يصادف يوم الأحد الثاني من شهر أغسطس لهذا العام 2020 ذكرى مؤلمة على قلوبنا جميعاً ذكرى مرور ثلاثين عاماً على غزو بلدنا الغالي المتمثل في الغزو العراقي الغاشم الذي أذهل العالم من مشرقه إلى مغربه لأنه لم يذكر بالتاريخ منذ خلقت البشرية مثل بشاعة هذا الاحتلال غير المبرر لدولة مسالمة وصديقة لجميع دول العالم بما في ذلك من غزانا وكاد أن يحتل بلدنا ويمحيه من خريطة العالم .إنني حاولت أن أجمع أفكاري لأكتب عن هذه الذكرى الأليمة وسخرت حبي بإحساسي الوطني لبلدي لأبعد الحزن والألم عني ولكنني لم أستطع لأقاوم سقوط دموعي الحزينة على الورق الذي أكتب فيه عن الذكرى المؤلمة للغزو العراقي الغاشم بالذكرى الثلاثين للغزو وتتراءى بين ناظري مستذكراً السبعة أشهر العجاف التي عاشها أهل الكويت سواء الذين بقوا في البلد ولم يغادروها مضحين بأرواحهم فاستشهد من استشهد رحمة الله عليهم وأسر من أُسر فداء للوطن ومع الذين غادروا وعاشوا مشتتين في مختلف أنحاء العالم ومع جميع المواطنين متضامنين مع قيادتهم الشرعية من آل الصباح الكرام التي أدارت الحكم في مقر الحكومة في الطائف في المملكة العربية السعودية الشقيقة واللقاء في المؤتمر الشعبي الذي انعقد في جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة .وحاولت أن أوقف قلمي عن الكتابة إلى هذا الحد وأنا أقول لنفسي أنني مهما كتبت عن هذه الذكرى المؤلمة فإن كتابتي لن توفيني في حق بلدي في محبتي لبلدي فهل أتوقف عن الكتابة لتمر هذه الذكرى المؤلمة مرور الكرام بدون أن أسجل كلمة وفاء لبلدي الذي يستحق الوفاء ولو بكتابة عدة أسطر عن هذه الذكرى المؤلمة وأن ضميري الحي لا يسمح لي أن تمر هذه الذكرى الحزينة بدون أن أبلل الورقة التي أكتب فيها بدموع الحزن ولذلك واصلت الكتابة بالحزن والألم .وهنا أقول لكم يا أحبائي أهل بلدي الأعزاء هل استوعبنا الدروس القاسية من الغزو والذي تناساه البعض أو كاد أن ينساه ويغيب عن باله وناظريه وهل علمتم أبناءكم وبناتكم وأحفادكم وغرستم في نفوسهم الحب للوطن الذي كاد أن يختفي من خريطة العالم . وعلينا أن نكرر دائماً أن نحمد الله سبحانه وتعالى بعنايته لنا ونشكر وقوف الأشقاء والأصدقاء والمتعاطفين مع الكويت من مختلف دول العالم إلا القليلين جداً التي الكويت متسامحة معهم ولا نعرف مواقفهم من الغزو إلى أن تحررت الكويت وعادت الشرعية لآل الصباح الكرام والتقت مع الشعب الكويتي الوفي الذي ضحى بشهدائه والأسرى ولنتذكر أنه لم تغيب عن بالنا وأعيننا هدم معالم الكويت وحرق النفط المصدر الرئيسي لدخلنا .إننا يا أحباءنا علينا أن نستوعب دروس الغزو وما مر بنا وكلكم تعرفونه ما عدا شبابنا وشاباتنا الذين كانوا في أعمارهم الصغيرة في وقت الغزو وعلينا ألا تغرينا الدنيا وبهجتها التي عشناها قبل الاحتلال الغاشم لتنقلب بهجتنا في يوم وليلة إلى تعكر لصفو حياتنا وألا تتناسوا بعد أن عادت البهجة والسرور إليكم بعد تحرير بلدنا ورجعنا إلى وضعنا الطبيعي بالتناسي لكل ما حدث لنا وليكون في علمكم ألا تتناسوا ما حدث لنا في الغزو على بلدنا وهذه ليست نصيحة لأنكم أدرى مني بالنصيحة ولكن تذكير من محب لكم أنه لا عيش رغيد بدون وطن وطنك الذي كاد أن يمحى من خريطة العالم ولا الحصول على الأموال إلا من موطنكم وجربتم ذلك بفقدان أموالكم بتشردنا في مختلف دول العالم نستجديهم ليتصدقوا علينا ولو طالت فترة الغزو أكثر من سبعة أشهر لفقدنا وطننا وتباعدنا عن أهلنا وأصدقائنا ومحبينا وأصبحنا مشتتين ومشردين في مختلف دول العالم نستجدي ضيافتنا عندهم بدون وطن يجمعنا والحمد لله أن هذا لم يحدث ولذلك عليكم أن تستوعبوا دروس الغزو .