اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مساء أول من أمس، أعمال الدورة السابعة من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، بعد أن أتم 30 خطاطاً ينتمون إلى 11 دولة عربية وإسلامية، إنجاز نسخة كاملة من كتاب الله خلال أيام الملتقى في دبي فيستفال سيتي. الوصول إلى الاحترافية قال الخطاط أحمد فارس إن ملتقى رمضان لخط القرآن حقق على مدى دوراته السبع قفزة نوعية على مستوى التنظيم، وعلى مستوى تحقيق أهدافه المتوسطة المدى بأن تصل الأسماء التي دأبت على المشاركة في الدفع للأمام والوصول للاحترافية بمعنى الكلمة. وأضاف أن الوصول للتميز في الخط العربي يبدأ من تحديد المعايير للرقي، وتخطي المراحل الإبداعية واحدة تلو أخرى، وهو ما يتحقق بكثافة المشاركة. من جهته، أشاد الخطاط الجزائري محمد صفر باتي، بفكرة كتابة المصحف في الشهر الكريم، في أجواء وصفها بالروحانية الحروفية وسط كوكبة من الخطاطين. وسلم الخطاطون ما أنجزوه إلى وزارة الثقافة، ليتم تدقيقه وتوثيقه من بعد ما قامت به لجنة التحكيم من جهود مثمرة في تحقيق التناغم بين مدارس الخطوط المختلفة لإنجاز نسخة كاملة غير منقوصة من كتاب الله بأيدي جميع الخطاطين، وحظي الملتقى هذا العام باهتمام كبير من قطاع عريض من المهتمين بالخط العربي، وزيارات متعددة لكبار المسؤولين بالدولة، وكذا المهتمين بالخط القرآني. ووجه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الشكر لجميع القائمين على الملتقى، مشيداً بجهد الخطاطين الذين اجتهدوا في هذه الأيام المباركة للإسهام في عمل إسلامي عظيم، استمر ثلاثة أيام، بإنجاز نسخة فريدة من القرآن الكريم للمرة السابعة، والمكتوب يدوياً، وبالأدوات التقليدية للمصحف، الذي سيبقى ذاكراً للإمارات اهتمامها الكبير بالقرآن في شهر القرآن. وكان الشيخ نهيان بن مبارك قد كرّم الفائزين بجوائز الملتقى، الذي أعلنت عنهم لجنة التحكيم، نظراً للمستوى المتميز الذي لاحظته في الملتقى في دورته السابعة، إذ قررت منح خمس جوائز تقديرية للخطاطين: أحمد فارس رزق، من مصر، وعادل فوزي عودة، من فلسطين، ومحفوظ ذنون العبيدي، من العراق، ومحمد صفر باتي، من الجزائر وفرهاد شيرخاني، من إيران. وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: إن حضور هذه النخبة من المهتمين بالخط، خلال أيام ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، هو أكبر دعم للملتقى ومنجزه الذي يتمثل في إتمام نسخة كاملة من كتاب الله، كما يعدّ دليلاً واضحاً على اهتمام الدولة بمثل هذه المبادرات الثقافية، التي تؤكد قيمة ثقافتنا منها اللغة العربية وخطوطها. واعتبر أن كتابة المصحف الشريف بخط اليد إنجاز فريد تفخر به الدولة، كما أشاد بالخطاطين وما بذلوه من جهد لإنجاز هذا العمل القيم في فترة وجيزة، مثمناً جهدهم في هذه الأيام المباركة. كما أعربت لجنة التحكيم في ختام الملتقى عن تقديرها لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات، وعلى رأسها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، على رعايته الكريمة للملتقى، والجهود التي بذلتها لجنة تنظيم الملتقى. من جهته، أشاد وكيل الوزارة المساعد لقطاع الثقافة والفنون رئيس اللجنة المنظمة، حكم الهاشمي، بنجاح الملتقى في تحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها، مؤكداً أن الوزارة بصدد العمل على حفظ النسخ السبع للملتقى، حتى تكون متاحة للجمهور الإماراتي وللأجيال المقبلة، موجهاً الشكر إلى فريق عمل الملتقى، الذي بذل جهوداً ضخمة ليخرج الملتقى بالصورة التي تليق بخط القرآن الكريم واسم وزارة الثقافة. وأشار إلى خصوصية هذا الملتقى بين كل الملتقيات التي تعني بخط القرآن الكريم على مستوى العالم، ويأتي هذا التفرد كونه جمع 30 خطاطاً من مدارس مختلفة في مكان واحد وفي توقيت واحد ولمدة زمنية محددة لإنجاز نسخة واحدة من المصحف الشريف، فيجتمع في النسخة الواحدة 30 إبداعاً، وليس إبداعاً واحداً، كما كان يحدث في غيره من الفعاليات، كما أن الملتقى يعيد إنتاج فكرة نسخ القرآن يدوياً كما كان يحدث في القرون السابقة، فيضيف اللمسة الإنسانية للخط في كل نسخة، متمنياً أن تلهم فعاليات الملتقى الجمهور المحلي لمزيد من الاهتمام بالخط العربي، الذي لا يقل بحال من الأحوال عن أرقى الفنون التشكيلية العالمية.
مشاركة :