ميران حسين تكتب: حُب الحياة

  • 8/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حب الحياة والتمسك بها نعمة من النعم  اللى ربنا خلقها جوانا، أكتر وقت بيظهر فيه حبنا للحياة هو وقت الخطر والموت وبيتجلى في أوقات  الأوبئة والأمراض والحروب.الناس اللى بتواجه الموت في كل لحظة هي أكتر ناس متمسكة بالحياة ومُحبة لها، شوفوا وقت الحروب على قد ما بتلاقي موت وخراب هتلاقي ناس بتتمسك بالحياة، ناس مصممة تشوف الجمال رغم كل القبح إللى حواليها من قتل ودمار، ناس عارفة ومتأكدة إن العمر لحظة، واللحظة دي هى  إللى دايمًا فارقة. اللى بيواجه الموت مابيكونش خايف منه، بالعكس ده فاتح ايديه ليه وكمان مستنيه، اللي بيواجه الموت في كل لحظة، خوفه الحقيقى إنه مايلحقش يعيش الحياة ولو حتى كانت لحظة. علشان كده هتلاقيهم مابيأجلوش الفرحة، بصوا على أوقات الحروب وأسالوا إللى عاشوها هتلاقيهم بيقولوا كل ضابط وكل مجند قبل ما يطلع الجبهه كان بيتجوز إللى بيحبها رغم إنه متاكد من جواه إن احتمال كبير يروح ومايرجعش. متأكد إنه هيموت فبيديها لحظات وذكريات تتحفر فى حياتها ومستحيل تتنسي،  بيديها كمان جزء منه بيكبر قدام عنيها، وكأن بيقولها حتى لو مت فأنا لسه عايش وهتشوفيني قدام عينكي في كل لحظة. شوف كام واحد أصابته أمراض قاتلة وقبل موته بشهور أو حتى أيام هتلاقيه قرر يعيش الحياة ويستمتع بكل لحظة فيها، وكأنه بيحفر نفسه جوه ذكريات الناس إللى بيحبهم وبيحبوه، وكأنه عايز يفضل عايش جواهم، وعايزهم يفضلوا عايشين بيه وليه حتى لو خلاص عمره انتهى ومابقاش موجود.عيشوا وتمتعوا بالحياة لأنها في الأول والآخر مجرد لحظات فياتلحقوها يا متلحقوهاش. شاركوها مع إللى بتحبوهم وبيحبوكوا وبلاش تبخلوا بيها على نفسكم ولا عليهم، لأن اللى باقي مننا كلنا مجرد لحظات بتترجم كذكريات  وإللى يقول عكس كده يبقى ضد المنطق.

مشاركة :