” عبء التنمية البشرية “ بقلم الكاتبة الصحفية/ أنوار نور كيف تحقق أهدافك ، فك التعلق و التحرر من المشاعر السلبية و غيرها من المحاور التي سلبت عقول البشر مع ضغوط الحياة و صعوبتها و المشاكل التي لا تخلو منها أصبح الناس يبحثون عن ما يهدئ نفوسهم و يأخذ بأيديهم لسبيل النجاة فدخل علم التنمية البشرية دخول قوي لم يسبق له مثيل حتى اكاد اجزم انه اكتسح الساحة مع التطورالتكنولوجي الذي جعل كل مجهول معرّف و كل مخفي ظاهر كالشمس. فانتشرت الدورات و حسابات المدربين على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تحول الموضوع إلى هوس عند البعض فيظن انه سيتحول 180 درجة بعد حضور الدورات التي يعتبرها بمثابة ضوء الأمل في آخر النفق لكن الإشكالية ليست هنا فهذا العلم بما يحويه من معلومات و دورات تدريبية و تطويرية إن استقيناه من مدربين يتسمون بالكفاءة و الخبرة سننمو و نتطور و تتسع مداركنا. الإشكالية بحق هي حضور الدورات و دفع المبالغ مهما وصل مداها و بعد الانتهاء منها يصبح الشخص في نشوة لم يعهدها من قبل و التي بسببها يزعم انه سيطبق كل ما تلقاه عن ظهر قلب و ما إن يستيقظ في اليوم التالي حتى يبدأ بالتأجيل للدرجة التي يشعر بها أن كل ما تعلمه عبء على كاهله فيركنه في أرفف عقله و يبحث عن جديد يقوده إلى النجاح و كأنه بذلك يريد سماع شيء جديد مع إن السر كله يكمن و يكمن في التطبيق و الاستمرارية. ومن المؤسف أن نرى نماذج تردد شعارات المدربين و نصائحهم و لا يكتفون بذلك بل يشيدون بالإعجاب ايضاً لكن !! دون فعل شيء للأسف هم لا يعلمون أن حالهم لا يختلف كثيراً عن حال الحمار الذي يحمل أسفارا، ينقل الكتب القيمة و النافعه لكنه لا يعلم عنها شيء. لذلك من رأيي أنه على كل من يغترف من ينبوع هذا العلم أن يقف و يسأل نفسه هل أنا أعمل بما أتعلمه ام لا ؟ إذا كان الجواب لا ، فحتماً عليك التوقف عن التعلم و النظر للمعرفة المتراكمة في أركان عقلك و البدء في تطبيقها لأنك بغير ذلك لن تكون سوى آلة دفع ثمينة للمدربين. اخيراً ، ” كل ما يهم في الأمر هو ما تتعلمه بعد أن تعرف ” العلم موفور للجميع لكن العاقل من ينتفع به و يظهر مدى هذا النفع عليه بأقواله و أفعاله حتى يكون نبراس يضيء الطريق لمن يريد المجد ويسعى له.كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :