قتل شخص، أمس، بهجوم بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الإيطالية في القاهرة، في أول هجوم على بعثة دبلوماسية، منذ بدء موجة الهجمات الإرهابية قبل عامين في مصر، فيما أعلن تنظيم داعش المسؤولية عن التفجير. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، تضامن بلاده مع مصر في مواجهة الإرهاب، وأعلن وزير خارجيته، باولو جنتيلوني، أن إيطاليا لن تخاف بهذا الاعتداء، موضحاً أنه لم يسفر عن ضحايا إيطاليين. وتفصيلاً، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبدالغفار، إن مدنياً قتل، وأصيب تسعة أشخاص من المارة ورجال الشرطة بجروح في الانفجار الذي استهدف القنصلية الإيطالية في القاهرة. وذكرت مصادر طبية، في وقت سابق، أن شرطيين كانا أمام القنصلية وثلاثة مارة أصيبوا بجروح. وبحسب مسؤول في النيابة العامة، فإن التحقيق الأولي كشف أن التفجير تم عن بعد بسيارة مفخخة. وأدى التفجير، الذي وقع قرابة الساعة 6:30 بالتوقيت المحلي، إلى تدمير جزء من واجهة القنصلية، ما كشف داخل المبنى الواقع في وسط العاصمة. وغمرت المياه المنطقة المحيطة بالقنصلية، بعد انفجار أنبوب للمياه في الهجوم، فيما تطاير حطام السيارة في المكان. كما تم تدمير كشك خشبي للشرطة خارج القنصلية. وعاد القنصل إلى المبنى لتفقد الأضرار، رافضاً الحديث للصحافيين. من جهته، أعلن تنظيم داعش المسؤولية عن التفجير، وقال في حسابه على موقع تويتر، إن عناصره تمكنت من تفجير سيارة مفخخة مركونة تحمل 450 كيلوغراماً من المادة المتفجرة على مقر القنصلية، واعتبر السفارات والقنصليات الأجنبية أوكاراً أمنية، تشكل هدفاً مشروعاً لهجماته وأمر وزير الداخلية المصري، مجدي عبدالغفار، بتشكيل فريق بحث من الأجهزة الأمنية المختصة، للوقوف على أسباب وملابسات وقوع انفجار بوسط القاهرة، وأكد أثناء تفقده موقع الحادث أن هذا الحادث لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة جهودهم وتضحياتهم، لتحقيق أمن الوطن. وصرح مسؤول مركز الإعلام الأمني بأن الحادث أسفر عن وقوع تلفيات بمبنى القنصلية الإيطالية وسورها الخارجي، وبعض التصدعات ببعض المباني بمحيط الانفجار. وتابع المسؤول وقع الانفجار نتيجة قيام مجهولين بزرع عبوة متفجرة داخل سيارة بشارع ظهر الجمال، ما أسفر عن وفاة مواطن تصادف مروره وإصابة ثمانية مواطنين تلقى سبعة منهم العلاج، وخرجوا من المستشفى. وأجرى رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، مشاورات هاتفية، أمس، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفق ما أورد بيان لمكتبه. وقال رينزي إن إيطاليا تعلم أن مكافحة الإرهاب هي تحدٍ هائل يطبع تاريخنا الحالي، لن ندع مصر وحدها، إيطاليا ومصر معاً، وستكونان معاً في مكافحة الإرهاب والتطرف. وقال البيان إن السيسي أكد، خلال الاتصال، تقدير مصر للمواقف الإيطالية المساندة للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين. وشدد الرئيس على أن مثل هذه الأحداث الإرهابية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية، من أجل مكافحة الإرهاب والحفاظ على مقدرات الشعوب. وأشار الرئيس خلال الاتصال إلى أن مصر تولي العناية الواجبة لكل مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية الموجودة على أراضيها. وفي مؤتمر صحافي، أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، أن هدف الاعتداء كان القنصلية الإيطالية من دون شك، تحدث عن محاولة ترهيب وهجوم على الوجود الدولي، لكن أيضاً هجوم مباشر على إيطاليا. وأضاف نحن عازمون على الرد بحزم، لكن أيضاً بهدوء من دون قلق. وكان الوزير كتب، في وقت سابق على حسابه على تويتر: استهدفت قنبلة قنصليتنا في القاهرة، لم يقع ضحايا إيطاليون، نحن إلى جانب الأشخاص المصابين وموظفينا، إيطاليا لن تخاف. واتصل وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره الإيطالي، وبحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي، قدم شكري خلال الاتصال المعلومات المتوافرة حول الحادث الإرهابي لنظيره الإيطالي، وأعرب عن إدانة مصر حكومة وشعباً الشديدة لهذا الحادث. وأكد شكري أن مصر لن تتوانى في مواصلة وتكثيف جهودها مع مختلف دول العالم، من بينها إيطاليا، لمحاربة الإرهاب والعمل على اجتثاثه من جذوره ودحره، مشيراً إلى أن الإرهاب لن يتورع في استخدام أدواته الخسيسة ضد الأبرياء. وشدد على عزم مصر على إفشال المخططات التي تستهدف الاستقرار في البلاد والقضاء علي كل التنظيمات الإرهابية. ونددت فرنسا بالاعتداء مؤكدة وقوفها إلى جانب مصر وإيطاليا في مكافحة الإرهاب. ودان الاتحاد الأوروبي في بيان محاولة جديدة لتحدي التصميم المصري والأوروبي على مكافحة الإرهاب. كما دانت السفارة الأميركية بالقاهرة الهجوم، مؤكدة دعمها لمصر في مواجهة الإرهاب. ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بشدة الحادث الإرهابي، وأكد وقوف جامعة الدول العربية بجانب مصر في حربها ضد الاٍرهاب. ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، تكثفت الهجمات الإرهابية في مصر مستهدفة بشكل خاص قوات الأمن، لكنّ دبلوماسيين قالوا أخيراً إن الشرطة حذرتهم من إمكان استهداف السفارات.
مشاركة :