30 يونيو حزيران لتطهر الأرض والإنسان من دنس الإخوان. وللتاريخ أقول والغالبية العظمى تفهم وتعرف ذلك أنه لولا الوقفة الجادة والحازمة والقوية لثورة 30 يونيو لكانت الامور (لا سمح الله) أسوأ مما جرى منذ عشر سنوات ولازال يجري في سوريا وليبيا واليمن. جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد الحق لأهله وللدولة هيبتها بعد عام كامل من تجربة فاشلة ومرعبة ستظل ماثلة في أذهان الشعب لما حصل في تلك السنة من سلبيات فظيعة طالت سيادة مصر وأمنها وشعبها من خلال جملة سياسات سلبية لا ترتكز الى علم أو منطق. فهل من مصدق أن يرهن حاكم أكبر دولة عربية مصير دولته وشعبه وجيشه ومقدرات بلاده الى سياسة أصغر دولة عربية؟؟ وتفشت سياسة حكم العائلة او الحزب في مجتمع متقدم فكان لا بد من وقفة حازمة أمام كل ما يجري من ارتكاب اخطاء وسلبيات كانت ستكون كارثية بكل معنى الكلمة لو امتد الزمان لهم شهرًا اضافيًا واحدًا. ولكن هذه الارض المباركة المحروسة على موعد إلهي بالأمان والعودة دائما الى الطريق الصحيح ولسان حال مصر يقول ((نظر الله لي فأرشد أبنائي فشدو إلى العلا أي شدي)). وفي أحلك الأوقات وسريعا بدأت الحياة والمعافاة تجري بعروق الجميع جهدًا وعملًا والكل التفت الى اختصاصه في الدبلوماسية والجيش والامن والعلم والصحة، فكانت يد تبني واخرى تحمي وكان تحقيقًا لمقولة حافظ ابراهيم (وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي). ومع كل المعوقات والمشاكل الاقليمية والدولية والتي يتم زرعها في طريق نهضة مصر وتقدمها مع كل ذلك ومع جملة الاستهدافات لأرضها وشعبها ستبقى مصر أرض الكنانة شامخة وتعالج كل هذه القضايا بالحكمة والخبرة وبالقوة والحزم إذا لزم الأمر.   رحم الله شاعر العرب حافظ إبراهيم حين ختم قصيدته مصر تتحدث عن نفسها بأبلغ بيت حين قال:  أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَـــــــــرقِ وَدُرّاتُهُ فَـرائِدُ عِـقـدي إِنَّ مَجـدي في الأولَياتِ عَريقٌ مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجــــــــــدي

مشاركة :