تونس (وكالات) أعلنت السلطات التونسية أمس عن اعتقال قوات الأمن 15 شخصاً يشتبه بضلوعهم في الهجوم الإرهابي على السياح في فندق «إمبريال مرحبا» في سوسة الشهر الماضي والذي تبناه تنظيم «داعش»، إضافة إلى تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية النائمة التي كانت تستعد لهجمات جديدة، وإضعاف كتيبة «عقبة بن نافع» الموالية لتنظيم «القاعدة» عبر التمكن من قتل ثلاثة من كبار قياداتها. ولم يقدم وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي تفاصيل عن الهجمات التي تم إحباطها، لكنه أشار إلى أن الهجمات كانت على وشك التنفيذ. وقال خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الأول «إن الوزارة نشرت حوالي 100 ألف رجل شرطة في أنحاء البلاد لتعزيز الحماية وبث الطمأنية في نفوس السياح والتونسيين على حد السواء». كما أشار إلى أن اكثر من ألف شرطي مسلح انتشروا داخل الفنادق في إطار خطط لتدعيم الأمن. وكشف وزير الداخلية عن بعض تفاصيل العملية الأمنية التي أسفرت الأسبوع الماضي عن قتل خمسة متشددين في جبال قفصة جنوب البلاد، وقال «إنه خلال هذه العملية قتل قياديون بارزون من كتيبة عقبة بن نافع من بينهم التونسيان حكيم الحَزِّي ومراد الغرسلي والجزائري الونيس أبو الفتح الجزائري الذي تلاحقه الجزائر منذ 21 عاماً بتهم الإرهاب والذي كان من العناصر القيادية الفاعلة في تنظيمات أيضاً في مالي وتونس. وأضاف «أنه بعد هذه العملية وعملية مماثلة في مارس الماضي تمكنت قواتنا من توجيه ضربة قاصمة لهذا التنظيم وإضعافه بنسبة تفوق 90 بالمئة». وأوضح وزير الداخلية «أن مراد الغرسلي كان كلف مباشرة بعد مقتل الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان أبو صخر في 28 مارس الماضي بتأسيس خلية إرهابية جديدة يتمثل دورها في توفير خط إمداد من ليبيا إلى جبل الشعانبي مروراً بقبلي ومدنين وبن قردان، وتوفير الدعم بالعنصر البشري والسلاح والذخيرة». وأضاف «أن مراد هو المؤسس الجديد لكتيبة عقبة بن نافع على مستوى ولاية قفصة حيث كانوا ينوون رقامة معسكر وخلية كاملة توفر وتبني وتؤسس لخلية إرهابية على غرار ما هو موجود في جبل الشعانبي». وأضاف «أن الكتيبة كانت تستعد لتنفيذ جملة من العمليات، وكانت وراء الكثير من عمليات التسفير والكثير من عمليات الاستقطاب (في إشارة إلى انتداب شبان تونسيين وإرسالهم للقتال في سوريا والعراق). وتابع قائلا «ثابت لدينا أيضا أن هناك خلافات واضحة حول زعامة وقيادة وطريقة عمل كتيبة عقبة بن نافع بعد التخلص من قائدها لقمان أبو صخر ومجموعة القيادات التي كانت معه، لأنها قيادات كبرى وكان فيهم كثير من المرشحين لقيادة هذه الكتيبة». وحذر من أن الحرب ضد الإرهاب طويلة ومعقدة ولكن بلاده مصممة على كسبها ودحر صناع القتل، وقال رداً على سؤال «لا وجود بعد في تونس لتنظيم هيكلي اسمه داعش، لكن هذا لا يمنع وجود بعض الأفراد المبايعين لداعش». من جهته، قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش «إن بلاده لم تتلق أي بيان رسمي من حكومة طرابلس يتضمن موقفها بشأن الجدار الترابي الذي بدأت تونس بمده على الحدود مع ليبيا لأسباب أمنية». وأضاف في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للوزارة بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) «إن وزارة الخارجية لم تتلق أي بيان رسمي، وما نشر من احتجاجات صادر فقط عن ميليشيات تابعة لميليشيا فجر ليبيا لا تمثل الموقف الرسمي لحكومة طرابلس».
مشاركة :