مر على وفاة رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ فهد العبدالكريم -رحمه الله- أكثر من أسبوع وما زالت الأقلام تكتب وتعبر عن حزنها الشديد من محبيه ومن البعيدين والقريبين وكل من يعرفه لمآثره الطيبة وخلقه الحسن. ولقد كنت من المتابعين لكل ما كتب عنه في جريدة الرياض سواء مقالا أو قصيدة أو نثرا أو تعبيرا في نقل سيرة ذلك الرجل الذي ترك للصحافة السعودية مخزونا وإرثا إعلاميا يشهد له القاصي والداني. ولقد تواترت تلك المقالات والكتابات في نسق فريد يعبر عن محبة الجميع لذلك الرجل ولقد توقفت طويلا عند مقال الأستاذ عبدالله الحسني في جريدة الرياض يوم الخميس الماضي تحت عنوان (أبا يزيد.. ثَكْلٌ نَنوءُ بِحَمْله) فقد غاص الكاتب الكريم في أعماق بحر اللغة العربية بأسلوب رائع يدل على تمكنه وضلوعه في اللغة العربية ومفرداتها وقد استنبط تلك الكلمات من مآثر ذلك الرجل - يرحمه الله - وعبر من خلاله عن الصبر والحزن وعن الفقد واختار لهذا الحدث الجلل مفردات رائعة في بلاغة اللغة العربية فلقد نزل بشباكه في عمق البحر وأخرج منه دررا من البلاغة تتناسب مع ما يستحقه ذلك الرجل الذي نحسبه والله حسيبه صاحب الخلق الرفيع والتواضع الجمّ. وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم عن اللغة العربية: أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ فهل سألوا الغواص عن صدفاتي هذا هو مضمون وغزارة البلاغة في مثل تلك الموضوعات التي تجعلك مبدعا في اختيار الكلمات التي تعكس صورة الحدث الذي تعيشه بجميع أحاسيسك ومشاعرك. ولقد عشت شخصيا أمام هذا المقال المميز بالأحاسيس والمشاعر التي شعر بها الجميع لفقد هذا الرجل الذي كان يعمل بصمت ولم يكن في يوم من الأيام يحب الظهور أو تسليط الأضواء عليه بل كان يعمل خلف الكواليس ويدير منظومة إعلامية مميزة بين الصحف السعودية بل والعربية. رحم الله أبا يزيد رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
مشاركة :