سعود الفيصل - أمجد المنيف

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن أصعب حروف يحتار الكاتب في نسجها، هي تلك الكلمات التي تتحدث عن قضية يتفق عليها الجميع، حيث تستهلك الرؤى بالاتفاق، ويقال - كجماعة - ما هو أهم من الرأي الفردي، ويصعّب كثيرا طريقة التناول، وهذا الأمر - وأكثر - يحدث مع الفيصل سعود، فما الذي يمكننا أن نقوله بعد أطنان المشاعر المنثورة في الشبكات الاجتماعية، والمواقف التي تشهد على أعماله، والصور التي تترجم التاريخ توثيقا. قلما يحدث أن يحزن الناس على فراق مسؤول، لكن هذه القاعدة تحطمت تماما مع "عميد الدبلوماسية"، حيث لم يحزنوا وحسب، وإنما كان حزنا متفقا عليه، فلم نرَ - من خلال رصد عشوائي - فرقا أو جماعات خرجت عن إطار الاتفاق الجمعي، مع الأخذ بالاعتبار أن الفقيد لم يكن صاحب علاقة مباشرة مع المجتمع، وإنما كان مهندسا مسؤولا عن علاقة الدولة بالخارج، ورغم ذلك فاز بكل هذا الحب.. والحزن. من المهم جدا أن تكون "مدرسة الفيصل الدبلوماسية" منهجا أساسيا في التعاليم السياسية، سواء في الحقول الأكاديمية التقليدية، أو حتى من خلال "المعهد الدبلوماسي" لدى وزارة الخارجية، وأن يكون ما قدمه الفيصل خلال أكثر من أربعة عقود مرجعاً في صناعة السياسة والدبلوماسية، وليس مجرد تكريم تقليدي لمسؤول غادر منصبه، وهو ما يجب أن يكون بعين الاعتبار. كما أنه من الواجب أن توثق مسيرة الفيصل كاملة، من خلال مشروع حكومي شامل، من خلال التعاون مع إحدى دور النشر، يشترك فيه عدد من الكتاب السياسيين، وكذلك بعض السفراء الذين صاحبوه خلال رحلة الخارجية، ليكون لدينا منتج دبلوماسي سياسي رصين للأجيال القادمة.

مشاركة :