حبيسين أفكارهم ؟! بقلم / أحلام عبدالرحمن

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حبيسين أفكارهم ؟!بقلم / أحلام عبدالرحمن إن القول المأثور عند العرب عن الإمام الشافعي ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) يحمل مناجاة صادقة لما يدور في أعماق النفس البشرية بشفافية ووضوح ريثما عندما نتأملها ، ونجد بأنها كومة من الأفكار ومزيج من التناقضات والتضاربات والاختلافات، بينما تسيطر الأفكار المحبوسة على اسلوب حياة الشخص ، لذلك يسمى المُحتبسين لأفكارهم سجناء لعقولهم ،فمن هم أولئك يا ترى؟ جميعنا حبيس لفكرة أو أفكار معينة ولكن المنوط هنا في مقالتنا ليسو أولئك الذين يحتبسون الأفكار الإيجابية ، بل محورنا هنا أولئك الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام افكارهم ويستصعبونها ويترددون في مواجهتها، أولئك الأشخاص الذين لا يوظفون قدراتهم ومقدرتهم في التنبؤ والتصدي وسرعة التحرر من الأفكار السالبة ، اولئك الذين لا يستخدمون حواسهم ويوقظونها معاً لدفع ورصد وبالتالي طرد المخاوف المرتبطة بالأفكار السلبية . حبيسين أفكارهم: أشخاص محدودي الرؤيا فلا يرون بمنظارهم سوى أنفسهم ولا يستمعون إلا لأصواتهم ولا يصدّقون إلا معتقداتهم يؤمنون بها ويقيسون عليها فقط، لا يأخذون بوجهات نظر الآخرين وآرائهم ويرون دوماً بأنهم على الصواب الذي يستحق أن يُحتذَى به من قبل الآخرين، وغالباً محدودي الأفق نظراً لقوقعتهم على أنفسهم وتعظيمهم لها . ففي حبسك لعقلك شلل لحياتك لذلك كان من اللابُد من عدم الاستسلام للأفكار والهواجس السوداوية المحبطة، وعدم التقزم أمام المثبطين من البشر لطالما تنبؤ بتقزمك واستخدموه كورقة ضغط تُمارس عليك طقس من العنف اللامرئي المحسوس بشكل يؤجج مكامن روحك ، مما يُعقد تحررك منها بسهولة لأنها دخلت بحواسّك في قالب التقييد ، مما يجعلك فجأة تكتشف بأنك أسير لهذه الأفكار التي تسيدت عليك ولا جدوى منها سوى تعطيل مسيرتك الحياتية في جميع جوانبها . مما يجعلك تتسم بصفات شخصية تتناقض مع شخصيتك الحقيقية ، فتجد نفسك تحجّم المواقف العابرة لمأساة لا تنتهي،، محاصرٌ في أسوار واقعك المختلف تماماً عن الواقع الافتراضي، مؤطّراً لمشاعر الآخرين . ويندرج حبيسو الأفكار في اكثر من شكلٍ ونوع : فمنهم من يستأثر بنفسه فيعطي لنفسه من الاستحقاق ما يفوق استحقاقه الفعلي ،هؤلاء تمارس عليهم أفكارهم (جنون العظمة) ونجدهم يستخدمون أكثر أدواتهم حدةً ويشهرونها في وجه الآخرين ، كالخداع والظلم والسيطرة، كما ان الاسترسال في ظل الخوف من المجهول يصنف أصحابه ضمن فئات حبيسين أفكارهم ، ويسمّون بأصحاب الفكر الواهم الخيالي ، حيث يأخذك بعيداً عن واقع الحال والمحال ولا يستند إلى دليل سوى الظن والتوجس والترقب والقلق ، فتجد فحوى تفكيره: الريبة والتشكيك مما يترتب عليه فقدان الأمان فلا يجد في صور الناس سوى العداوة له ولأفكاره مهما كانوا على صواب، لا يحتمل كل من يتعارض معه أو يخالفه في الرأي والاعتقاد ، مما يزيده عزلة ونقصد هنا ( العزلة الموحشة)، حيث أن الخوف والوهم يتغذى على نفسه ويحفز مخاوف أعمق فيصبح معضلة لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وقد يسترسل الشخص أكثر مع القوقعة على أفكاره المحبوسة في داخله ، فيتضخم قالب التعصب لنفسه وأفكاره وينجرف في تيار ( الأنانية)حب الذات، وهكذا يدخل في قناعاته مفهوم لا يقبل المناقشة، ويتطور الأمر وصولاً إلى مسار منحرف كلياً مما يرسخ في عقله إنه من جيش بشري لامثيل له ويبدأ هنا بارتداء القناع البرجواري ويدخل هنا في مشكلة ( الغرور). ويكمن الحل المختصر لتلك الفئة حبيسين أفكارهم في الإيمان بالله جلّ في علاه وتحريرهم لعقولهم واستشعار عظمة هذا العقل كونه يمثل طاقة مهولة اذا استثمر في البناء والتفاؤل أو البؤس والتشاؤم ، والاستقلال بالعقل عن العواطف في طرد الأفكار السلبية والأوهام ، قف أمام مرآة نفسك ياعزيزي مجرداً من خمائل الغرور وحرائر الزيف وستدرك حينها بأنك مؤتمن وليس بخالق،، ستدرك بأنك مجرد عابر سبيل ، ستذوب على الفور وتنصهر جلبة أفكارك السوداوية ، واصدح بأذنيك صدى صوت الحق عندما قال في محكم تنزيله( فمن يعمل مثقال ذرة ٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره) فلا جدوى من احتباس الأفكار السيئة سوى الإسقاط بصاحبه في غياهب الظلال والخسارة والخسران.كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :