وراء كل سجين حكاية مأساوية

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- نشأت أمين: أعرب عدد من نزلاء إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية عن شعورهم بالندم على الانحراف عن الطريق المستقيم مؤكدين أن الجريمة كلفتهم سنوات من عمرهم قضوها خلف القضبان بعيدا عن الأهل والأبناء والأصدقاء. ونصحوا كل إنسان تسول له نفسه مخالفة للقانون التفكير في المصير الذي ينتظره هو وذويه، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. وأشاروا إلى أن المعاناة النفسية التي يشعرون بها بسبب فقدهم حريتهم وإبتعادهم عن زويهم وأبنائهم يصعب وصفها رغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية لتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا للعودة للمجتمع كأفراد صالحين. وأكدوا ضرورة الحذر عند توقيع الشيكات البنكية وعدم الإفراط في الثقة بالآخرين خلال التعاملات المالية لافتين إلى أن عدم الوعي بالقانون وراء سجن عدد كبير من الشباب في قضايا الشيكات بدون رصيد. وأكدوا لـ الراية أنهم يقضون الشهر الفضيل في الصلاة وقراءة القرآن والابتهال بالدعاء لتفريج كربتهم والعفو عما سلف. وأشاروا إلى مشاركتهم في المسابقات الرياضية والثقافية والفعاليات الدينية التي تنظمها المؤسسة منذ بداية الشهر الكريم لافتين إلى أن زيارات الأهل تخفف كثيرا من معاناة الافتراق. تقلبات أسعار المواد الخام قادت إبراهيم للسجن أكد النزيل إبراهيم . م 50 عاما صاحب شركة مقاولات أن قضية تقلبات الأسعار من أكبر المشاكل التي تواجه المقاولين داعيا إلى ضرورة العمل من أجل إيجاد وسيلة ما لحمايتهم من هذه المشكلة مقترحا أن يتم تضمين العقود المبرمة بين المقاول والعميل بندا ينص على تحمل العميل أي فرق قد يحدث في أسعار المواد الخام خلال فترة تنفيذ المشروع مشيرا إلى أنه في عام 2008 كان سعر المتر المكعب من الخرسانة الجاهزة 320 ريالا ثم وصل إلى 550 ريالا بنسبة زيادة نحو 50%. وقال: كنت أعمل مديرا لشركة مقاولات وحدث أن تعثر العمل في الشركة نتيجة لفرق الأسعار الكبير الذي حدث منذ عدة أعوام حيث قمت بالتوقيع على عدد من الشيكات لبعض العملاء وعندما تبدلت أسعار مواد البناء ألقى ذلك بظلاله على المشروعات التي نقوم بتنفيذها وعجزنا عن الاستمرار في التنفيذ لأن هامش الربح في عقود تنفيذ تلك المشروعات لم يكن ليغطي بأي حال من الأحوال ذلك الفارق الكبير الذي حدث في الأسعار ومن ثم فقد قام أصحاب الشيكات بتقديم ما لديهم من مستندات إلى الشرطة وفي نهاية المطاف أصدر القضاء بحقي أحكاما بالسجن لمدد وصل إجماليها حتى الآن إلى 5 أعوام وربما تزيد مع صدور أحكام في باقي القضايا التي لا تزال منظورة حاليا. وأضاف: العمل في مجال المقاولات ينطوي على قدر كبير من الخطورة بسبب التغير المستمر في أسعار مواد البناء فأنا أعيش في قطر منذ 20 عاما ولدي 5 أبناء وطوال تلك الفترة لم أرتكب أي جريمة وليس من المنطق بعد كل تلك السنوات أن أتعمد وضع نفسي في موقف يعرضني للسجن ولكنها الظروف القاهرة التي لا حيلة للإنسان فيها قد وقعت فيها شأني شأن الكثيرين غيري من العاملين في مجال المقاولات وأغلبهم أشخاص على قدر كبير من الثقافة. وتابع: لم أرتكب جريمة تستدعي الندم فأنا مهندس وصاحب شركة مقاولات وكل طموحي كان هو العمل أن تنجح هذه الشركة وتنمو لكن الخطأ الكبير الذي وقعت فيه هو الإفراط في الثقة بالآخرين. وأضاف: إدارة السجن في الحقيقة لا تقصر معنا على الإطلاق وهي تبذل كل ما في وسعها من أجل التخفيف عن النزلاء ولذلك فإن كل ما نطلبه نجده ما دام لا يتعارض مع اللوائح والقوانين المعمول بها وعلى سبيل المثال فأنا مهندس وكنت بحاجة ماسة إلى ممارسة هوايتي في تصميم الرسومات الهندسية حتى لا تصدأ ذاكرتي نتيجة لابتعادي لفترة طويلة عن مزاولة عملي بسبب وجودي في السجن وعندما طلبت من الإدارة السماح لي بتنزيل برنامج AutoCAD وهو برنامج للرسومات الهندسية لم تتأخر الإدارة على الإطلاق وقامت مشكورة بمساعدتي في تنزيله على أحد أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكتبة. وحتى فيما يتعلق بالزيارات الأسرية فهي متاحة لمن يرغب من النزلاء وبشكل أسبوعي ويكفي أن يتقدم النزيل بطلب للزيارة حتى يتم الموافقة عليه بأسرع وقت. وقال: تبلغ جهود الإدارة في التخفيف عن النزلاء ذروتها خلال شهر رمضان من نواح متعددة ولعل من أبرزها الدورة الرمضانية التي تقوم بتنظيمها بشكل دوري كل عام والتي تضم مجموعة متنوعة من الرياضات والألعاب المختلفة التي يتنافس فيها النزلاء فتخلق بينهم جوا من البهجة وبخلاف ذلك هناك المحاضرات والدروس الدينية التي تعتبر من السمات المميزة لشهر الصيام. ويبدأ اليوم خلال الشهر الفضيل بأداء صلاة الفجر ثم نعقبها بقراءة القرآن الكريم والذي نحرص على ختمه مرات عديدة خلال هذا الشهر وهي الميزة الكبرى التي يحظى بها النزيل في السجن لأن الإنسان في حياته الطبيعية خارج السجن قد يتعذر عليه كثيرا أن يجد الوقت اللازم للعبادة مثلما هو الحال بالنسبة لنا. المؤبد لـ عزت عقوبة تهريب 30 كيلو حشيش أعرب عزت .ع عن ندمه الشديد على إقدامه على الدخول في الطريق المعوجة مشيرا إلى أن ذلك سوف يكلفه قضاء شبابه خلف القضبان. وقال: أقضي حكما بالسجن المؤبد بعد إدانتي في قضية تهريب مخدرات عام 1998 وكان عمري وقتها 17 عاما في حين أنني الآن أبلغ من العمر 34 عاما. وأضاف عزت: القضية كانت عبارة عن عملية تهريب لكمية من المخدرات بلغت 30 كيلو جراما من الحشيش وكنا ثلاثة أشخاص وقد ألقت الشرطة القبض علينا جميعا أثناء محاولة تهريبها إلى داخل البلاد وحكمت المحكمة علينا جميعا بالسجن المؤبد وعندما تعود بي الذاكرة إلى اللحظة التي فكرت فيها في الإقدام على مثل هذا الفعل أشعر بالندم كثيرا وتأنيب الضمير فقد أضعت عمري بسبب تصرف طائش ولولا هذا التصرف الأحمق لكنت الآن أعيش حياتي بشكل طبيعي بين أهلي وأسرتي أما الآن فقد مات أعز أقاربي وأنا في السجن دون أن أراهم. وقال: نصيحتي لكل من سقط في طريق المخدرات أو من يوسوس له شيطانه بالدخول في هذا الطريق أن يسرع بالتراجع لأنه لا يوجد أغلى من الحرية ومهما حقق الإنسان من مكاسب عن طريق الحرام فإنه فضلا عن خسارته في الدنيا فإنه سوف يخسر آخرته أيضا، فما هي المكاسب التي توازي أن يخسر الإنسان دنياه وآخرته. > كلمة أخيرة أقولها من كل قلبي إلى كل شخص ضل الطريق أنه لن يصح إلى الصحيح والخطأ لن يكون صوابا أبدا. وأكد أن رمضان في السجن شهر عبادة بحق فالنزيل ليس أمامه سوى الصلاة وقراءة القرآن وحضور المحاضرات الدينية التي تنظمها إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية والاشتراك في المسابقات الثقافية المختلفة. وقد تمكنت بفضل الله من حفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم وأتمنى من المولى العلي القدير أن أتمكن من حفظه كاملا. أبو علي: دفعت ثمن إصدار شيكات بدون رصيد دعا أبو علي 45 عاما إلى الحذر عند توقيع الشيكات البنكية مشيرا إلى أنه يقضي بسببها حكما بالسجن لمدة عامين. وقال: دفعت ثمن إصدار شيكات بدون رصيد عامين من أجمل سنوات عمري، فقد كنت مثل كل شاب طموح يمارس أي عمل تجاري لتطوير نفسه والارتقاء بمستواه لكن الخطأ الذي وقعت فيه هو أنني كنت أتعجل الوصول إلى الهدف الأمر الذي جعلني أتغاضى عن الاحتياطات الواجب اتخاذها في الكثير من التصرفات أثناء ممارسة عملي التجاري فليس معنى أن شخصا ما نجح في مشروع ما أنه يمكنني استنساخ ذلك المشروع وأن أحقق ذات النجاح الذي حققه الشخص الأخر. وأضاف: كل مشروع يحتاج إلى دراسة متأنية ورؤية مستقبلية ولا يمكن أن تتم أعمال البزنس بطريقة عشوائية لمجرد الرغبة في سرعة النجاح. وقال: قضايا الشيكات نوعان: القسم الأول منها هو قيام البعض بإصدار الشيكات وفي نيتهم النصب على الآخرين، أما النوع الثاني فهم الذين يصدرون الشيكات على أمل تحصيل قيمتها من السوق من خلال العمل التجاري لكنهم لظروف خارجة عن إرادتهم تعثروا وبالنسبة لي فأنا من الصنف الثاني فأنا لم أستفد شيئا من الشيكات التي وقعت عليها فقد كانت عبارة عن شيكات خاصة بإيجار مكتب وشيكات فيزا كارد وشيكات سيارة ورغم أنني مكثت في المكتب الذي استأجرته لمدة شهرين إلا أنني لم أحصل على النقود لنفسي بخلاف آخرين استفادوا بشكل مباشر من الشيكات التي قاموا بالتوقيع عليها. لذلك فإنني أنصح كل من يفكر في الدخول في مجال إدارة الأعمال ألا يتعجل الأمور وأن تكون كل خطواته مدروسة بعناية. وعن أوجه الرعاية التي تقدمها إدارة المؤسسات العقابية للنزلاء قال: الإدارة غير مقصرة معنا لكننا ينبغي إلا ننسى أننا في النهاية داخل مؤسسة إصلاحية لديها لوائح وقواعد محددة تحكم نظام العمل فيها كما أنه ليس كل النزلاء على شاكلة واحدة فمنهم أشخاص محترفي إجرام وهناك أشخاص قابعون في السجن لأخطاء غير مقصودة ارتكبوها. ومع ذلك فإن الإدارة تبذل جهدا كبيرا من أجل التخفيف عن نزلاء المؤسسة كما تسعى إلى إصلاحهم لكي يعودوا إلى المجتمع أفرادا صالحين وفي هذا الإطار لا تألو جهدا في تنظيم المحاضرات الدينية والتثقيفية فضلا عن المسابقات والمنافسات المتنوعة التي تنظمها خلال الشهر الفضيل من قبيل مسابقات كرة القدم والطائرة والسلة وتنس الطاولة وغيرها من المسابقات والفعاليات التي تشيع روح البهجة في نفوس النزلاء وتخفف عنهم جانبا كبيرا من معاناة عقوبة تقييد الحرية. راميش سقط في مستنقع الرشوة أعرب راميش 40 عاما عن شعوره بالندم على قيامه بالإخلال بواجبات وظيفته الأمر الذي كلفه قضاء 5 سنوات في السجن والحرمان من زوجته وأولاده . وقال: كنت أعمل مسؤولا بأحد البنوك وقد سولت لي نفسي الأمارة بالسوء والرغبة العمياء في الثراء السريع أن أقدم تسهيلات لأحد العملاء على حساب مصلحة الجهة التي أعمل بها مقابل مبلغ مالي على سبيل الرشوة وقد اتفقت مع العميل على المبلغ وفي الموعد المحدد لاستلامه فوجئت برجال الشرطة يلقون القبض علي متلبسا بتقاضي مبلغ الرشوة. وأضاف: كم أشعر بالندم على ارتكاب هذه الجريمة التي كانت سببا في حرماني من أن أعيش بشكل طبيعي مثل أي إنسان آخر بين أسرتي ولكن عزائي أن زوجتي موجودة هنا في قطر وتزورني باستمرار ونصيحتي لكل إنسان أن يسير على الطريق الصحيح لأن الطريق المعوج لن يقود أبدا سوى إلى النهايات السيئة على غرار ما نحن فيه حاليا.

مشاركة :