خلصت نتائج دراسة أمريكية حديثة إلى أن الغثيان والتقيؤ بعد التخدير العام خلال العمليات الجراحية قد يكونان وراثيين، في حين أشارت دراسة ثانية إلى إمكانية أن يسبب التخدير المرضي إضعاف الإدراك واعتلال الذاكرة على المدى الطويل. فقد قال باحثون من الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير إنهم وجدوا متغيراً وراثياً واحداً مشتركاً في الحمض النووي لأكثر من مئة مريض عانوا هذه الأعراض، ما يعني أن هذه الأعراض قد تكون أسبابها وراثية. ويأمل الباحثون في أن يساعد اكتشافهم على درء مضاعفات أخرى تسهم في طمأنة المرضى من مخاوف التخدير والألم. وفي الدراسة الثانية، أوضح الباحثون أن التخدير يزيد فرص حدوث تعقيدات ومشكلات من جراء التخدير عند المرضى الذين يعانون ضعف الإدراك في المقام الأول وفقاً للسن والحالة الصحية. وذكرت الدراسة أن التخدير يعمل على تنشيط فقدان مستقبلات الذاكرة في المخ، وضمان أن المرضى لا يتذكرون الأحداث المؤلمة أثناء الجراحة، حيث وجد الباحثون أن نشاط مستقبلات فقدان الذاكرة تظل مستمرة لفترة طويلة بعد أن يزول أثر التخدير من المريض. وفي هذه الدراسة أعطى الباحثون الفئران الذكور الأصحاء جرعة منخفضة من مخدر لـ20 دقيقة فقط، حيث تبين أن نشاط مستقبلات فقدان الذاكرة زادت لمدة أسبوع بعد ذلك. وبينت الدراسة أن ثلث المرضى الذين خضعوا للتخدير والجراحة يعانون نوعاً من الضعف الإدراكي - مثل فقدان الذاكرة - عند الخروج من المستشفى، وأن واحداً من كل عشرة مرضى يظلون يعانون ضعف الإدراك بعد ثلاثة أشهر. الإفاقة من التخدير من جانب آخر نشرت مجلة التخدير أكبر دراسة من نوعها عن الاستيقاظ أثناء العمليات الجراحية، وتبين أن معدل حالات الإفاقة من البنج خلال الجراحة هو 1 من كل 19 ألف حالة، ويعتبر ذلك أقل من المسجل سابقاً. وبتحليل وتيرة الوعي واليقظة أثناء التخدير وجد الباحثون أنه في معظم الحالات تستمر اليقظة أقل من 5 دقائق، وفي 34 بالمئة من الحالات تكون اليقظة أقل من دقيقة. وعلى الرغم من خوف الناس من الاستيقاظ نتيجة الإحساس بمشرط الجراحة، إلا أن الدراسة كشفت أن ثلثي حالات الاستيقاظ وقعت قبل بداية الجراحة أو بعد انتهائها. وقال المشرف على الدراسة البروفيسور تيم كوك استشاري التخدير في مستشفى رويال بالمملكة المتحدة: اعتمد البحث على تحليل بيانات 3 ملايين حالة تخدير عام أبلغت عنها مستشفيات بريطانيا وإيرلندا. وقد أفاد 2 بالمئة من الحالات عدم قدرتهم على التحرك بسبب الآثار الجانبية لإرخاء العضلات، وقال 41 بالمئة منهم إنهم لم يستطيعوا التواصل، وقال 37 بالمئة منهم إنهم سمعوا ضجيجاً وأصواتاً، وشعر 21 بالمئة منهم باللمس دون ألم، وذكر 18 بالمئة منهم الشعور بالألم. والمعروف أن الجراحة تظل عملاً محفوفاً بالمخاطر مهما قيل عن بعض الجراحات إنها روتينية. وهناك معلومات على المريض أن يسال عنها الطبيب قبل أن يخضع للجراحة، خاصة ما يتعلق بمضاعفات التخدير العام. وفيما يلي ما تحتاج الى معرفته عن الأمر: التخدير العام: هناك 4 مكونات تدخل في عمل التخدير العام هي تسكين الألم، وتثبيط واسترخاء العضلات، والتأثير في مركز النوم في الدماغ، وتسكين مستقبلات الألم في الدماغ والعمود الفقري، والتي تمنع من عمل ردود فعل في الدماغ أو الحبل الشوكي، ويقوم ذلك بإرخاء العضلات التي تعمل في التقاطعات العصبية والعضلية، أي المناطق التي تلتقي فيها العضلات والخلايا العصبية. وعندما تتم إدارة العوامل الأربعة بالشكل الصحيح يتم التخدير العام بتوازن صحيح، لذلك يتم استخدام عدة أدوية لتعمل على تخدير أجزاء الجهاز العصبي المركزي المختلفة. الاحتياطات: من الضروري إلى جانب زيارة الجراح زيارة طبيب التخدير أيضاً، حيث يساعد ذلك على فهم حالة المريض أكثر، كذلك للتهدئة من مخاوف المريض. وخلال زيارة الطبيب لا ينبغي على المريض التردد في طرح أية أسئلة، كما عليه أن يخبر الطبيب بتاريخه مع العمليات الجراحية، وأية حساسية لديه. قبل الجراحة على المريض أن يصوم عن الطعام والشراب لمدة 6 ساعات على الأقل. وإذا كان المريض مصاباً بالسكري عليه الصيام 8 ساعات على الأقل لأن إفراغ المعدة يستغرق وقتاً أطول لدى حالات السكري. وفي يوم الجراحة يجب أن يكون بصحبة المريض شخص بالغ، وأن يحمل المريض معه كل التقارير الطبية الخاصة به، وأن يقول الحقيقة فيما يخص ما تناوله من طعام أو شراب خلال الساعات الـ 6 السابقة، لأن ذلك أمر يمكن أن يهدد حياته في حال دخول شيء من الطعام أو الشراب داخل القصبة الهوائية. بعد الجراحة إذا تم التصريح للمريض بالخروج، يجب ألا يقود السيارة، وألا يعمل أو يجلس بالقرب من لهب. وقد يشعر المريض بالنعاس لبضع ساعات بعد الجراحة، ويعاني الغثيان والتقيؤ بعدها. وقد يشعر أيضاً بتهيج في الحلق نتيجة إدخال الأنبوب الرغامي، وهو أنبوب يتم إدخاله إلى القصبة الهوائية أثناء الجراحة. وقد قلل التطور في أجهزة مراقبة المريض أثناء التخدير، وكذلك في المعلومات عن طرق التخدير العام وأدويته نسبة الوفيات الناجمة عن حالة التخدير العام. لكن إذا تمت إدارة عملية التخدير العام بشكل غير صحيح فقد يتعرض المريض للوفاة. وهناك حالات يصعب إجراء التخدير العام لها، نتيجة كبر السن أو وجود حساسية لدى المريض، أو تناوله طعاماً أو شراباً خلال أقل من 6 ساعات، أو نتيجة معاناته حالة مرضية مثل الربو الحاد، أو فشل القلب، أو انخفاض ضغط الدم، أو الانسداد الرئوي، أو فشل الكبد.
مشاركة :