كنت جالسًا بجوار صديقي القادم من بلاد التكنولوجيا اليابانية، وبدأ يُحدّثني عن تجربته السياحية التي قاربت ستة أشهر في تلك البلاد العجيبة، والتي تحدَّت وتفوّقت على العالم كله، رغم الظروف التي حصلت لها. يقول صديقي "المهرطق": في بلاد العجب والتكنولوجيا والتطور لديهم احترام للنظام وللوقت وللبيئة، وحتى للحيوان. يحكي لي صديقي الياباني: (أن المُعلِّم يقول لطلابه: نجاحك نجاح لليابان، وفشلك فشل لليابان).. بينما عندما كنت أدرس كان المُعلِّم يقول لي: نجحت ولّا رسبت راتبي ما ينقص منه شيء.. المُعلِّم في اليابان يُعطَى حقوقه بلا نقصان فيُبدع ويتألَّق. البيئة نظيفة، لأن الياباني يرى أن نظافتها تساعد الإنسان على الإبداع والتفكير والتطوير، بينما إذا اتّسخت فهي تدل على سوء سلوك الإنسان في مجتمعه. لا تجد سرعة متهورة، ولا قائد يتجاوز من اليمين مرة؛ واليسار مرة أخرى، ولا يرمي النفايات على الطريق لإيذاء الآخرين، ولا يقطع الإشارات، ولا يقف ويمشي بعكس الطريق. أوقات الشباب هناك مليئة بالإمتاع، ولا يوجد شاب لديه وقت يمضيه في لعب البلوت، أو الفرفرة بالسيارة، لأن التميّز يجعله في مقدمة شباب العالم، ويرسم صورة إيجابية عن شباب وفتيات اليابان. واليابانيون يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم حتى لا تندثر، فقليل ما تجد شابًا أو فتاة تقلِّد شباب الغرب في الملبس أو المشي أو الكلام، بل يستفيدون من الآخرين في أمور أهم. الوطن لديهم أولاً.. وبالتالي نجاح المواطن ينعكس إيجابًا على الوطن. هنا.. أوقفت صديقي عن الحديث، وقلت له: "أنت سائح مهرطق"..!!! تويتر : @alzahraniawad Awoo777@hotmail.com