ميران حسين تكتب: الهروب من الجنة

  • 8/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحُب هو الكنز الحقيقي إللى الكل بيدور عليه سواء كان غني ولا فقير، عدم وجود حُب وشريك في حياتك بيخليك تحس إنك ناقصك حاجات كتير، ربنا خلقنا معجونين بالحُب والمشاعر، علشان كده دايمًا هتلاقي أكتر حاجة مفتقدها البشر وبيدوروا عليها هى الحُب والمشاعر.أول قصة حُب في تاريخ البشرية كانت بين آدم وحواء، والدليل إنهم لما نزلوا على الأرض، فضل آدم يدور على حواء في النهار وينام الليل، وحواء تدور عليه في الليل والنهار، فعليًا كل نص بيدور على نصه الثاني، بيدور على الحُب، على المشاعر الحلوة، على السكن، على الحنان والأمان.دايمًا وسط كل مشاكلنا وضغوط الحياة بندور على الحضن إللى نترمى فيه ونسكنه، بندور على إللى نحس معاه بالراحة والأمان.الحُب بيجي فجأة بدون مقدمات وأحنا ماشيين بنتكعبل فيه، ومن غير ما نحس بنغرق فيه.فيه ناس محظوظة بتلاقيه وبتتمسك بيه، وفيه ناس من قلة حظها  مابتلقيهوش، أو تقدر تقول بيدخل حياتها بس ما بتشوفهوش ولا تعرفهوش، بيمر قدامها مرور الكرام ولا تمسكوش، وفيه إللى لقاه لكن في زحمة الحياة ماعرفش يحتفظ بيه ويعيش معاه وبيه، سابه علشان أعمي، علشان خاف منه، سابه علشان أسباب واهيه، علشان كان عنده أولويات تانية فكرها أهم من إنه يعيش زي باقي خلق الله، ولو إنه كان حسبها صح كان عرف يختار الأثنين ومايخليش حاجة تطغى على الثانية.مافيش إنسان عاقل يفضل يدور على الحُب عُمر طويل ويوم مايلاقيه ويغرق فيه، يصحي فجأة ويقول أنا بعمل إيه، مش مسموح يكونلي نقطة ضعف، مش مسموحلي أعيش زي باقي البني آدمين، وكأن الحُب سبب من أسباب الضعف، للأسف مافهمش إن الحُب كتير بيقوي ومابيضعفش.لحظة واحدة فرقت بين العسل إللى كان عايش فيه وبين وقت مافتح عنيه، وقت مالام نفسه إزاي سبها ماشيه مع التيار، وقت ما قال إللى زيي مالوش يحب، إللى زيي اختار طريقه من زمان، والطريق ده آخر طريق ممكن  يكون فيه  مشاعر أو حُب.هنا بيدخل في صراع رهيب مع نفسه، كإنسان من حقي أعيش الحياة وأحب وأتحب، لكن في نفس الوقت ماينفعش يبقالى نقطة ضعف، ماينفعش أفكر في حاجة غير شغلي، حياة أتكتبت عليا وطريق لازم أمشيه للآخر لأني أنا إللى أخترته، من الآخر ماينفعش لا أحب  ولا أتحب.فجأة بيهرب من نفسه قبل ما يكون بيهرب من حُبه وقلبه، بيقول بالكذب إنه مرتاح في وحدته، ده كلام أبعد مايكون عن الواقع، لأنه في الحقيقة بيقول كلام واهي قدام الناس، لكن الواقع والحقيقة إنه مش مرتاح ولا عمرهيرتاح.فيه ناس بتهرب للحُب وفيه ناس بتهرب منه، الأثنين تعبانين والأثنين مش عارفين يرتاحوا. إللى هرب من الحُب عامل زي إللى أطرد من الجنة، وأنت لما تهرب من الحُب هيتغضب عليك وهتطرد من الجنة، وهتعيش طول عمرك ندمان على أكبر غلطة عملتها في حياتك، هتندم على الفاكهة المحرمة إللى أكلت منها فتطرت من الجنة زي أبوك آدم وأمك حواء فكروا كويس قبل ما تختاروا، قبل ما تخسروا، بلاش تهربوا من الحُب ... بلاش تطردوا من الجنة. فكروا قبل ما تغلطوا زي غيركم ماغلط، لأن الحُب هو الجنة وإللى يقول عكس كده يبقى ضد المنطق.

مشاركة :