فرح علي فرح ومثلك يفرح ان كان في الدنيا لقلبك مطرح واذا شددت على النياق فقل لها: انا لقفل المستحيل سنفتح ان النياق اذا حدوت قطارها تمشي على ماء المحيط تسرح قال الراوي: اجتمع خارج الزمن ثلاثة من النقاد بين كل منهم والآخر شهر ضوئي وبعد ان قرأ كل منهم هذه الابيات.. قال الاول منهم وكان من عصر ما قبل الحداثة الذي لا نزال نرسف في قيوده حتى الآن: اما من حيث اعراب الاشعار فليس على الابيات ذرة من غبار، فكل جملة تنادي بشوق أخفشي ما بعدها من الجمل مثل قافلة يستدعي فيها كل جمل بما حمل كل جمل آخر بما حمل.. وقد احسن الشاعر واجاد – لا فض فوه – في قوله: ان النياق تطرب للحداء حتى انها يمكن ان تمشي على الماء من خفتها، اما قوله: انا لقفل المستحيل سنفتح ففيه نظر اذ فيه تحمل يغص منه الناظر.. لان المستحيل كما قال شيوخنا لا قفل له لأن كل قفل لا بد له من مفتاح ولا مفتاح للمستحيل.. ولكن يمكن تجاوز هذا الشطح من الشاعر للضرورة الشعرية التي لا تشبهها ضرورة على وجه الارض. وقال الناقد الثاني وهو من جيل يسميه اهل المريخ جيل الحداثة وكما مر فقد قدر الفلكي الطرماح التغلبي بأنها ستصل الينا بعد شهر ضوئي قال: في هذه الابيات تجتمع كل عناصر الرومانسية ففيها السخرية من المتنبي الذي قال: (ارق على ارق ومثلي يأرق) والسخرية من المتنبي معناها السخرية الرافضة للماضي كله، اما العنصر الثاني من عناصر الرومانسية الذي تلمسه في هذه الابيات فهو في قوله: (ان كان في الدنيا لقلبك مطرح) ففيه تشاؤم بائس من عناصر الرومانسية، وهذا مجرد عنقود من عناقيد التشاؤم الاسود. اما الناقد الثالث فهو من جيل ما بعد الحداثة وجيل المابعد هذا طريق لا نهاية له فهو وليد فلسفة نتشه العدمية التي تعني: ما بعد التاريخ.. ما بعد الجغرافيا.. ما بعد العدالة.. ما بعد الحرية.. وما بعد المابعد.. فقد قال: اشعر ان هذه الابيات التي لفظت انفاسها منذ زمن قديم قد نسي الراوي اجمل ما فيها من الزمن الميت وهو قول الشاعر: لا تأكلن مع الهريس عصيدة وتوق من ان يحتويك مفطح فالاكل ان لم تأخذن زمامه بيديك يعبث في حشاك ويشطح
مشاركة :