أقولها بالفم المليان كمواطن يحز في نفسه ويؤلمه، بل ويقلقه أن تمر أعيادنا الوطنية التي نحتفل ونفرح فيها بالأيام الممتدة بالإجازة الطويلة والتي تبدأ بالعيد الوطني في يوم الجمعة المباركة التي تصادف يوم 25 فبراير وعيد التحرير في يوم السبت 26 فبراير لهذا العام 2022. أقول في هذه الأيام هل استوعبنا درس الغزو الذي نحتفل بتحرير البلاد منه كأكبر مدرسة لنستذكر منها ماحل بنا طوال سبعة أشهر عجاف بالاحتلال العراقي الغاشم عام 1990 على بلدنا الكويت إلى تحررت في اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1991 وكيف كنا في ذلك الوقت عانينا ما عانينا بالصمود البطولي بالتضحية بالغالي والنفيس في مقاومة وشجاعة شرسة بشعبنا الوفي المحتلة بلده وبقيادته التي تدير البلاد في خارجها بالطائف في المملكة العربية السعودية الشقيقة جزاها الله كل خير إلى أن تحررت بلدنا وعادت الشرعية إلى آل الصباح الكرام بتواصل قيادتها لهذا البلد الطيب وليلتئم شمل المواطنين الذين كانوا في الخارج بأيام الغزو والباقين بالبلد لم يغادروها رغم القسوة والبطش والانتقام وحرق آبار النفط المورد الرئيسي الوحيد لبلدنا نتمتع الآن بصادراته وبارتفاع أسعاره. أقول وأكرر هل استوعبنا الآن درس الغزو أكبر مدرسة يجب أن نتعلم منها الشيء الكثير من الغزو باحتلال بلدنا. درس المحافظة على بناء وطن كاد أن يختفي من خريطة العالم باحتلال غير مبرر وبدون أي سبب، ولكن بعناية الله تكاتف أهل الكويت والمقيمون فيها الذين لم يغادروها رجالا ونساء صغارا وكبارا وهم يواجهون القهر والتدمير والإذلال والسرقات ثابتين أقوياء بالدفاع عن هذا البلد مؤمنين بالأسرة الحاكمة كسلطة شرعية دستورية. إن دول العالم من قياداتها وشعوبها أعجب وهو يتابع صمود الكويتيين لمقاومة الغزو والاحتلال إلى أن تحررت بلدنا. إن المحن التي عاناها أفراد الشعب الكويتي قبل 31 سنة من الغزو والاحتلال وذاقوا مرارته باحتلال بلدنا يستذكرون ما حدث لبلدهم. وهناك الصغار في السن في حقبة التحرير والذين ولدوا بعد عام 1991 تعدت أعمارهم الآن الثلاثين عاما من أعمارهم لا يعرفون أي شيء عن الغزو العراقي والاحتلال لبلدهم ولذلك يجب إفهامهم عما جرى بالغزو والاحتلال لأنهم الآن مع الذين عاشوا شهور الاحتلال لم يستوعبوا درس الغزو والاحتلال مثل ما نرى مما يدور في مجتمعنا بالتهم غير المبررة تصويب سهام النقد والتعليقات عن كل شيء في الكويت بدون إبراز الإيجابيات وكل شيء لا يعجبهم وغير سعيدين بالعيش بالبلد. وعليهم أن يتفهموا جيدا من البعض وأن يستوعبوا درس الغزو والاحتلال ولولا عناية الله سبحانه وتعالى والتحالف الدولي من الدول الشقيقة والصديقة في محاربة الغزو العراقي الغاشم على بلدنا وصمود الكويتيين في البلد الذين لم يغادروا بلدهم وظلوا لمقاومة الغزو من بينهم الشهداء رحمة الله عليهم وأسكنهم فسيح جناته والأسرى الذين ذاقوا الأمرين في أسرهم في خارج بلدهم في بلد الغازي المحتل والذي تحملوا الصعاب بالأسر إلى أن أفرج عنهم وعادوا إلى بلدهم. إننا نحمد الله كثيرا ونشكر نعمته على بلدنا أنه لم يكن في وقت الغزو والاحتلال ما يعرف بالسوشيال ميديا وإلا نشرت الشائعات المغرضة والأخبار السيئة لبلدنا من البعض الكارهين لبلدنا وهو تحت الاحتلال البغيض لمدة سبعة أشهر عجاف. وعليكم يا أحباءنا أن تراجعوا أنفسكم وأن تتقوا الله في بلدكم وأن تحاربوا بما يبث بالسوشيال ميديا عن بلدكم من الذين يجعلون بلدهم لقمة في أحاديثهم ويجعلون من الحبة قبة وهم يعيشون عيشة الأمن والأمان في بلدهم وأن الكلام المسيء لبلدهم غير مقبول إطلاقا بالتذمر من كل شيء وتوزيعه بالواتسبات. عليكم يا أحباءنا أن تمارسوا الهدوء والسكينة وتستوعبوا دروس الغزو والاحتلال وأن تعيشوا في هذه الأيام مع أفراحكم في أعيادنا الوطنية وأن تخاطبوا أنفسكم وغيركم بتخاطب العقل المتفتح المستنير هل نحن الآن فعلا استوعبنا دروس الغزو والاحتلال على بلدنا أو ما زلنا متناسين وليس ناسين ما حصل لبلدنا ومن الذين لم يستوعبوا درس الغزو والاحتلال لبلده بالكلمات التي لا معنى لها من ناكري جميل بلده بإبعاد إيجابيات البلد وخلق السلبيات ليتحدث عنها لإثارة البلبلة في البلد. وأخيرا عليكم أن تستوعبوا دروس الغزو والاحتلال ولا تلهيكم أمور أخرى عن الاهتمام لبلدكم وتقديم الغالي والنفيس من أجله فالمواطن الذي ليس عنده وطن لا يعتبر نفسه مواطن ولقد عشتم تجربة احتلال بلدكم وأنتم مشردين بمختلف دول العالم التي استضافتكم لمدة سبعة أشهر ولو طال الأمد ولم تتحرر الكويت لكنا في عالم الغيب ولا أحد يعرف منكم أين كنا الآن لذلك استوعبوا يا أحباءنا درس الغزو والاحتلال والله يحفظ بلدنا ويديم عليها نعمة الأمن والأمان تحت القيادة الحكيمة لأمير البلاد صاحب السمو المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهم مع التواصل مع الشعب الكويتي الوفي. نبارك لقيادتنا الحكيمة وشعبنا الوفي والمقيمين في البلد في احتفالاتنا بالأعياد الوطنية.
مشاركة :