لماذا غضبوا من الغامدي؟! - أمجد المنيف

  • 12/23/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لم أجد أحداً شخّص ماهية الاختلاف، والتعايش معه دون إقصاء، كما فعل السياسي الهندي والمناضل الشهير "المهاتما غاندي"، عندما قال: "إن الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء". استعنت بمقولة "غاندي" بعد الجدل الكبير الذي حدث بعد أن بثت قناة ال"mbc" لقاء مع لدكتور أحمد الغامدي، بصحبة زوجته، وبما أن الأمر أخذ حقه وأكثر النقاش، ولأنني أفضل الوقوف على القضايا بعد أن تأخذ حيزها من الجدل، لأرى عبر كل الثقوب، فهذه بعض الأمور التي أعتقد بأنه يفترض الوقوف عليها لمحاولة فهم "لماذا غضبوا من الغامدي"؟! الأول: ان أغلبية المجتمع، ومهما ادعى الوعي، لم يتيقن حتى اللحظة ماهية قضاياه الأساسية، بل انه لا زال عاطفياً ينجر خلف ما يمليه عليه الحدث، ويستجيب للأصوات المستفيدة من صداه، والتي تحاول استمالة موقفه لها، مهما كان اتجاه هذا الطرف، حتى ولو كان ذلك وقتياً. الثاني: ان القضايا الفكرية، إن صح وصفها بذلك؛ حيث إنها "مجتمعية" أكثر من كونها "فكرية"، لا زالت تحجز مقدمة الركب في مسيرة الاهتمام بين كل أنواع القضايا، وخاصة تجاوزها للقضايا المعيشية للمواطن البسيط، والذي طالما تم إقحامه في جدل لا يعنيه، وأشُغل عن همه الحقيقي في معركة الحياة للحصول على ما يطمح إليه من أولويات من إيجاد سكن لعائلته.. وغيره "رغم أن الكثيرين يحاولون التهوين منها، اعتقاداً بأنها مجرد إثارة مفتعلة، غير معترفين، أو واعين، لطبيعة التغيرات المجتمعية التي تصاحب تبدل الأجيال"، كما يقول الراشد عبدالرحمن. الثالث: ان المسلمات "العرفية" يكون كسرها أكثر حدة عندما تستخدم فيها إحدى آلات الصنع، فالتمرد على الفريق من داخله؛ يكون أكثر وجعاً وإقناعاً من الاستعانة بمتخصص من فريق آخر، وهذا ما أثار حفيظة كثيرين على ما فعله الدكتور الغامدي. الرابع: ان لدينا أزمة حقيقة فيما نسميه ب"الحوار" واننا لا زلنا نفشل في تقبل الآخر، مهما كان تعريف الآخر، كما أننا بارعون أيضا في التأليب على كل من يختلف معنا، وهذا الأمر ليس حديثاً، وإنما بات متطوراً مع تغير الوسائل المسخرة لذلك. الخامس: عدم وجود تشريعات واضحة، سواء من حيث آليتها أو التوعية بها، ساهم في خلق بيئة محتقنة، وأفراد يتجاوزون الاختلاف للقفز على ذوات الأشخاص، وهو ما يجب أن يكون مكفولاً ضمن كل أنواع الأنظمة والقوانين، وأن مساحات الأشخاص شيئاً مختلفاً عن أفكارهم. وأخيراً.. وكما يقول الصديق الجميل والكاتب المشاكس فهيد العديم: أشغلنا العالم بأسعار النفط.. وتفرغنا لمناقشة قضية حجاب المرأة!. والسلام.

مشاركة :