الحوثيون يتراجعون في عــدن أمام تقدم «السهم الـذهبي»

  • 7/16/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت مصادر عسكرية ومحلية أن القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، أحرزت تقدماً كبيراً أمس، في عدن، بعد إطلاق عملية السهم الذهبي، بعدما انتزعت من المتمردين الحوثيين وحلفائهم المطار الدولي ومناطق واسعة في هذه المدينة الكبيرة التي تشكل العاصمة الثانية للبلاد، فيما قال سكان ومقاتلون إن قوات يمنية مدعومة من السعودية انتزعت السيطرة على ميناء عدن الجنوبي ومنطقة المعلا المتاخمة له في إطار الهجوم الذي تشنه على الحوثيين، بينما قصف طيران التحالف قاعدة الديلمي ومطار صنعاء. وتفصيلاً، يأتي التراجع الحوثي بعد اطلاق السهم الذهبي التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة في السعودية إلى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف إلى استعادة عدن من المتمردين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها. وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة التي حصلت عليها قوات المقاومة الشعبية الموالية لهادي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل أخرى من العربات تتجه نحو جبل حديد حيث المدخل الرئيس لمنطقة المعلا في عدن. وقال ضابط في القوات الموالية لهادي إن التحالف زود المقاتلين بهذه العربات من أجل تحرير عدن وقد أدت دورا رئيسا في المعركة. وأفادت مصادر يمنية، أمس، بأن البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف قصفت زورقين بحريين على متنه عشرات الحوثيين أثناء محاولتهم الهروب عبر ميناء عدن. وقالت المصادر إن ذلك يأتي فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى على مداخل مديرية المعلا وكريتر في مدينة عدن. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية تحاول التوسع نحو تلك المديريتين في إطار العملية النوعية التي تنفذها منذ أول من أمس، واستطاعت السيطرة على مداخل مديرية المعلا. في الوقت ذاته، دعت الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض الصليب الأحمر إلى تسلم الأسرى التابعين للحوثيين والقوات الموالية لصالح الذين أسروا واستسلموا في مدينة عدن. وأكدت مصادر صحافية أن الحوثيين وقوات صالح فروا من المعلا وكريتر نحو مديرية التواهي خوفاً من هجوم المقاومة التي دعمتها قوات التحالف بمدرعات وآليات متطورة. وأشارت إلى أن المقاومة تستمر في عملية تطهير بقية المديريات بتنسيق مع قوات التحالف وبإشراف من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي من مقر إقامته في الرياض. وسادت أنحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية، وأطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح. وقال مزود المرادي، وهو أحد سكان المدينة: نحن نطلق النار في الهواء لأن أصحابنا استعادوا المطار وخور مكسر، وتحرير خور مكسر هو تحرير عدن. وكان مقاتلو المقاومة الشعبية التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، تمكنوا أول من أمس من السيطرة على مطار عدن وعلى أجزاء من المدينة الجنوبية في إطار أول عملية عسكرية واسعة لهذه القوات بدعم من التحالف العربي لإخراج الحوثيين المدعومين من إيران من المدينة. وخسر المتمردون الحوثيون المدعومون بقوات صالح مناطق استراتيجية وحيوية في عدن جراء الضربات الجوية والمواجهات على الارض مع مقاتلي المقاومة الشعبية. وقال الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الاحمدي إن المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة تمكنت من إحكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وطهرتها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات. وأضاف أن مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدم نحو كريتر، وتمكنوا من استعادة أجزاء منها وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة. وتحدث الاحمدي عن انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم، بعد استعادة خور مكسر. وأشارت مصادر عسكرية وشهود عيان إلى اشتباكات عنيفة تشهدها بعض أحياء كريتر والمعلا بين المقاومة الشعبية والحوثيين وحلفائهم. من جهتها، ذكرت مصادر حكومية محلية انه تزامنا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة. يأتي ذلك في وقت قصف فيه طيران التحالف، أمس، مواقع في العاصمة صنعاء تسيطر عليها جماعة أنصارالله الحوثية والقوات الموالية لصالح. وقالت مصادر محلية إن القصف استهدف قاعدة الديلمي الجوية، ومنطقة صرف، كما استهدف مطار صنعاء الدولي. إنسانياً، اعتبرت الأمم المتحدة الأزمة في اليمن بمثابة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حيث تم تصنيفها في المستوى الثالث لعمليات الأمم المتحدة جنبا إلى جنب مع سورية والعراق وجنوب السودان. وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين يوهانس فان دير كلاو في تصريحات له إن أربعة من بين كل خمسة يمنيين باتوا أخيرا بحاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية أي ما يقدر بـ21 مليونا من أصل 25 مليونا، وأن من بين أولئك الذين يحتاجون للمساعدة اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون.

مشاركة :