بعد انحسار للوباء ورحمة نزلت على البلاد من رب العباد، وجب تقيم الأحداث من جميع الأتجاهات، شهور صعبة مرت علينا شوفنا الحظر والتعب والموت، شوفنا حياة أتفرضت على العالم كله مش بس علينا وعرفنا منها إنك يا إنسان حتى ما حصلش بعوضه، وإن فيرس ضعيف لا يُرى بالعين المجردة يقدر ينغص عليك عيشتك وحياتك كلها ويخلفلك كل توقعاتك ومخططاتك.على قد إللى مرينا بيه ما كان أزمة، لكنه كان كمان نعمة، نعمة علمتنا قيمة الصحة، وإن اليوم العادي إللى كان ممل بالنسبة لينا ده حياة، وإن أهلك إللى بتتخانق معاهم ومخنوق منهم رحمة، كلها نعم أتعودنا عليها وألفناها، فمابقناش بنهتم بيها، وفي الحقيقة هى دي الكارثة والمصيبة. أحنا أتعودنا إننا بتتنفس ده هو العادي والطبيعي، لكن لما اتصابت الناس وبقت بتعاني علشان تأخذ النفس ده، عرفنا إن النفس إللى بنأخده مش بالساهل إننا نأخذه، وإن ده من أكبر النعم إللى أنعم ربنا بيها علينا، إللى حصل كان درس كبير للعالم علمنا نحمد ربنا على كل دقيقة وكل ثانية بل كل لحظة في حياتنا، نحمده ونشكره على نعمه علينا ورحمته بينا. على قد ماهو مرض ووباء قاتل للبشر، إلا إنه في الحقيقة قتل مظاهر سلبية كتيرة فكرناها هى السايدة لكنه خلاها تختفي فجأة مش تدريجيًا ورجع مظاهر الحياة الصحيحة، خلانا في خلال كام شهر نعرف القيمة الحقيقية للأشياء، عرفنا إن العلم والبحث العلمي همه الأساس، وإن الدكاترة والتمريض من أهم الأساسيات، وإن وقت الجد مش هتحتاج للعيب كورة ولا ممثل إنما هتحتاج لدكتور ينجدك.فجأة انحسرت الأضواء عن النمبر وان وأصحاب المهرجانات، واتعرف إن نمبر وإن الحقيقي هو إللى لابس بالطو أبيض، لإنه وقت الجد هو حائط الصد إللى ممكن يموت وهو بينقذ حياتك. فجأة لقينا ولادنا أهتمامهم اتحول للعلم والعلماء، مابقاش مثلهم الأعلي لاعبيه الكورة ولا الفنانين "مع أحترامي الشديد ليهم طبعًا"، لكن بقى مثلهم الأعلي دكتور وعالم، تسأل كتير منهم نفسك تطلع إيه يقولك دكتور، فجأة اتحولت البوصلة لمكانها الصح لأن لا يصح إلا الصحيح.فى نفس الوقت شوفنا التحولات الإجتماعية إللى حصلت في المجتمع شوفنا إللى رفض يسيب مراته فى الحجر الصحي لوحدها وصمم يكون معاها وماخفش من العدوى، لكن خاف يسبها تواجه ده كله لوحدها، وفاء فى زمن الوباء نادر لما نشوفه لكن شوفناه.شوفنا الدكتور إللى مابيرجعش بيته ولا بيشوفه أهله وولاده خوفًا إنه يعديهم، شوفنا طقم التمريض إللى واقف طول اليوم على رجله ومهتم يلحق وينقذ ناس مايعرفهاش.شوفنا شرطة ماليه الشوارع وقت الحظر بتعرض نفسها للأصابة وهي بتحاول تحميك، وجيش بيحاول بكل جهده يعمل مستشفيات ميدانية لمواجه الكارثة فى حالة انتشارها وزيادتها. شوفنا ثلاثة مش خايفين ولا مختفين بل بالعكس كانوا حائط الصد لكل الشعب، شوفنا أطباء وشرطة وجيش كانوا متصدرين المشهد مش مهتمين بنفسهم ولا صحتهم لكن اهتمامهم الأساسي كان الشعب، مفروض نحمد ربنا علي الكرونا إللي عرفتنا قيمة الحياة، إللي رجعت كل حاجة لمكانها الصحيح، إللي فوقت الناس في كافة المجالات، إللي رجعتلنا إنسانيتنا وعقلنا وإللي يقول عكس كده يبقي ضد المنطق.
مشاركة :