واعلموا وإن كنتم تعلمون أنه لا راحة بال إلا في بلدكم الذي تشعرون فيه بالراحة والأمان ولا مستقبل للأجيال الواعدة من الشباب والشابات إلا في بلدها الكويت .ومرة ثانية نقول هل استوعبتم دروس الغزو وإلا أغرتكم الدنيا وبهجتها وأموالكم التي لديكم فرحين بها ولكن بدون وطن لا قيمة لها لأن عملة بلدكم غير عملة البلدان التي لا قدر الله عشتم فيها لولا لم تتحرر بلدكم .قبل الختام :الكويت ثم الكويت ثم الكويت يا أحبائي أهل الكويت ليس لديكم بديلاً عنها وليس لنا أغلي منها وهي الأرض التي ترعرعنا فيها وولدنا وتربينا فيها ونعيش من خيراتها ونرتوي من مياهها ونعشقها العشق الأذلي ونستنشق رحيق عطر هوائها حتى المتشبع برطوبتها وشدة حرارة طقسها . ولا تتناسوا يا أحبائي اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1991 فهو يوم الفرح والسرور يوم التحرير ولولاه لما كنا ننعم بالديمقراطية والحرية التي مع الأسف الشديد البعض من الناس لم يحمد الله ويشكره على النعمة التي نعيشها مع ديمقراطية سمحة يتنكر البعض لها مع الأسف بالانحراف عن نعمة الديمقراطية وما علينا إلا أن نحافظ عليها ولا نتعدى خطوطها الحمراء التي تشوه وتعكر سمعة بلدنا في الخارج .إننا محظوظون بقيادة حكيمة تتواصل مع شعبها وبسياستها الخارجية هذه السياسة الخارجية التي تربطنا مع دول العالم بالدبلوماسية الكويتية المعتدلة والمحايدة التي أبهرت العالم .وأنا هنا كمواطن أفتخر وأعتز بمشاركتي مع الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق بما قاله بعلمه وثقافته ورقيه بالحديث وبالدبلوماسية التي أبدع بها بقوله في حفل التوزيع الذي أقامته وزارة الخارجية تكريماً لشخصه الكريم في الكلمة التي ألقاها مخاطباً الحضور بقوله (بأنكم محظوظون كونكم نتاج مدرسة اسمها صباح الأحمد تلك المدرسة العريقة دبلوماسياً وقيمياً) .إننا نقول هنا ونفتخر أن هذه العلاقة الطيبة مع مختلف دول العالم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل البنيان الراسخ الذي أرسى قواعده صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه والذي نتمنى لسموه من الله سبحانه وتعالى أن يتم على سموه بالشفاء العاجل ليعود إلى بلده الكويت مشافى معافى ليرسم البسمة على وجوه أهل الكويت والمقيمين فيها وكل من يحب ويتعاطف مع بلدنا .والله يحفظ الكويت وأميرها المفدى وقائدها وولي عهده الأمين والشعب الكويتي الوفي من كل مكروه ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والسلام .وقولوا معاً آمين يا رب العالمين مرددين الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يشفي أميرنا المفدى لنستقبله بالفرح والسرور . وسلامتكمبدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :