ذكرت مصادر عسكرية ومحلية ان القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي احرزت تقدما كبيرا الاربعاء في عدن بعدما انتزعت من المتمردين الحوثيين وحلفائهم المطار الدولي ومناطق واسعة في هذه المدينة الكبيرة في جنوب البلاد. ويأتي ذلك غداة اطلاق عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة في السعودية ومزودة باسلحة متطورة الى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف الى استعادة عدن من المتمردين بعد اكثر من ثلاثة اشهر من سيطرتهم عليها. وباتت "المقاومة الشعبية" التي تقاتل كقوة منظمة بعد ان واجهت الحوثيين طوال اشهر كمجموعات غير متجانسة وضعيفة التسليح، تسيطر على المطار الدولي وحي خور مكسر الذي يعد قلب المدينة، واجزاء واسعة من حي المعلا بما في ذلك على الميناء التجاري فيه، وحي كريتر، بحسب مصادر متطابقة. وتتزامن هذه العملية التي تهدف الى طرد الحوثيين من عدن، كبرى مدن الجنوب، مع توصل ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للمتمردين الحوثيين الشيعة، الى اتفاق تاريخي مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي. وشهدت المدينة الجنوبية خلال الاشهر الماضية المعارك الاكثر ضراوة واكتسبت اهمية رمزية بالنسبة للتحالف ولمعسكر هادي الذي اضطر للفرار منها الى الرياض بسبب تقدم الحوثيين بعد شهر من انتقاله اليها هربا من صنعاء للسبب ذاته. ويسيطر الحوثيون بالكامل منذ ايلول/سبتمبر على العاصمة اليمنية صنعاء. ويستفيد الحوثيون من تحالفهم مع قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ظل يحتفظن وبالرغم من تخليه عن السلطة في 2012، بنفوذ كبير في المؤسسة العسكرية وقوى الامن. وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة التي حصلت عليها قوات "المقاومة الشعبية" الموالية لهادي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل اخرى من العربات تتجه نحو جبل حديد حيث المدخل الرئيسي لمنطقة المعلا في عدن. وقال ضابط في القوات الموالية لهادي لوكالة فرانس برس ان "التحالف زود المقاتلين بهذه العربات من اجل تحرير عدن وقد ادت دورا رئيسا في المعركة".وبعد الظهر الاربعاء، سيطر مسلحو "المقاومة" على ميناء المعلا، وهو ميناء تجاري صغير يبعد حوالى ميل بحري فقط عن ميناء عدن الذي ما زال يسيطر عليه الحوثيون. وتدور اشتباكات عنيفة في حي كريتر الذي يقع فيه القصر الجمهوري، وفي حي المعلا الذي يتراجع فيه الحوثيون وقوات صالح بحسب مصادر عسكرية وسكان، فيما شنت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع للمتمردين في المنطقة. من جهته، قال قائد عمليات القوات الموالية للحكومة اللواء فضل الحسن لوكالة فرانس برس ان قواته استولت على الطريق الساحلية المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي. وهذه الطريق تربط بين عدن ومدينة موكا، التي يسيطر عليها المتمردون، والتي تضم ميناء قريبا من باب المندب. وقال الحسن ان "المقاومة الشعبية متواجدة الآن على ابواب مدينة موكا"، مع وصول تعزيزات عسكرية للمتمردين من المدن التي يسيطرون عليها في الشمال. وسادت انحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، اذ ينظر الى المتمردين بوصفهم "غزاة شماليين". وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة "المقاومة الشعبية، واطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح . وقال مزود المرادي، وهو احد سكان المدينة، "نحن نطلق النار في الهواء لان أصحابنا استعادوا المطار وخور مكسر، وتحرير خور مكسر هو تحرير عدن". وكان مقاتلو "المقاومة الشعبية" التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، تمكنوا الثلاثاء من السيطرة على مطار عدن وعلى اجزاء من المدينة الجنوبية في اطار اول عملية عسكرية واسعة لهذه القوات بدعم من التحالف العربي لاخراج الحوثيين المدعومين من ايران، من المدينة. وخسر المتمردون الحوثيون المدعومون بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مناطق استراتيجية وحيوية في عدن جراء الضربات الجوية والمواجهات على الارض مع مقاتلي المقاومة الشعبية. وقال الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الاحمدي لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة تمكنت من احكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات". واضاف ان "مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدم نحو كريتر وتمكنوا من استعادة اجزاء منها وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة". وتحدث الاحمدي عن "انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر". من جهتها، ذكرت مصادر حكومية محلية انه "تزامنا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات (الرئيس السابق علي عبد الله) صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة. الى ذلك، اكد مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور لفرانس برس ان حصيلة القتلى المدنيين وبينهم أطفال ونساء خلال الساعات ال24 الماضية بلغت 12 قتيلا و105 جرحى. واشار الى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحا في صفوف "المقاومة الشعبية" خلال الفترة نفسها.
مشاركة :